عواصم - (وكالات): قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس إن «مجموعة من الدول التي تدعم المعارضة المسلحة في سوريا ستجتمع في فيينا غداً الجمعة، سعياً لإيجاد حل سياسي يتضمن مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد السلطة»، مضيفاً في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في الرياض إن «المحادثات الدولية في فيينا ستشكل اختباراً لمدى جدية روسيا وإيران للتوصل إلى حل سياسي في سوريا»، بينما أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن «بلاده تريد وحلفاؤها الغربيون والعرب أن تبحث خلال المحادثات الدولية المقبلة حول سوريا جدولاً زمنياً محدداً لرحيل الأسد».
من جانبه، أعرب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» جون برينان عن ثقته بأن الروس يريدون في نهاية المطاف رحيل الأسد لإيجاد حل للنزاع في بلاده.
وأشار الجبير في مؤتمر صحافي في الرياض إلى أن «اليوم سيكون هناك اجتماع في فيينا يشمل الدول الأربع، المملكة العربية السعودية وروسيا والولايات المتحدة وتركيا، لتنسيق الموقف، ومن ثم يليه اجتماع يوم الجمعة مع مجموعة موسعة من الدول الداعمة للمعارضة السورية». وأوضح أن الاجتماع «سيشمل دولاً أخرى من المنطقة لاختبار نوايا هذه الدول فيما يتعلق بإيجاد حل للأزمة السورية، وعلى رأسها يكون موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد». وأضاف أن المباحثات التي ستستغرق يومين تشكل اختباراً «لنوايا السوريين والروس». واعتبر أن المحادثات فرصة «لتضييق الفجوة» بين ايران وروسيا من جهة والدول الأخرى حول دور الأسد. وقال الجبير «يجب التأكد بشكل واضح من أن الأسد سيرحل».
من جهته، قال هاموند إن روسيا وإيران تؤكدان حق الأسد في الترشح لولاية رئاسة جديدة لكن «يديه ملطختان بالدم».
وستشارك إيران الحليف الأساسي للأسد في الشرق الأوسط، للمرة الأولى غداً الجمعة في فيينا في المحادثات الدولية حول النزاع السوري، ما يعتبر منعطفاً دبلوماسياً مهماً وفق رغبة موسكو. وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم «لقد تسلمنا الدعوة وتقرر أن وزير الخارجية سيشارك في المحادثات». وهذه «المحادثات الموسعة» سيسبقها مساء اليوم اجتماع رباعي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظرائه الأمريكي جون كيري والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سينيرلي أوغلو، كما صرح مصدر دبلوماسي روسي. وعقد أول لقاء رباعي أمريكي روسي تركي وسعودي الجمعة الماضي في فيينا لبحث آفاق تسوية النزاع في سوريا الذي أسفر عن سقوط أكثر من 250 ألف قتيل منذ 2011. ولم تشارك إيران مطلقاً في أي محادثات دولية حول تسوية الأزمة السورية كما لفتت الدبلوماسية الإيرانية.
ففي 2012 لم تشارك إيران في مؤتمر «جنيف1» حول سوريا ودعوتها للمشاركة في محادثات «جنيف 2» في 2014 عاد وسحبها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أثر اعتراض الولايات المتحدة والسعودية كما ذكرت المتحدثة الإيرانية.
وهذه المرة ستنضم إيران «المدعوة من الولايات المتحدة» في فيينا إلى وزراء الخارجية الروسي والأمريكي والسعودي والتركي وأيضاً اللبناني جبران باسيل والمصري سامح شكري. ولم يبلغ العراق بعد ما اذا كان وزير خارجيته سيحضر الى فيينا. كذلك سيحضر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند والفرنسي لوران فابيوس ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني. وأعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول ان فابيوس «سيجري قبل ذلك اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف». وقال إن «فرنسا تواصل حواراً مع الجميع وخصوصاً مع الروس وإيران»، مؤكداً أن «فرنسا تؤيد دعوة إيران، وتعمل من أجل حضور كل الأطراف».
واجتمع وزير الخارجية الفرنسي في باريس مع حلفاء فرنسا الغربيين والعرب حول الأزمة السورية «السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وقطر وألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانيا وتركيا».
وتريد فرنسا وحلفاؤها الغربيون والعرب أن تبحث خلال المباحثات الدولية المقبلة حول سوريا «جدولاً زمنياً محدداً» لرحيل الأسد كما قال فابيوس. وقد شددت روسيا من جهتها منذ بدء النزاع في سوريا في 2011 على مشاركة إيران. لكن الولايات المتحدة رفضت بحزم مشاركة طهران قبل أن تبدأ تليين موقفها بشكل مفاجىء.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري صرح «نأمل أن تتم دعوة إيران للمشاركة»، مشيراً إلى سيناريو سيشكل منعطفاً دبلوماسياً هاماً في تسوية النزاع السوري.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنه من غير المرجح تحقيق اختراق خلال المباحثات. إلى ذلك مازال مصير الأسد موضوعاً خلافياً يثير الانقسام بين واشنطن وموسكو الداعم الأساسي لدمشق. وفي هذا الخصوص، أعرب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» جون برينان عن ثقته بأن الروس يريدون في نهاية المطاف رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لإيجاد حل للنزاع في بلاده، ولكن السؤال هو «متى وكيف سيتمكنون من دفعه» للرحيل.
وقال برينان في مؤتمر في واشنطن حول الاستخبارات إنه «رغم ما يقولونه، أعتقد أن الروس لا يرون الأسد في مستقبل سوريا»، مضيفاً أعتقد أن الروس يدركون أن لا حل عسكرياً في سوريا وأن هناك حاجة إلى نوع من عملية سياسية».
وفي دلالة إلى التحركات الدبلوماسية الكبرى الجارية اتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ليبحث معه موضوع مكافحة تنظيم الدولة «داعش»، وإمكانية «انتقال سياسي في سوريا» بحسب تقرير بثه البيت الأبيض.
من جهته، اتهم الأسد مجدداً الدول الغربية وبينها فرنسا بـ»دعم الإرهاب» في سوريا والمنطقة، خلال استقباله وفداً برلمانياً فرنسياً في دمشق. ميدانياً، أعلن الجيش الروسي أنه قصف 118 هدفاً «إرهابياً» في سوريا خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة، في تكثيف غير مسبوق لعمليات القصف منذ بدء التدخل العسكري الروسي في البلد في 30 سبتمبر الماضي. في الوقت ذاته، يعاني مئات الآلاف من سكان مدينة حلب في الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام من الحصار الخانق الناجم عن قطع «داعش» طريق الإمداد الوحيدة الى ثاني مدن سوريا قبل 5 أيام. ويشكو السكان من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات بشكل جنوني بسبب النقص في الكميات من جهة، ولجوء التجار إلى سياسة الاحتكار من جهة ثانية. كما وجد البعض الآخر نفسه محتجزاً داخل المدينة أو خارجها. من ناحية أخرى، عارضت روسيا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يرمي إلى وقف عمليات القصف بالبراميل المتفجرة في سوريا معتبرة أن ذلك من شأنه أن يسيء إلى محادثات السلام الجارية.
وأعدت فرنسا وبريطانيا وإسبانيا النص الذي يهدف إلى منع استخدام الذخيرة البدائية الصنع وفرض عقوبات على النظام السوري المتهم بالقاء البراميل المتفجرة على المدنيين. من جهة ثانية، دفنت عائلة أول جندي روسي تتأكد وفاته في روسيا ولدها في مقبرة ريفية وسط تأكيد والده على عدم وجود علامات على الجثة تدعم الرواية الرسمية بأنه قد أقدم على شنق نفسه. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الروسية إن فاديم كوستينكو شنق نفسه في قاعدة جوية على الساحل السوري جراء مشاكل في حياته الخاصة. وسلمت جثة كوستينكو لوالديه ليكون أول جندي روسي تتأكد وفاته منذ بدء الضربات الروسية في سوريا قبل 4 أسابيع.