دبي - (العربية نت): خرقت شركة «ماهان» الإيرانية للطيران -إحدى خطوط الطيران المدنية الإيرانية- الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى بشرائها طائرات بريطانية لنقل الجنود والعتاد إلى سوريا دعماً لحليف إيران الرئيس بشار الأسد، وفقاً لما ذكره موقع صحيفة «إنترناشيونال بيزنس تايمز» الأمريكية، بينما أكدت تقارير أن خطوط «ماهان» ضالعة في مساعدة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وتنقل الأسلحة والمعدات والذخيرة من إيران إلى سوريا والعراق، و»حزب الله» الشيعي اللبناني، والحوثيين في اليمن.
ونقل الموقع عن مسؤولين ومحامين أمريكيين كبار يتعاملون مع القضايا المرتبطة بالامتثال للاتفاق النووي المبرم مع طهران، قولهم إن «شراء طائرات من قبل جهة إيرانية مثيرة للقلق يشكل انتهاكاً واضحاً للاتفاق النووي الذي كانت إدارة الرئيس أوباما عراباً له، فقد تعهدت إيران بموجبه تقليص برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها».
وأفاد التقرير نقلاً عن المسؤولين الأمريكيين بأن «خطوط طيران مدني إيراني اشترى الأسبوع الماضي طائرة بريطانية الصنع بغية استخدامها لنقل الجنود والأسلحة إلى سوريا ما اعتبره المسؤولون انتهاكاً واضحاً للاتفاق النووي الموقع مع دول «5+1»».
وقال المتحدث باسم دائرة المعلومات المالية والإرهاب في وزارة الخزانة الأمريكية «لقد بدأت عملية تقليص العقوبات فعلاً إلا أنها لا تشمل بيع أو الاستئجار الكامل للطائرات».
وأكد مسؤول في الخارجية الأمريكية أن واشنطن على اطلاع بالموضوع وهي تجري حالياً تحقيقات بهذا الخصوص.
ويذكر المسؤولون والخبراء في مجال العقوبات أنه طبقاً لمواد الاتفاق النووي تمنع إيران من شراء طائرات من أمريكا ودول أوروبية قبل أن تؤيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام طهران بتعهداتها.
ويشير الموقع إلى أن خرق الاتفاقية قد يؤجل رفع العقوبات المفروضة على إيران أو يؤخرها، حسب محام لم يكشف الموقع الأمريكي عن هويته.
يذكر أن شركة ماهان للطيران متهمة بانتهاك العقوبات المفروضة على إيران عبر شراء طائرات من طرف أوروبي.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية أضافت شركة «ماهان» للطيران إلى قائمة الحظر في 12 أكتوبر 2011 بسبب تعاونها مع فيلق القدس الذراع الخارجي للحرس الثوري الإيراني.
وتؤكد تقارير أن خطوط ماهان المدنية ضالعة في نقل الأسلحة والمعدات والذخيرة من إيران إلى سوريا والعراق و»حزب الله» الشيعي اللبناني والحوثيين في اليمن. ومن الإجراءات التي تقوم بها الشركة حذف تاريخ طيران منتسبي فيلق القدس بغية التغطية على المهام التي يقومون بها خارج إيران.
وقامت الشركة مراراً بنقل أسلحة لـ«حزب الله» اللبناني والنظام السوري، وهذا ما أكدته الولايات المتحدة الأمريكية حيث فرضت عليها الحظر مثلها مثل خطى «إيران إير» و»إيران تور» ولنفس الأسباب. وكانت وزارة التجارة الأمريكية فرضت في 21 مارس 2008 العقوبات لمدة 6 أشهر على عدد من الشركات على خلفية بيعها 3 طائرات من إنتاج أمريكا إلى خطوط ماهان.
وفرض الاتحاد الأوروبي في 11 سبتمبر 2007 الحظر على شركة ماهان للطيران بسبب عدم توافر شروط الأمان في طائراتها، ومنذ ذلك الحين ألغي طيرانها إلى كل من دوسلدورف في ألمانيا ومانشستر في بريطانيا ووجهات أخرى في أوروبا إلا أنها عادت ورفع الحظر عنها في 24 يونيو 2008.
يذكر أنه هذه المرة الثانية خلال 5 أشهر يوجه فيها الاتهام لخطوط ماهان للطيران بشراء طائرات بشكل غير قانوني.
وحسب الوثائق التي استند إليها موقع «إنترناشيونال بيزنس تايمز» في تقريره فإن شركة «ماهان» قامت بشراء الطائرة من بريطانيا في 15 أكتوبر الماضي باسم شخص يدعى «آنتوني جراندلينج» الذي قام بدوره في تسجيل الشركة في أفريقيا الجنوبية حيث يرأس هناك 3 شركات تنشط في مجال الطيران وله أسهم في شركة للخدمات المالية هناك.
وذكر التقرير أن الطائرة التي تم شراؤها تسع لـ80 راكباً وبإمكانها حمل أسلحة خفيفة وصواريخ مضادة للدروع.
ويضيف الموقع أنه راقب خلال اليومين الماضيين حركة طيران خطوط ماهان فكشف أن الشركة سيرت رحلتين من دمشق إلى الحسكة ثم إلى طهران.
وبعد انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» التي تخضع لسيطرتهم في 28 فبراير الماضي، أن هيئة الطيران اليمنية وقعت مع نظيرتها الإيرانية مذكرة تفاهم «في مجال النقل الجوي تمنح بموجبها شركتي الخطوط الجوية اليمنية و»ماهان إير» الإيرانية، حق تسيير رحلات مباشرة بين البلدين»، وحسب الوكالة، فإن المذكرة تنص على «تسيير 14 رحلة أسبوعياً في كل اتجاه لكل شركة».
وتؤكد مصادر إيرانية أن الحرس الثوري قام حينها بنقل الأسلحة والذخيرة لصالح الحوثيين بواسطة شركة «ماهان» للطيران بعيد الانقلاب على الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي. وفي بدايات هجوم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية حاولت خطوط «ماهان» مرتين إرسال رحلتين لليمن قالت إنها بهدف إرسال «مساعدات إنسانية» إلا أن مقاتلات سعودية منعتها في المرة الأولى يوم الخميس 23 أبريل الماضي من الدخول إلى الأجواء اليمنية.وفي المحاولة الثانية لهبوط طائرة إيرانية في مطار صنعاء بتاريخ 28 أبريل الماضي، أكد مصدر للتحالف حينها أنه تم قصف مدرج مطار صنعاء لمنع هبوط الطائرة تحت الحظر. وكانت الطائرة دخلت الأجواء اليمنية من جهة عمان في مخالفة لخط سيرها. وأضاف المصدر أن التحالف لم يقصف الطائرة المدنية التي تحدت الحظر خشية سقوط ضحايا.