إذا لم يكن الإرهاب تسبب بإسقاط الطائرة الروسية، ولا عطل فني أو عامل مناخي طرأ وأسقطها أيضاً، فهل يمكن أن يكون 2015 TB145 المسؤول الرئيس عن انشطارها وهي على ارتفاع 30 ألف قدم؟
يوم السبت الماضي، أي 31 أكتوبر، كانت الأرض موعودة من «ناسا» الفضائية، بزيارة كويكب اكتشفه علماء فلك منذ 3 أسابيع بتلسكوب Pan-Starrs المثبت كماسح بانورامي على قمة Haleakala الجبلية في ولاية هاواي الأمريكية.
رصدوه يومها بعيداً 100 ألف كيلومتر عن مدار القمر، وبشروا عشاق متابعة الأجرام السماوية أن بإمكانهم رؤيته بوضوح، لأنه كتلة عملاقة قطرها 600 متر، وسالكة في الفضاء بسرعة 126 ألف كيلومتر بالساعة، أي 2100 كل دقيقة، لذلك فهو يعبر من جدة إلى مكة بثانيتين تقريباً. وظهر «شبيهاً بجمجمة» عبر الرصد التلسكوبي هذه المعلومات، وغيرها الكثير عن 2015 TB145 الذي مر السبت الماضي عند أقرب مسافة له من الأرض، وكانت 486 ألف كيلومتر، واردة في بيانات عدة أصدرتها «ناسا» الأمريكية، وطالعت «العربية.نت» الكثير عنها في ما بثته الوكالات، وبموجبها صنفته الوكالة بلغة الفلك ضمن الأجسام غير البعيدة عن الأرض. والافتراض الآن، أن أجزاء من الكويكب ربما انفصلت عنه بفعل ما عاناه من ضغط جاذبيتي الأرض والقمر عليه معاً، فانطردت في الفضاء وجذبت الأرض بعضها، وإحدى هذه الأجزاء ارتطمت في صدفة بائسة ونادرة جداً بطائرة «الإيرباص 321» وهي فوق سيناء، فشطرت هيكلها ومزقته، وهو افتراض من «العربية.نت» معزز بما يصعب تجاهله، وملخصه:
هذا الجزء من الطائرة المنكوبة تم العثور عليه بعيداً 14 كيلومتراً عن قمرة القيادة
أولاً: الاتصال مع الطائرة انقطع بعد 23 دقيقة من إقلاعها، وهي على ارتفاع 30 ألف قدم، أي 9145 متراً، بحسب سلطة الطيران المدني المصرية، التي أجمعت هي وسواها بأنها اختفت عن الرادار الساعة 6:20 صباح السبت، والطقس كان يومها من الأفضل للتحليق والطيران، وخال من أي مشاكسات مناخية.
ثانياً: لا دليل يؤكد أي عمل إرهابي، كوجود أثر مثلاً لتفجير ما بأي جزء من الطائرة، ولا ظهر احتراق على جلد أحد من ضحاياها، فيما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن جيرارد فليدزر، المدير السابق لمتحف الطيران والفضاء الفرنسي، أن «داعش» لا يملك أجهزة وأسلحة «تمكنه من إسقاط طائرة من ارتفاع 9 آلاف متر» لأن ذلك يتطلب أجهزة نظام رادار متنقل للرصد، كما وصواريخ طويلة المدى.
الشيء نفسه أوضحه جان- بول تروديك، المدير السابق لوكالة تحقيقات وتحليلات سلامة الطيران المدني الفرنسي، بقوله إن الوصول إلى طائرة تحلق على هذا الارتفاع «يحتاج إلى صواريخ صعبة الاستخدام، لذلك فهذا السيناريو بعيد جداً»، وفق رأيه. لتبقى الفرضية في انتظار التأكيد.