عواصم - (وكالات): بدأ وزراء خارجية السعودية وأمريكا وروسيا وتركيا في فيينا مساء أمس جولة ثانية من المحادثات الرامية لإيجاد حل للنزاع السوري، وبحث مصير بشار الأسد، ستتوسع اليوم لتضم دولاً أخرى بينها للمرة الأولى إيران، الحليف الإقليمي الأبرز لنظام دمشق، فيما أكدت واشنطن أنها تسعى لاختبار مدى استعداد روسيا وإيران للضغط على الأسد لترك السلطة، والتزامهما بمحاربة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في سوريا، بينما أعلنت مصادر مخابراتية غربية أن روسيا ساعدت إيران في نقل أسلحة للداخل السوري خلال العشرة أيام الماضية. من ناحية أخرى، قتل 600 شخص ثلثاهم من المقاتلين جراء الغارات الروسية التي استهدفت 10 محافظات سورية منذ إطلاق موسكو حملتها الجوية قبل شهر.
وعقد أمس اجتماع رباعي بين وزراء الخارجية السعودي عادل الجبير والأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، والتركي فريدون سينيرلي أوغلو لمناقشة آفاق التسوية في سوريا.
واليوم، تتوسع المحادثات لتشمل دبلوماسيين من دول إقليمية وأوروبية خصوصاً وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وسينضم إلى الاجتماعات وزراء خارجية لبنان جبران باسيل ومصر سامح شكري، وبريطانيا فيليب هاموند وفرنسا لوران فابيوس ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني.
السعودية استبقت الاجتماع بالتأكيد على موقفها الثابت من الأزمة السورية، معتبرة أن البحث في موعد محدد لرحيل الأسد سيكون بنداً أساسياً في الاجتماع، الذي يختبر مدى جدية إيران وروسيا حول الحل في سوريا.
وقال توم شانون مستشار وزارة الخارجية الأمريكية إن حكومة بلاده تسعى لاختبار مدى استعداد روسيا وإيران للضغط على الأسد لترك السلطة والتزامهما بمحاربة «داعش»، مشيراً إلى أن بلاده تأمل في أن تبين الجولة الجديدة من المفاوضات الدولية بشأن الحرب الدائرة في سوريا إن كانت طهران وموسكو ستقبلان قيادة جديدة في دمشق.
في سياق متصل، نقل عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله إن روسيا عقدت اجتماعات مع ممثلين عن الجيش السوري الحر كما إنها على اتصال مع الأكراد.
من ناحية أخرى، أعلنت مصادر مخابراتية غربية أن روسيا ساعدت إيران في نقل أسلحة للداخل السوري خلال عشرة أيام الماضية، بحسب ما نقلت عنها شبكة «فوكس نيوز»
وأكدت تلك المصادر أن الأسلحة تم نقلها عبر طائرات شحن روسية، وقد تم رصد الطائرات مطلع الشهر الحالي في القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية.
وبحسب المصادر، فإنه لم يتم تسجيل الرحلات الخاصة بتلك الطائرات، مما يعد خرقاً لقرارين أصدرهما مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بخصوص حظر على الأسلحة في إيران.
وذكرت «فوكس نيوز» أنه تم تنسيق نقل الأسلحة الإيرانية عن طريق قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني، وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير دفاعه سيرغي شيوغو. وأضافت أن شركة الطيران الإيرانية «ماهان إير» تقوم بعدة رحلات بين طهران واللاذقية لنقل عسكريين لداخل سوريا.
يذكر أن طهران قد اعترفت بأنها أرسلت عدداً من ضباط الحرس الثوري الإيراني لسوريا لتقديم المشورة، فيما أفادت التقارير بمقتل عدد كبير من الضباط والجنود الإيرانيين في القتال داخل سوريا.
على صعيد آخر، قتل 600 شخص ثلثاهم من المقاتلين جراء الغارات الروسية التي استهدفت 10 محافظات سورية منذ إطلاق موسكو حملتها الجوية قبل شهر، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشنت طائرات حربية روسية غارات في محافظة درعا جنوب سوريا للمرة الأولى منذ بدء موسكو ضرباتها الجوية. في السياق ذاته، قتل 8 أشخاص أمس جراء غارات جوية استهدفت إحداها مستشفى ميدانياً في مدينة دوما، أحد أبرز معاقل الفصائل المقاتلة في محافظة ريف دمشق.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن الضربات الجوية شمال سوريا أصابت 12 مستشفى في الأسابيع الأخيرة مما أسفر عن مقتل 35 من المرضى والعاملين بالقطاع الطبي في تصعيد جديد للقتال.