نصف المشاركين تبرعوا أكثر من مرة واحدة في 12 شهراً
?80 من المانحين تبرعوا بمبالغ تزيد على 150 دولاراً
?59 من شريحة المحسنين بلغ دخلهم الشهري 9 آلاف دولار



كشفت دراسة مسحية بعنوان «استبيان العطاء العربي» أن 87% من المواطنين والوافدين العرب بدول مجلس التعاون الخليجي قدموا تبرعات مالية لجمعيات خيرية خلال الـ 12 شهراً الماضية.
وأوضحت الدراسة، التي أعدتها مجلة «زمن العطاء» وشركة «يوجوف» للدراسات، أن أكثر من نصف هؤلاء المتبرعين قد تبرعوا أكثر من مرة واحدة خلال الفترة الزمنية المذكورة.
وأشارت إلى أنه يغلب على 57% من المانحين في منطقة الخليج التبرع لذات الجمعيات الخيرية - وهذا الولاء تميز به بالأخص المتبرعين الأكثر ثراءً (ما يعادل 64% من الذين بلغ مستوى دخل أسرتهم تسعة آلاف دولار أمريكي وما فوق).
وقدمت الدراسة لمحة عن السلوكات المعاصرة في ثقافة العطاء المتوطنة منذ القدم في المنطقة العربية، كما ألقت الضوء على الأوليات التي يعلقها المانحين على عطائهم، ويدل على أفضل سبل الوصول إلى المحسنين.
ونوهت إلى أن الوافدين العرب في دول الخليج شكلوا غالبية المشاركين في الاستبيان، إذ بلغت نسبتهم 70%، بينما تشكلت الـ30% الباقية من مواطني دول مجلس الخليج العربي.
وذكرت أن 80% من المانحين بلغت قيمة آخر مبلغ تبرع كل واحد منهم به 150 دولاراً أو أقل، بينما تبرع 45% آخرين بمبلغ يزيد عن 150 دولاراً خلال الاثني عشر شهراً الماضية. وكما هو متوقع، فإن الفئة الأكثر ثراءً من المانحين تبرعت بشكل عام بأكبر المبالغ للجمعيات الخيرية، إذ زعم نحو 59% من شريحة المحسنين الذين بلغ دخل أسرهم الشهري 9,000 دولار أو أكثر، أن قيمة تبرعاتهم خلال الاثني عشر شهر الماضية تعدت الـ500 دولار.
وضمن الجوانب العديدة التي ساعد الاستبيان على إلقاء الضوء عليها، كشفت الدراسة أن العقيدة الدينية للمتبرعين في منطقة الخليج تلعب دوراً مهماً في عطائهم على عدة أصعدة. وأشارت إلى أن هناك حاجة ملحة في السوق للدعاية والمعلومات حول عمل الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية، إذ أكد 55% من المجيبين على الاستبيان على رغبتهم بالاطلاع أكثر على شؤون العطاء والأنشطة الإنسانية ورفع مستوى الوعي حول المنظمات الخيرية.
كذلك كشفت الدراسة عن مجموعة معلومات تتعلق بسلوكات وعادات المحسنين تجاه العطاء والأمور المؤثرة على تصرفاتهم في هذا المجال، وشؤون متنوعة أخرى مثل اختياراتهم للمنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية المفضلة لديهم، ومصادر المعلومات التي يعتمدونها حول المنظمات الخيرية، وحجم المبالغ التي يتبرعون بها. ونفذت «يوجوف» الدراسة عن طريق الإنترنت، بمشاركة 1,008 مجيب من دول مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة الممتدة من 29 مايو - 8 يونيو، وتعتبر عينات المشاركين بشكل عام متناسبة مع تعداد السكان العرب في دول الخليج.
وتم إعداد تقرير كامل حول نتائج الاستبيان تحت اسم «العطاء الإنساني في دول مجلس التعاون الخليجي»، الذي سيكون مصدراً مهماً للمعلومات وأداة فعالة للجمعيات الخيرية، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الإنسانية والمالية ذات الاهتمام بقطاع العمل الإنساني والخيري.
من جانبها، قالت المديرة الأولى للبحوث في «يوجوف» جواو نيفيس إن نتائج الاستبيان الأول للعطاء العربي تمثل دلالة واضحة على روح العطاء التي يتحلى به السكان العرب في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضافت أن كرم المانحين لا يمنعهم من مطالبة الجمعيات الخيرية بشكل متزايد بالمساءلة، فقد زعم 71% من المتبرعين المشاركين في الاستبيان أنهم سيمتنعون عن التبرع لجمعية ما إذا ثبت أن أداءها سيئ، وفي ظل هذه المعطيات، فإن المؤسسات الخيرية الأكثر شفافية في تواصلها مع الناس والقادرة أن تبرهن على مدى فعالية أعمالها هي التي ستكون في أفضل وضع يمكنها من الاستفادة من الكرم السائد بالمنطقة.
وبدوره، علق الرئيس التنفيذي للمجموعة ورئيس تحرير «زمن العطاء»، ليونارد ستال، قائلاً إن زمن العطاء تساهم في وضع أجندة للعطاء الذكي في منطقة الشرق الأوسط. إن إنجازنا لاستبيان نتجت عنه بيانات تعكس الواقع بصدق مع شركة تتميز بشهرة عالمية مثل يوجوف هو عمل رائع. إنه العمل الأول من نوعه في المنطقة، ويعد خطوة مهمة لإنجازات متقدمة أخرى. وأوضح أن نتائج استبيان العطاء العربي تساهم بكسر حاجز الصمت الذي غالباً ما يغلب على شؤون العطاء الخيري والإنساني، لتسلط الأضواء على الكرم الذي تتصف به هذه المنطقة وتطلق الحوار حول أفضل السبل التي يمكن تبنيها للحث على عمل الخير الفعال. وقال إن استبيان العطاء العربي كشف عن وجود رغبة كبيرة لدى المانحين في رؤية حملات دعائية أكثر للمنظمات الإنسانية للتعرف عليها وعلى أنشطتها عن قرب. كما عبر المشاركون في استبياننا عن رغبتهم في معرفة المزيد عن شؤون العطاء الخيري وأن يكونوا على دراية بالمجالات التي تنفق فيها تبرعاتهم لتحقيق نتائج عالية الفعالية، ما يساعد على رفع مستوى الوعي بالمنظمات الخيرية واتخاذ القرار لدى المانحين حول عطائهم.