وزير الخارجية:
وجود قاعدة بحرية بريطانية لا يعني التنافس مع الأمريكان
القاعدة البريطانية ليست تهديداً لأي طرف بما فيها إيران

وزير الخارجية البريطاني:
نريد إرسال رسالة للخليج بأننا تقف معه على الأرض
التحديات في المنطقة تفرض الوقوف مع دول التعاون



كتب - حذيفة إبراهيم:
كشف وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن انتهاء إنشاء القاعدة البحرية العسكرية العام المقبل، متوقعاً اكتمال جميع المعدات والخدمات، على أمل أن يتم الاحتفال بها بالتزامن مع احتفالات الـ200 عام من العلاقة بين البحرين وبريطانيا، فيما لأكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن بدء العمل بإنشاء قاعدة بريطانية في البحرين، لا يعني وجود تنافس بين البريطانيين والأمريكان في الخليج، مؤكداً أن المنطقة مفتوحة لجميع الحلفاء.
وقال الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، خلال وضع حجر الأساس للقاعدة البريطانية في البحرين على هامش فعاليات منتدى حوار المنامة أمس، إن هذه الخطوة تعكس التعاون الوثيق بين البلدين الصديقين في المجالات كافة ومن بينها المجال الأمني، وحرصهما على الارتقاء بمستويات التعاون بينهما بما يلبي طموحاتهما ويزيد من مصالحهما المشتركة.
وأشار إلى أن المملكة المتحدة من الدول الرئيسة التي تسهم بنصيب ملموس في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، لما تمتلكه من علاقات وطيدة ووثيقة مع دول العالم، وما تتميز به من انفتاح وتعاون مع الجهود والمبادرات البناءة وما تتسم به من سعي حثيث لتنمية علاقاتها مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على مختلف المستويات.
وأكد أن إنشاء مقر التسهيلات البحرية البريطانية في المملكة يجسد التزام المملكة المتحدة تجاه البحرين والمنطقة بشكل عام، ومن شأنه تكريس الشراكة بين البلدين الصديقين وتمكين تلك القوات من أداء المهام المنوطة إليها بفاعلية وبما ينعكس إيجاباً لصالح تعزيز أمن وسلم المنطقة، فضلاً عن دفع العلاقات الثنائية المشتركة لأفاق أرحب في سائر المجالات.
ولفت إلى أن العلاقات بين البحرين والمملكة المتحدة تمتد إلى نحو مائتي عام، فهي علاقات تاريخية ومتجذرة وتشهد نقلات نوعية إيجابية تعبر عن الرغبة المشتركة والإرادة الأكيدة للبلدين في تنويع مجالات التعاون وتطوير آليات التنسيق والتواصل وتعزيز التفاهم إزاء مختلف القضايا.
وأوضح الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن القاعدة البريطانية ليست تهديداً لأي طرف بما فيها إيران، ومن يستدعي التهديد فإنما يستعديه بنفسه.
وبيّن أن السياسية البريطانية هي مع توجهات الخليج، وهي الشريك الإقليمي، منذ زمن، مبيناً أن وجود القوات البحرية البريطانية يضمن سلامة الإبحار في الخليج وحتى مضيق هرمز وبحر العرب.
وتابع، الإبحار لأي سبب في الخليج يجب أن يكون آمناً وهو من مسؤولياتنا، وستساعدنا القوات البريطانية، في جعله أمناً وسلساً، ونحن سعداء جداً بهذه الشراكة بين البحرين وبريطانيا.
وشدد على أن قيام القاعدة البريطانية في البحرين لن يؤثر على علاقة البحرين بأي دولة، وإنما وجود دولي لمصلحة الجميع.
وأكد أن التحديات التي جعلتنا ننشئ القاعدة لا نراها أمامنا، ولكن لولا وجود القوات البريطانية والأسطول الخامس، فلن نستطيع التفريق بين الخليج العربي، وبين خليج عدن المليء بالقراصنة، والحمد لله أننا ننعم بهذا الاستقرار والهدوء نتيجة لتحالفاتنا.
وشدد على أن التهديدات تجاه منطقة الخليج كثيرة، فهي منطقة اقتصادية من الدرجة الأولى، والأكثر تهديداً، كما أن هناك حروباً تجري في أماكن قريبة منا، ومسؤولية الجميع أن يتم التعاطي معها، مؤكداً أن العلاقة العسكرية بين البحرين وبريطانيا ليست جديدة، ونتطلع لتقويتها، كما أنها لم تأت إلا بالخير والنماء لهذه المنطقة الحيوية من العالم.
من جانبه، أثنى فيليب هاموند على ما تقوم به البحرين من جهود ملموسة لصالح المنطقة وشعوبها، مؤكداً حرص بلاده على تدعيم علاقاتها مع مملكة البحرين في المجالات كافة، إيماناً بأهمية هذه العلاقات للبلدين الصديقين ولدول المنطقة بوجه عام.
وأشار إلى أن بريطانيا تريد إرسال رسالة للخليج بأنها تقف معه على الأرض وليس فقط بالتصريحات، من خلال الوجود البحري في القاعدة بالبحرين، مبيناً أن التحديات في المنطقة سواء في العراق أو سوريا أو اليمن، وغيرها من الأمور الطارئة تفرض الوقوف مع دول مجلس التعاون، مضيفاً أنها ستنتهي العام المقبل.
وقال إن وجود القاعدة البريطانية في البحرين يعبر عن تعاون مهم وهو ذو أهمية كبرى لأمن الخليج العربي وتدعم الاستقرار في البحرين والخليج، وأمن بريطانيا والرعايا البريطانيين في الخارج.
وأشار إلى وجود رغبة بريطانية لأن تكون في القاعدة مقرات لعوائل جنود البحرية، لتتمكن القوات من البقاء فترة أطول في البحرين مع أهاليهم، ويجعل القاعدة أكثر استفادة وعملانية، بدلاً من الفترات القصيرة.
وقال إنها ستكون مركزاً للعمليات البريطانية في الخليج وما وراء الخليج، وتهدف للاستجابة لأي تحد في هذه المنطقة سواء كان دائماً أو طارئاً، نافياً أنها ستكون مركزاً للطلعات الجوية ضد داعش في العراق وسوريا.
وتابع «تنبع أهميتها من كونها أول قاعدة بحرية شرق قناة السويس لأول مرة منذ العام 1976، نحن هنا منذ زمن طويل نحافظ على الأمن، في الخليج العربي ومضيق هرمز».