عواصم - (وكالات): شكك القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد علي جعفري، في موقف موسكو تجاه مستقبل الرئيس بشار الأسد، متهماً روسيا التي وصفها بـ«الرفيق الشمالي»، بالبحث عن مصالحها في سوريا، الأمر الذي يظهر الخلاف بين أهم دولتين تحميان الحكومة السورية، كما انتقد تلميحا حكومة الرئيس حسن روحاني بسبب عدم إصرارها على بقاء الأسد في السلطة، فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها إن بقاء الأسد في السلطة ليس حتمياً بالنسبة لروسيا، بينما أعلنت وكالة أنباء مشرق الإيرانية إن ضابطين بالحرس الثوري أحدهما برتبة قائد والآخر عنصر في قوات الباسيج قتلا في سوريا في اشتباكات مع قوات المعارضة السورية المسلحة. وبهذا يرتفع عدد قتلى العسكريين الإيرانيين في سوريا إلى نحو 38 منذ قرر الحرس الثوري زيادة أعداد مقاتليه في سوريا بالتزامن مع التدخل العسكري الروسي في سوريا.
وكان جعفري تحدث، في أول تجمع ضد الولايات المتحدة بعد الاتفاق النووي، عُقد تحت عنوان «لقد ولى زمن الضربات» في جامعة طهران، حسب وكالة فارس للأنباء القريبة من الحرس الثوري الإيراني.
وزعم جعفري أن أغلبية الشعب السوري موالية للأسد، مضيفاً «أن الرفيق الشمالي الذي جاء مؤخراً إلى سوريا للدعم العسكري بحث عن مصالحه، وقد لا يهمه بقاء الأسد كما نفعل نحن، ولكن على أية حال هو موجود الآن هناك، وربما مجبر على البقاء حرجاً أو لأسباب أخرى».
ويبدو أن إصرار المرشد والحرس الثوري على إبقاء الأسد في السلطة لم يحدث خلافاً بينها وبين حليفتها الشمالية فحسب، بل ثمة جناح في النظام متمثلاً في حكومة حسن روحاني ليس متحمسا للدفاع عن الأسد حتى النهاية. وعبر جعفري عن هذا الجناح بالبعض، واتهمه بالتواطؤ مع أمريكا ودول إقليمية لم يسمها ضد الأسد، فقال «إن بعض المسؤولين الإيرانيين يتفقون مع الأميركان وبعض الدول الإقليمية بشأن رحيل الأسد».
في غضون ذلك، نقلت وكالة الاعلام الروسية عن متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها إن بقاء الأسد في السلطة ليس حتميا بالنسبة لروسيا.
وردا على سؤال عما إذا كان الإبقاء على الأسد مسألة مبدأ بالنسبة لروسيا قالت المتحدثة ماريا زاخاروفا «بالقطع لا. لم نقل هذا قط».
وأضافت «نحن لا نقول إن الأسد يجب أن يرحل أو يبقى».
في المقابل، اعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد رفض اي مرحلة انتقالية في البلاد، فيما تعتبرها دول غربية وقوى المعارضة اساسية دون مشاركة الاسد لحل النزاع المستمر منذ نحو 5 سنوات.
من ناحية اخرى، قالت وكالة أنباء مشرق الإيرانية إن ضابطين بالحرس الثوري أحدهما برتبة قائد والآخر عنصر في قوات الباسيج قتلا في سوريا في اشتباكات مع قوات المعارضة السورية المسلحة.
وأوضحت أن هذين العسكريين لقيا مصرعهما أثناء تأديتهما ما وصفته بمهمة الدفاع عن مرقد السيدة زينب بـريف دمشق، دون أن تذكر ظروف مقتلهما.
واعلنت وكالة فارس المقربة من اواسط المحافظين في ايران مقتل ضابط في الحرس الثوري في سوريا، هو الرابع في نحو شهر. وقتل الكولونيل عزة الله سليماني خلال «مهمة استشارية» اثناء عملية عسكرية في حلب، ثاني مدن سوريا.
وبهذا يرتفع عدد قتلى العسكريين الإيرانيين في سوريا إلى نحو 38 منذ قرر الحرس الثوري زيادة أعداد مقاتليه في سوريا بالتزامن مع التدخل العسكري الروسي في سوريا. وفي وقت سابق، أكدت إحصائية لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مقتل 113 إيرانيا في الحرب السورية، بينما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول إقليمي أن هناك حاليا 1500 عنصر من الحرس الثوري الإيراني في سوريا. في غضون ذلك، قتل 13 عنصرا من تنظيم الدولة «داعش» و10 مدنيين في غارات جوية استهدفت مدينة الرقة، معقل المتطرفين شمال سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي مدينة حلب، شمالا، قتل 10 مدنيين بينهم 3 اطفال جراء غارات جوية على احياء في المدينة التي تشهد معارك مستمرة بين النظام والفصائل المقاتلة منذ صيف 2012، بحسب المرصد.
في السياق ذاته، نسبت وكالات أنباء روسية إلى وزارة الدفاع قولها إن القوات الجوية الروسية نفذت 1631 طلعة جوية وضربت 2084 هدفاً للمتشددين منذ أن بدأت حملة ضرباتها الجوية في سوريا.
من جهة أخرى، هونت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» من التعامل الذي جرى بين مقاتلة أمريكية وأخرى روسية في سماء سوريا واصفة ذلك بأنه اختبار مدته 3 دقائق مرتبط ببروتوكولات السلامة المتفق عليها حديثاً وليس تدريباً عسكرياً.