المشاركون اتفقوا على تشكيل حكومة انتقالية في الأشهر المقبلة والحفاظ على وحدة سوريا
أمريكا تنشر قوات خاصة في سوريا ومقاتلات بتركيا
عبداللهيان: إيران لا تصر على بقاء الأسد في السلطة للأبد
مقتل أكثر من 57 في قصف سوق شعبي بدوما
العثور على ناشط مناهض لـ«داعش» وصديقه مقطوعي الرأس بتركيا
عواصم - (وكالات): أنهى ممثلو 17 دولة بينها السعودية وأمريكا وروسيا وإيران اجتماعاً عقدوه في العاصمة النمساوية فيينا أمس لبحث الأزمة السورية، دون التوصل إلى موقف مشترك بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، بينما أكدت مصادر أنه بالنسبة للوفدين الإيراني والروسي لم يعد الحديث عن مصير الأسد من المحرمات، بعد أن تحدثت طهران عن فترة انتقالية مدتها 6 أشهر، تجري بعدها انتخابات تحدد مصيره، في الوقت الذي أبدى فيه الوفد الروسي مرونة بالمباحثات حول مستقبل الأسد، فيما تم الاتفاق على عدد من النقاط في المفاوضات أبرزها تشكيل حكومة انتقالية تقود البلاد خلال الأشهر المقبلة، وضرورة قيام دولة ديمقراطية تضمن حقوق الأقليات في سوريا، والحفاظ على وحدة البلاد.
وقال بيان مشترك صادر عن الاجتماع إنه «لا تزال هناك خلافات جوهرية واتفاق المشاركين على الإبقاء على سوريا موحدة»، مضيفاً أن «المشاركين سيسعون إلى وقف إطلاق النار في كل أنحاء سوريا».
في غضون ذلك، أعلنت الإدارة الأمريكية نيتها نشر قوات خاصة في سوريا ومقاتلات في تركيا لدعم حملة الائتلاف الدولي الذي تقوده ضد تنظيم الدولة «داعش» في سوريا والعراق.
على الأرض، شهد يوم أمس تصعيداً في العمليات العسكرية التي قتل فيها 90 شخصاً في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة قرب دمشق وشمال سوريا.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عقب انتهاء اجتماع فيينا «تطرقنا إلى كل المواضيع حتى الأكثر صعوبة منها، هناك نقاط خلاف، لكننا تقدمنا بشكل كاف يتيح لنا الاجتماع مجدداً بالصيغة نفسها خلال أسبوعين». وأضاف فابيوس «هناك نقاط لا نزال مختلفين حيالها، وأبرز نقطة خلاف هي الدور المستقبلي لبشار الأسد».
وقال الوزير الفرنسي أيضاً «إلا أننا اتفقنا على عدد معين من النقاط، خصوصاً حول الآلية الانتقالية وإجراء انتخابات وطريقة تنظيم كل ذلك ودور الأمم المتحدة».
وغابت سوريا، حكومة ومعارضة، عن المحادثات التي تشارك فيها أيضاً تركيا والعراق والأردن ومصر ولبنان والإمارات العربية المتحدة والأردن وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وهو الاجتماع الجدي الأول على هذا المستوى سعياً إلى تسوية سياسية للنزاع الذي أودى بحياة أكثر من 250 ألف شخص وشرد الملايين.
وجلس في اجتماع أمس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على رأس الطاولة التي جمعت أبرز الأطراف المعنية بالنزاع والتي تنقسم بين داعمة للنظام وأخرى داعمة للمعارضة، بالإضافة إلى دول تحاول أن تبقى على مسافة من النزاع وإن كانت تتأثر به.
وتمثلت غالبية الدول بوزراء الخارجية باستثناء الصين التي أوفدت نائب وزير الخارجية لي باودونغ، في حين مثل الأمم المتحدة مبعوثها الخاص إلى سوريا ستافان دي مستورا.
واتخذ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مكاناً بعيداً عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في قاعة الاجتماعات في فندق أمبريال.
إلا أن خبراء اعتبروا أن مجرد جلوس إيران والسعودية إلى طاولة واحدة يعد تقدماً.
وقد أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، أن الرياض تتمسك برأيها بأن الأسد يجب أن يتنحى عن منصبه بسرعة. وأضاف «سيغادر إما من خلال عملية سياسية أو سيتم خلعه بالقوة». وأعرب مسؤولون أمريكيون عن أملهم في أن يتفق المشاركون على الخطوط العريضة لعملية انتقالية من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تنحي الأسد.
إلا أن كيري استبعد التوصل إلى حل فوري، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود أمل.
ولمحت إيران إلى أنها تفضل مرحلة انتقالية في سوريا مدتها 6 أشهر تعقبها انتخابات لتحديد مصير الأسد. ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى نائب وزير الخارجية الإيراني وعضو الوفد الإيراني في المحادثات حسين أمير عبد اللهيان بشأن سوريا قوله «إيران لا تصر على بقاء الأسد في السلطة للأبد».
وتشن روسيا منذ شهر غارات جوية مكثفة دعماً للنظام السوري، مشيرة إلى أنها تستهدف «مجموعات إرهابية»، بينما يتهمها الغرب باستهداف الفصائل المقاتلة المعارضة للأسد أكثر من استهداف المتطرفين الذين هم هدف تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة منذ الصيف الماضي.
وأعلن الجيش الروسي أنه نفذ 1391 طلعة جوية ودمر 1623 «هدفاً» في سوريا في شهر، بينها 51 معسكر تدريب و131 مخزن أسلحة.
وقتل 89 شخصاً جراء قصف صاروخي وغارات جوية على مناطق تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في سوريا. وبين القتلى 17 طفلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واستهدفت قوات النظام مدينة دوما في ريف دمشق حيث قتل 57 شخصاً بينهم 5 أطفال. وفي شمال سوريا، أحصى المرصد مقتل 32 شخصاً بينهم 12 طفلاً جراء غارات جوية شنتها طائرات حربية على أحياء عدة تحت سيطرة الفصائل في مدينة حلب.
وفي واشنطن، أعلن مسؤول أمريكي أن الرئيس باراك أوباما «أجاز نشر عدد محدود من قوات العمليات الخاصة- أقل من 50- شمال سوريا»، مشيراً إلى أن هؤلاء الجنود من قوات النخبة وسيساعدون في «جهود التحالف للتصدي لتنظيم الدولة».
وأكد مسؤول آخر أن الجيش الأمريكي سينشر طائرات هجومية من نوع «ايه 10» ومقاتلات اف 15 في قاعدة انجرليك الجوية التركية في إطار الحملة التي يشنها الائتلاف الدولي ضد «داعش».من جهة أخرى، عُثر على ناشط سوري في حملة «الرقة تذبح بصمت» المناهضة لتنظيم الدولة وصديقه مقطوعي الرأس داخل منزل جنوب تركيا، وفق ما أكد أحد القيمين على المجموعة.
وقال أبو محمد، وهو أحد مؤسسي الحملة التي توثق ارتكابات «داعش» شمال سوريا عبر الإنترنت «تم العثور على إبراهيم عبد القادر وهو أحد أعضاء فريقنا وصديقه فارس حمادي مقطوعي الرأس في منزل الأخير في مدينة أورفا» التركية.