عواصم - (وكالات): أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن «جماعة الإخوان المسلمين جزء من الشعب المصري، والشعب هو من يقرر طبيعة الدور، الذي يمكن أن تلعبه الجماعة في المستقبل»، مشيراً في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، بمناسبة زيارته لبريطانيا التي بدت أمس إلى أن «المئات من الذين حكم عليهم بالإعدام في القضايا الخاصة بالجماعة لن تنفذ فيهم الأحكام لكونهم حوكموا غيابياً أو لأنهم سيستأنفون الأحكام»، بينما دعا الحلف الأطلسي إلى التحرك من أجل إعادة إعمار ليبيا التي تعيش في الفوضى منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي. من ناحية أخرى، أكد مصدر مقرب من التحقيقات في الصندوقين الأسودين بمصرأن تحطم الطائرة يرجع على الأرجح إلى انفجار لم يتضح إن كان سببه قنبلة أو وقود، بينما قالت الحكومة البريطانية إن الطائرة ربما أسقطت بعبوة ناسفة. وبعد 3 أيام من تحطم الطائرة الروسية ومقتل جميع ركابها في شبه جزيرة سيناء في كارثة لم تعرف بعد أسبابها، قال الفرع المصري لتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي إنه سيثبت مسؤوليته عن إسقاطها «في الوقت الذي يريده». كما تبنى التنظيم هجوماً أسفر عن مقتل 4 شرطيين بشمال سيناء.
وتترقب السلطات المصرية نتائج التحليل الذي يتواصل لبيانات وتسجيلات الصندوقين الأسودين لطائرة الإيرباص أيه-321 التابعة لشركة متروجت الروسية لمعرفة إن كانت الطائرة التي كان على متنها 224 شخصاً تعرضت لحادث أم لهجوم. في هذه الأثناء قال «داعش» في رسالة صوتية تم بثها على متطرفين على تويتر «موتوا بغيظكم. نحن بفضل الله من أسقطها ولسنا مجبرين عن الإفصاح عن آلية سقوطها». وأضاف «سنفصح إن شاء الله عن آلية إسقاطها في الوقت الذي نريده وبالشكل الذي نراه».
وتبنى الفرع المصري للتنظيم الذي يطلق على نفسه اسم «ولاية سيناء» أول هجوم منذ الحادث بسيارة مفخخة قادها انتحاري وانفجرت أمام ناد للشرطة في العريش كبرى مدن شمال سيناء حيث يقاتل الجيش المصري التنظيم المتطرف.
وأكدت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن الحادث أسفر عن مقتل 4 شرطيين.
في هذا السياق، غادر الرئيس المصري صباح أمس القاهرة إلى لندن في زيارة تستمر 3 أيام سيبحث خلالها مسالة التعاون الأمني مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي يلتقيه اليوم في مقر الحكومة في داوننغ ستريت.
وخلال محادثة هاتفية عشية الزيارة، اتفق رئيس الوزراء البريطاني والرئيس المصري على أهمية اتخاذ «أشد التدابير الأمنية» في مطار شرم الشيخ الذي أقلعت منه الطائرة الروسية بسبب «الشكوك» حول اعتداء محتمل قد يكون تسبب بسقوطها، وفق بيان صادر عن مكتب كاميرون. وقال السيسي في مقابلة مع «بي بي سي» إن تحديد أسباب تحطم الطائرة «يحتاج بعض الوقت» رغم أنه وصف في تصريح نشرته صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية فرضية هجوم نفذه تنظيم الدولة بانها «تكهنات لا أساس لها». من جهة أخرى، أكد السيسي أن جماعة الإخوان المسلمين جزء من الشعب المصري، والشعب هو من يقرر طبيعة الدور، الذي يمكن أن تلعبه الجماعة في المستقبل.
وأشار إلى أن المئات من الذين حكم عليهم بالإعدام في القضايا الخاصة بالجماعة لن تنفذ فيهم الأحكام لكونهم حوكموا غيابياً أو لأنهم سيستأنفون الأحكام.
ودافع السيسي عن قوانين مكافحة الإرهاب المطبقة في مصر، مؤكداً أنه يسير بمصر على الطريق نحو الديمقراطية، مشيراً إلى أن وضع مصر يختلف عن وضع أوروبا وأنه لا يمانع في مراقبة حقوق الإنسان في بلاده.
وقال السيسي إن مصر تريد بعض الاستقرار، و»لكننا لا نريد أن نحقق ذلك بالقوة أو الإكراه، بل نريد تنظيم وضبط المجتمع»، مضيفاً أن الإرهابيين قتلوا 600 من رجال الأمن في العامين الأخيرين. وأضاف «نريد أن نحقق إرادة الشعب المصري، الذي طالب بالتغيير منذ 4 سنوات، ونريد أن نحترم خياراته وسنعمل كل ما بوسعنا لتحقيق مستقبل ديمقراطي أفضل لأفراد الشعب»، مؤكداً «ربما لم تكن إنجازاتنا هي الأفضل ولكننا ماضون بها وسنحقق المزيد من التقدم». من ناحية أخرى، أفاد مسؤولون مشاركون في التحقيق حول كارثة الطائرة الروسية بان تحليل الصندوقين الأسودين الجاري في مقر وزارة الطيران المدني في القاهرة هي عملية معقدة نظراً لحالة أجهزة التسجيل. وتحطمت الطائرة في سيناء بعد 23 دقيقة من إقلاعها من شرم الشيخ وقتل ركابها وعددهم 217 وأفراد الطاقم السبعة في أسوأ كارثة جوية تشهدها روسيا.
ويتواصل البحث عن جثث وأشلاء للضحايا وعن أدلة جديدة في المنطقة الصحراوية الشاسعة. ونقلت محطة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية عن مسؤول أمريكي أن قمراً اصطناعياً أمريكياً رصد «وهجاً حرارياً» صادراً عن الطائرة عندما وقعت الكارثة. وقال المصدر إن هذا «يوحي بأن حدثاً كارثياً، بما فيه انفجار قنبلة، حدث في الجو». وقال خبراء إن الطائرة تعرضت على الأرجح لصدمة مفاجئة تماماً فقد معها الطيار السيطرة عليها. ومع استبعاد فرضية إصابة الطائرة على ارتفاع 10 ألف متر تقريباً بصاروخ يطلق من على الكتف، وهي نوعية الصواريخ الموجودة لدى فرع «داعش» في سيناء، تبقى فرضيتان: مشكلة فنية سببت انفجاراً وانشطار الطائرة المفاجئ الذي لم يترك للطيار الوقت للاتصال وهو حدث نادر جداً وفق الخبراء، وانفجار قنبلة داخل الطائرة كان يحملها أحد الركاب أو وضعها أحدهم قبل إقلاعها. ويقول الخبراء إن عبوة متفجرة صغيرة تكفي لفتح ثغرة في هيكل الطائرة والتسبب بانشطارها بسبب ارتفاع الضغط بداخلها أثناء وجودها في الجو.