حين تجلس في مكان عام، قد يكون مطعماً أو مجلساً، وأنت تنتظر صديقك أو أخاك لكي تقصدا مكاناً ما، ويأتي شخص تعرفه فيسلم عليك، فتُحرج حين تراه وحده حزيناً يبحث عن أحدٍ ما ليحادثه، فتدعوه لمجالستك رغماً عنك فيجلس وتتجاذبان أطراف الحديث، ويمضي الوقت وأنتم على تلك الحال لا أنت تعرف بدء الاعتذار بالرحيل ولا هو ينهض ويتركك لخططك، فما الذي ستفعله لو كان ذلك واقعاً تعيشه كل يوم؟؟
لا تتعجب عزيزي القارئ فهذا الذي تستبعد حصوله معك يحدث فعلاً للبعض، وفي كثير من الأحيان لا يعرفون كيفية التخلص منه.
إن المجاملة - بالشكل الذي نعرفها به- تعتبر ضعفاً في نفس القائم بها ومتلقيها بسذاجة على السواء، فالذي يعيش حياةً مليئة بالمجاملات يرسلها لهذا وذاك لا يعيش حياته بواقعها كما هو بل يسبح في عوالم أخرى يتمنى وصوله إليها، ولا الذي يصدق كل ما يُقال له حين يمتدحه الآخرون ويبالغ في ردود أفعاله ليفقد بذلك حس الذوق الاجتماعي العام، فيصبح بلا شعور وذوق.
ربما كنا أمام تحدٍّ بشري من نوع آخر، يجعلنا نقف أمام عجزنا كبشر دون رؤيتنا إليه على أنه عجز فعلاً، ولو كانت الحلول متاحة بين أيدينا، وكنا نعلم بأن ذلك ضعفٌ يُمكن التحكم به، إلى جانب عدم الرضوخ لظروف الآخرين بل الاعتذار دون جرح مشاعرهم بأسلوب راقٍ يرفع من منزلتنا عند الله وبالتالي عند الناس، جميعنا يعرف ذلك أليس كذلك؟
ولكن كم منا يطبقه؟؟
سوسن يوسف
نائب رئيس فريق البحرين للإعلام التطوعي