حلب - (الجزيرة نت): يرى قادة بالمعارضة السورية أنه بحال استلامهم مضادات الطيران فإن الموازين ستتغير وستنهار قوات النظام السوري سريعاً، لكنهم اشترطوا أن يكون سلاحاً حديثاً مزوداً بمنظومة رادارات، في حين استبعد بعضهم أن يتم ذلك لعدم رغبة الغرب بتسليحهم أو إسقاط النظام حالياً.
وبعد أن لعبت صواريخ «تاو» المضادة للدروع دوراً كبيراً في تصدي المعارضة السورية المسلحة لقوات الرئيس بشار الأسد برياً، تنتظر المعارضة سلاحاً يتمكن من وقف الغارات الجوية على المدن والقرى. ومع التدخل الروسي لقصف المعارضة بأحدث الطائرات وأشد الأسلحة تدميراً، ذكرت تقارير إعلامية قبل أيام احتمال تزويد فصائل المعارضة بمضادات للطيران من قبل جهات إقليمية. ففي ريف دمشق، علق قائد لواء شهداء الإسلام النقيب سعيد نقرش على تلك التقارير الإعلامية بأنها لم تخرج بعد إلى حيز الواقع، معرباً عن أمله في تحققها قريباً.
ولفت إلى عدم وجود أي حلول بديلة عن مضادات الطيران لإنقاذ المدنيين من «العدوان الروسي» إلا في حال عودة الضغط التركي على المجتمع الدولي في اتجاه فرض مناطق آمنة ومناطق حظر جوي لحماية المدنيين. وأكد نقرش أنه في حال استلامهم مضادات الطيران «فإن الموازين ستتغير كثيراً، وستنهار قوات النظام في زمن قياسي غير متوقع، فخلال العام الحالي لم يتمكن النظام من إحراز أي تقدم على الأرض واكتفى بالقصف بـ البراميل المتفجرة».
أما المتحدث باسم «أجناد الشام» وائل علوان، فقال إن المعارضة سبق أن استحوذت على مضادات للطيران بالغوطة الشرقية، وتمكنت بها من حماية المنطقة إلى حد كبير من الطيران المروحي، لكن منظومة صواريخ «أوسا» التي استحوذت عليها لم تثبت فعاليتها مع الطيران الروسي الذي يحلق على ارتفاعات شاهقة.
وأثنى علوان على دور بعض الجهات التي تدعم المعارضة في حقها بالدفاع عن نفسها وعن المدنيين، لكنه بدا متشككا من قدرتها حاليا على إمدادهم بهذا السلاح النوعي.
وفي ريف اللاذقية، قال القيادي في «كتائب العز بن عبد السلام» مصطفى سيجري إن بعض الدول بادرت أواخر عام 2012 إلى تزويد المعارضة بعدد محدود من الصواريخ المضادة للطيران، فتمكنت من إسقاط عشرات الطائرات وتقدمت على جميع الجبهات حتى اقتربت من اقتحام دمشق، ما دفع الغرب وروسيا إلى الضغط باتجاه وقف تزويد الثوار بمضادات الطيران، حتى تمكن جيش النظام من استعادة قوته، وفق قوله.
وأبدى ذلك القيادي ثقته بأن الثوار سيتمكنون من السيطرة على كامل البلاد وإسقاط النظام، مشيرا إلى التقدم الذي يحرزونه عندما يكون الجو غائما بحيث لا يتمكن الطيران من القصف.
بدوره، قال مقدم منشق يدعى «أبو الهول» إن النظام بات يسير اليوم على «ساق واحدة» وهي سلاح الطيران الذي لا يملك له الثوار رادعا «وقد ازدادت قوته بمشاركة الطيران الروسي» لكنه أكد أن الثوار «سيكسرون تلك الساق» إذا ما تم تزويدهم بالمضادات الجوية.
واستبعد القيادي أن تزود الدول الإقليمية الثوار بهذا النوع من السلاح، مشيرا إلى أن هناك قرارا دوليا بمنع تزويدهم به، وأن الغرب يريد أن يقوم بنفسه بمهمة وقف الحرب في سوريا عندما يحين الموعد من وجهة نظره، ليظهر بأنه هو من يعمل على نصرة الشعوب وإنهاء مآسيها، وفق رأيه. من جهته، قال العقيد المختص بالدفاع الجوي أبو عبيدة عن الدور الذي يمكن للمضادات الجوية أن تلعبه، فرأى أنها لن تحدث فارقاً كبيراً إذا لم تكن من المنظومات المتكاملة المزودة بالرادارات الحديثة.
وأشار إلى أن الصواريخ المضادة المحمولة مثل «ستينغر» لا يمكنها الوصول إلى طائرات النظام والطائرات الروسية التي تحلق على ارتفاعات شاهقة، لكنها قد ترغمه على التحليق لارتفاعات أعلى مما يحد من دقة إصابتها ويخفف من الخسائر بالأرواح والعتاد.