علاقات تاريخية ودينية وعشائرية وعائلية تجمع دول المنطقة بالعراق
فتح سفارة سعودية في بغداد وأربيل وإرسال دبلوماسيين للعراق قريباً
القوة الشرعية في اليمن استعادت سيطرتها على معظم الأراضي
العربي: نظام وميثاق الأمم المتحدة بحاجة لإعادة النظر


كتبت - سلسبيل وليد:
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الأزمة المندلعة في اليمن جراء الانقلاب الذي نفذه الحوثيون والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح دخلت مرحلتها الأخيرة بعد سلسلة الانتصارات التي حققها التحالف العربي، مشيراً إلى أنه على روسيا وإيران الاتفاق على موعد وسبل مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد للبلاد والاتفاق على سحب كل القوات الأجنبية من سوريا.
وأضاف، خلال كلمته بالجلسة الثانية بمنتدى حوار المنامة بعنوان «الشرق الأوسط بعد المفاوضات النووية»، أن محادثات فيينا المقرر استئنافها خلال أسبوعين ستظهر مدى جدية الأسد وداعميه إيران وروسيا في البحث عن حل سلمي للأزمة.
وأوضح أن النقطتين اللتين كان عليهما خلاف هما موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد وموعد ووسيلة انسحاب القوات الأجنبية بالذات القوات الإيرانية.
وقال إن بلاده تأمل أن تستغل إيران العائد المادي الذي سيتدفق نتيجة رفع العقوبات عنها بعد اتفاقها النووي مع القوى العالمية في التنمية الاقتصادية لا في السياسات العدائية.
وأضاف الجبير أنه يأمل بأن تستخدم إيران إيراداتها المالية وقدراتها الاقتصادية بعد رفع العقوبات الدولية عنها في مشاريع التنمية وليس في السياسات العدوانية.
قال إن الوضع الآن لم يتضح إن كانت إيران ستلعب دوراً إيجابياً في المنطقة بعد رفع العقوبات والتوقف عن تمويل سياستها العدائية بالمنطقة، أم أنها لن تغير سياستها.
وأكد أن إيران بحاجة لمعالجة كثير من مسائلها ومشكلاتها وبنيتها التحتية والتي تكلفها قرابة 700 مليار دولار.
وأشار الجبير إلى أن إقامة علاقات صداقة مع إيران تحتاج إلى وقت كبير، مؤكداً في الوقت نفسه على ضرورة تحسين العلاقات مع إيران باعتبارها دولة كبيرة وأن عدم الاستقرار بها يؤثر على دول الخليج.
وأكد أن توتر العلاقات مع إيران سببه تدخلها في الشؤون الداخلية لجيرانها، ومحاولتها زعزعة الأمن وتهريب الأسلحة للسعودية والبحرين، متابعاً «نحن لا نرى أي دولة عربية تتدخل في الشؤون الداخلية لإيران».
وذكر أن دول الخليج تتطلع لوجود علاقات أفضل تربطها مع إيران، والخليج بادرت كثيراً بمد يدها لإيران، والكرة الآن في ملعب طهران لكي تكون هناك علاقات طيبة مع جيرانها ترتكز على التواصل الواضح والصريح والشفاف.
وفيما يختص بعدم دعوة دول الخليج لمباحثات الملف النووي الإيراني، أوضح الجبير أن تلك المحادثات كانت بين مجموعة 5+1 وإيران فقط، وكان المسؤولون الأمريكيون يقدمون إيجازات عن ذلك الاتفاق، مشيراً إلى أن دول الخليج حلفاء للغرب وعلاقاتهم مع الولايات المتحدة الأمريكية نموذج يحتذى به.
وأكد أن العلاقات ازدادت بين الجانبين الأمريكي والسعودي على مختلف الأصعدة الاقتصادية والأمنية والعسكرية ومحاربة الإرهاب، لافتاً إلى وجود تشاور بين الجانبين من أجل الحد من جهود إيران لزعزعة الأوضاع في المنطقة أكثر من أي وقت مضى.
وفيما يختص بالشأن السوري، أكد وزير الخارجية السعودي أن الأمر يتطلب تغييراً دون وجود أي دور لبشار الأسد في المستقبل، مشيراً إلى ان أجتماعات فيينا نتج عنها التوصل إلى اتفاق حول سلامة وتكامل الأراضي السورية والسعي إلى إنشاء دولة سورية تحترم قيم ومبادئ «جنيف -1»، ومناقشة ضرورة توفير المساعدات الإنسانية للسوريين.
وأوضح أن نقاط الخلاف في اجتماع فيينا تمثلت في توقيت رحيل بشار الأسد وتوقيت انسحاب القوات الأجنبية الموجودة في سوريا خاصة القوات الإيرانية، لافتاً إلى أنه قد تم تحقيق بعض التقدم خلال اجتماع فيينا ولكنه ليس كافياً، لذلك سيتم عقد اجتماع آخر في غضون أسبوعين لمناقشة نقطتي الخلاف.
وأكد الجبير أن السياسة السعودية لم تتغير تجاه سوريا، متابعاً «يجب أن يغادر الأسد اليوم لأنه كلما كان رحيله أقرب كلما استطعنا الإسراع في إعادة بناء سوريا، ونود أن نتفادى الفراغ في سوريا من خلال وجود مجلس انتقالي ممثل لكل الفئات السورية يضم المعارضة والطبقة الحاكمة الحالية لتسهيل العملية الانتقالية».
وأردف «إن الخيارات المتاحة في حال عدم مغادرة الأسد هي دعم المعارضة المعتدلة ومنحهم المزيد من الأسلحة»، موضحاً أنه تم وضع أكثر من مهلة زمنية لتكوين المجلس الوطني السوري، ووصفت مهلة من 4 إلى 6 أشهر، ثم مهلة 18 شهراً إلى 24 شهراً لعقد انتخابات ووضع دستور وإعادة توطين اللاجئين، مشيراً إلى أن تلك المهل غير مرتبطة برحيل الأسد حيث إن رحيله سيكون في بداية تنفيذ هذه النقاط، أو في منتصفها.
وبشأن زيارة الأسد إلى روسيا قال الجبير، إن تلك الزيارة كانت مثيرة للاهتمام، معرباً عن أمله أن يتوفر لديهم المزيد من المعلومات حول تلك الزيارة. وحول زيارة وزير الخارجية العماني لسوريا ولقائه بشار الأسد قال وزير الخارجية العماني، إن هذا السؤال يجب توجيهه لعمان، مؤكداً في الوقت ذاته على أنه ليس لديهم أدنى شك في النوايا العمانية الحسنة، وأنها تسعى لتقريب وجهات النظر والعمل على تحقيق ما هو أفضل لسوريا .
وبما يختص بالشأن العراقي، أوضح الجبير أن العراق بذلت جهوداً كبيرة لبناء الدولة العراقية وواجه العراقيون تحديات كبيرة، مؤكداً أن السعودية تدعم العراق في جهودها في هذا الإطار، مضيفاً أن هناك علاقات تاريخية ودينية وعشائرية وعائلية تجمع دول المنطقة بالعراق، مشيراً إلى أن السعودية قررت فتح سفارة في بغداد وأربيل وسيتم إرسال دبلوماسيين إلى العراق قريباً.
وحول اليمن، قال إن الصورة التي تدعو إلى التفاؤل هي أن القوة الشرعية في اليمن استعادت سيطرتها على معظم الأراضي، مما ساعد على وصول المساعدات الإنسانية، لافتاً إلى أن الدور الأمريكي والروسي كان إيجابياً في دعم قوى التحالف العربي في اليمن من خلال الدعم اللوجستي الأمريكي والضغط الروسي على الحوثيين، بينما لم يكن هناك أي دور إيجابي يذكر لإيران في الملف اليمني، بل على العكس تم ضبط أسلحة مهربة من إيران إلى الحوثيين.
وأكد الجبير أن الإرهاب مسألة مرتبطة بالدول المنهارة في المنطقة مثل سوريا وليبيا واليمن ومناطق أخرى، مشدداً على ضرورة أن يوفر صناع القرار شروط التنمية الاقتصادية واستثمار الشباب في تلك البلدان لاجتزاز الإرهاب، خاصة تنظيمات داعش والقاعدة.
وتابع «أرى بصيص أمل في المنطقة، خصوصاً في مجلس التعاون الخليجي، فنحن نمتلك بنية تحتية قوية وحكومات مستقرة، ومشاريع اقتصادية مزدهرة، ووسائل تواصل اجتماعية مزدهرة، وشباباً متعلماً وعلى تواصل بكل بلدان العالم».
وأوضح أن التكنولوجيا المتوفرة اجتمعت بالموارد والاستقرار فيكون لدينا كل مصادر النجاح، معرباً عن ثقته في أن التحديات التي تواجه دول الخليج قابلة للحل.
من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إننا بحاجة إلى إعادة النظر في نظام الأمن الجماعي للأمم المتحدة وميثاقها، موضحاً أنه لابد أن يكون هناك نظام مقاربة شاملة بما يتماشى مع المادة 109 من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على الحاجة إلى مؤتمر للنظر في مفاهيم الميثاق لإعادة النظر في مدى إمكانية تطبيق خارطة طريق.
وأضاف، خلال حوار المنامة، أن ميثاق الأمم المتحدة أوضح أنه في غضون 10 سنوات وبموجب المؤسسين للأمم المتحدة الذين استبقوا تخيلاً في المفاهيم والدروس أن القوى الهيكلية تدعو لعقد مؤتمر، وإن لم يتم طلب عقد المؤتمر خلال 10 سنوات فيدرج هذا البند في جدول أعمال الجمعية العمومية، قائلاً «مضت عقود على هذا البند وهناك ضرورة لإعادة النظر في ميثاق الأمم المتحدة بطريقة شمولية وإيجاد آليات، مع التركيز الخاص على الأمن الجماعي في مناطق من العالم».
وتابع «إن القمة العربية في شرم الشيخ دعت لاعتماد قرار للقوى العربية المشتركة، وبناء عليه عقدت اجتماعات، كل ضمن مجال اختصاصه، مقترحاً استخدام القوى للانتشار السريع وحفظ السلام والمساعدات الإنسانية وضمان أمان وسلامة الطرق الملاحية واتخاذ القرار بشأن مجلس الأمن الذي يجمع وزراء دفاع العرب، وكذلك نقاط كثيرة مطروحة للنقاش».
ودعا العربي إلى قوى عربية مشتركة مثل القوى المشتركة في الاتحاد الأوروبي والقوى المشتركة في الاتحاد الأفريقي، ويجب أن تكون القوى العربية جاهزة للانتشار وتقديم المساعدات الإنسانية، غير أنهم لم يتم الإعلان عن جاهزيتهم.