أطفالنا فلذات أكبادنا تمشي على الأرض، نحزن ونتألم إذا أصابهم أي مكروه حتى ولو كان وخز شوكة، فما بالك بآلام وتقوسات في الظهر تصيبهم في الصغر أو عند الكبر بسبب الحقيبة المدرسية الثقيلة، التي يجبر على حملها أبناؤنا وبناتنا في مراحلهم الدراسية المختلفة!.
تلك الحقيبة الثقيلة التي ينوء عن حملها الرجل البالغ، يجرها أطفالنا الصغار في المرحلة الابتدائية جراً، بل ويضطرون إلى حملها بصعوبة حين يصعدون السلالم حتى يبلغوا صفوفهم العليا، وليس هذا فقط بل تستمر معهم تلك الحقيبة الثقيلة حتى في المراحل الدراسية اللاحقة الإعدادية والثانوية، حيث يحملها أبناؤنا وبناتنا اليافعون على ظهورهم وكأنهم في تدريب عسكري شاق.
وقد أثبتت الدراسات الطبية المتقدمة التي أعدها الأطباء المتخصصون في أمراض العمود الفقري أن تأثير استمرار حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة على الطلاب والطالبات في مختلف مراحلهم الدراسية، يؤدي مستقبلاً إلى تشوهات وتقوسات في الظهر تؤدي إلى آلام مبرحة في العمود الفقري فضلاً عن غيرها من الأمراض.
أقول للمسؤولين في وزارة التربية والتعليم ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، فأبناؤنا وبناتنا أمانة في أعناقكم.
ثم دعونا نتساءل أين مدارس المستقبل التي تم طرحها منذ فترة ليست بالقصيرة، وتم تجنيد كافة وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة لإنجاح تلك الفكرة المبتكرة التي تفتقت عنها عقول جهابذة التعليم في وزارة التربية والتعليم؟!.
لقد سمعنا عن تلك المدارس مراراً وتكراراً، سمعنا جعجعة ولم نر طحناً.
ترى متى سترى تلك المدارس النور؟، سؤال مازلنا نبحث له عن إجابة، ولكن دون جدوى، وقد تكون الإجابة في دهاليز وزارة التربية والتعليم.
ومن نافلة القول هناك بعض المنظرين للأسف من يقول بأنه ربما توجد طرق أخرى لحمل الحقيبة المدرسية الثقيلة قد تساعد أبناءنا الطلبة على حمل الحقيبة دون ألم، في اعتقادي لا توجد طرق أخرى، وحتى إن وجدت فليس هذا ما نصبو إليه، وإنما ما نريده حقيقة هو العمل الجاد والدؤوب على تخفيف الحقيبة المدرسية بصورة كبيرة، قبل أن يحمل أبناؤنا الطلبة شهاداتهم المرضية بدلاً من شهاداتهم المدرسية.
فؤاد إبراهيم الكلباني