دبي - (العربية نت): على خطين متوازيين، تستمر الانتهاكات التي يمارسها «حزب الله» الشيعي اللبناني والجماعات المؤيدة له، بحق الإعلام اللبناني وحرية التعبير من جهة، والأمن وعناصر المؤسسة العسكرية من جهة أخرى.
ففي حين انشغلت الأوساط الإعلامية بالدعوة الجزائية التي قدمها «حزب الله» بحق المذيعة في محطة «ال بي سي» ديمة صادق، على خلفية حلقة حوارية بثتها القناة وتطرقت فيها صادق لموضوع دور وتورط «حزب الله» في صناعة وترويج «حبوب الكبتاغون»، أقدم الحزب على رفع دعوة ضد صادق، مضيفا إليها أحاديث لهذه المذيعة سبق أن نشرت على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، وسبق أن طرحت حول دور نجل، أحد أكبر قيادات «حزب الله» والممثل الشرعي لولي الفقيه في لبنان، ببيع مخازن أسلحة تابعة للحزب في منطقة البقاع شرق لبنان إلى فصائل المعارضة السورية في بداية الانتفاضة السورية.
يومها وحسب ما تم تداوله في كواليس الحزب والأوساط السياسية، فإن الحزب عمد إلى «لملمة» الموضوع وأخضع نجل الشيخ للتحقيق والتوقيف لدى أجهزة هذا الحزب الأمنية للحد من انعكاساتها وإضرارها على القاعدة الحزبية التي طرحت أسئلة حول أبعاد مشاركتها في القتال الى جانب النظام السوري، في حين يقوم نجل أحد قياداتهم الذين يقومون بدور التحريض الديني والعقائدي ببيع السلاح، الذي من المفترض أن يستخدمونه في القتال لفصائل المعارضة للنظام الذي يدافعون عنه، إضافة إلى أسئلة كثيرة حول المستويات التي وصل إليها الفساد داخل الحزب وقياداتها وانتقل إلى أولادهم.
ووقع حادث أمني بين فصيل من جهاز مخابرات الجيش اللبناني وأحد أبرز المطلوبين في منطقة شرق بيروت – الزعيترية، الفنار- بتهم تشكيل عصابة لترويج المخدرات وتسهيل الدعارة داخل أحد الملاهي الليلية في منطقة المعاملتين، وأدى إلى مقتل عنصرين من القوة العسكرية و6 أشخاص داخل الملهى بينهم المطلوب الأول مهدي زعتير.
وفي الوقت الذي قامت المؤسسة العسكرية بتشييع الضحيتين في عكار شمال لبنان، عمدت جماعات محسوبة على البيئة التي ينتمي لها «زعيتر» بنشر صور للأخير في أحد المواقع العسكرية، التقديرات تتحدث عن أنها في منطقة القلمون داخل الأراضي السورية، إضافة إلى صور للقتيل زعيتر ومعه القتيل الآخر أحمد عمار، ووصفهما بـ»شهداء الغدر»، أي أن المتهمين بالاتجار في المخدرات والبشر والدعارة تحولا إلى «شهداء الغدر» على يد المؤسسة العسكرية والأمنية، حسب أنصارهما.
وعلى الرغم من الملابسات التي رافقت تفاصيل العملية الأمنية وحجم الخسائر البشرية التي ترافقت معها، إلا أن الثابت الوحيد في القضية هو أن العسكري مروان خوري الذي سقط في العمليتين هو نجل أحد قتلى الجيش اللبناني الذي سقط في معارك نهر البارد عام 2007 على يد الجماعات الإرهابية.
وفي موازاة ما يقال عن أن «حزب الله»، بات عاجزاً عن ممارسة الترهيب المباشر على معارضيه وأن قدراته على التخويف قد تراجعت، بدليل لجوئه للقضاء للإبقاء على حالة الترهيب، فإن الأسئلة ما زالت تدور حول موافقته للنيل من المؤسسة العسكرية على يد تجار الموت والمخدرات والدعارة، خاصة بعد انتشار صور تصف تجار المخدرات بـ»شهداء الغدر».