عواصم - (وكالات): أعلن رئيس لجنة التحقيق في حادث سقوط الطائرة الروسية بسيناء أيمن المقدم أنه «لا استنتاجات بعد» حول أسباب سقوطها الذي جاء بعد إقلاعها بـ 23 دقيقة من مطار شرم الشيخ، مشيراً إلى أن اللجنة تأخذ بعين الاعتبار كل «السيناريوهات المحتملة لأسباب الحادث»، فيما قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنه ليست هناك أي «فرضية» حول سقوط الطائرة، في حين أعلنت مصادر مقربة من التحقيق في باريس انها «ترجح بقوة» احتمال الاعتداء بقنبلة.
وذكر مسؤولون إن مصر تفحص كاميرات المراقبة في مطار شرم الشيخ لرصد أي نشاط مريب يتعلق بتحطم الطائرة في أوضح دلالة حتى الآن على الاعتقاد بأن متطرفين ربما استهدفوا الطائرة. وأوضح رئيس اللجنة في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة أن «الملاحظات الأولية على حطام الطائرة لا تسمح حتى الآن بمعرفة أصل هذا التفكك» للطائرة مشيراً إلى أن اللجنة تأخذ بعين الاعتبار كل «السيناريوهات المحتملة لأسباب الحادث» الذي أودى بحياة 224 من ركاب وطاقم الطائرة. وقال المقدم إن الصندوقين الأسودين للطائرة الروسية توقفا عن العمل «بعد 23 دقيقة و14 ثانية» من إقلاعها من مطار شرم الشيخ. وأفاد المقدم الذي قرأ بياناً مكتوباً بالإنجليزية والعربية إنه «تم تفريغ مسجل صوت قمرة القيادة بنجاح وتم الاستماع له بشكل مبدئي (...) وسمع صوت في الثانية الأخيرة يستلزم إجراء تحليل طيفي له في مختبرات متخصصة لمعرفة طبيعة هذا الصوت».
وأضاف «حطام الطائرة تناثر على مساحة واسعة قطرها أكثر من 13 كلم وهذا ما تمكنا من تغطيته حتى الآن وهو ما يتسق مع احتمالية وجود تفكك في جسم الطائرة».
وتضم اللجنة 47 محققاً من بينهم 29 مصرياً، و7 روس، و6 فرنسيين، و3 إيرلنديين وألمانيين، بالإضافة إلى 11 مراقباً، بحسب المقدم.
وأوضح أيضاً أن اللجنة ستقوم «بنقل حطام الطائرة إلى مكان آمن في القاهرة لمزيد من الفحص لكل جزء فيه، يتم خلالها فحصه بمشاركة المتخصصين في علوم الفلزات».
وأشار رئيس اللجنة إلى أنه «لا يمكن تحديد وقت زمني للانتهاء من التحقيقات».
ولفت إلى أن أعضاء اللجنة من الأجانب لم يحضروا المؤتمر لأسبابهم الخاصة مشيراً إلى «تعاونهم» في البيان.
وصرح مصدر قريب من التحقيق أن تحليل الصندوقين الأسودين مع ما تم جمعه من معلومات من مكان تحطم الطائرة وخبرة المحققين، تتيح «بقوة ترجيح» فرضية الاعتداء بقنبلة. وقال المصدر إن «فرضية الانفجار الناتج عن خلل فني أو حريق مستبعدة بشكل كبير لأن التسجيلات في حالة مماثلة كانت سترصد شيئاً قبل انقطاع الاتصال وكان الطياران سيقولان شيئاً».
وقال مصدر آخر قريب من التحقيق إن تحليل أحد الصندوقين الأسودين يؤكد الطابع «العنيف والمفاجئ» لما حصل للطائرة ما أدى إلى سقوطها مضيفاً أن صوراً تكشف آثار شظايا تتجه من الداخل باتجاه الخارج تؤكد فرضية حصول انفجار داخل الطائرة.
وأكد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي الذي ينشط فرعه المصري ولاية سيناء شمال شبه جزيرة سيناء أنه مسؤول عن الانفجار دون أن يوضح الكيفية.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنه ليست هناك اأي «فرضية» حول سقوط الطائرة.
وكانت واشنطن ولندن أشارتا علنا إلى فرضية انفجار قنبلة على متن الطائرة التي أقلعت في 31 أكتوبر الماضي من شرم الشيخ إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية قبل أن تسقط بعد 23 دقيقة فقط ويقتل 224 شخصاً على متنها.
وفي مطار شرم الشيخ حيث أقلعت الطائرة الروسية قبل أسبوع، ينتظر عشرات السياح البريطانيين والروس رحلات تشغلها حكوماتهم لإعادتهم لبلادهم. وقررت الحكومتان إرسال طائرات فارغة من أجل ذلك.
وبعد أسبوع على تحطم طائرة الإيرباص التابعة لشركة الطيران الروسية متروجت، يبدو أن فرضية انفجار قنبلة على متنها تفرض نفسها. إلا أن شكري صرح أنه لا توجد أي «فرضية» حتى الآن في التحقيق.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في القاهرة «لم نستبعد أي احتمال لكن ليست هناك أي فرضية قبل انتهاء التحقيقات». وتابع أن «ما سمعناه عن وجود معلومات حتى الآن لم يتم تزويد الأجهزة الأمنية المصرية تفاصيل بشأنها، وكنا نتوقع أن المعلومات المتوفرة على المستوى الفنى يتم موافاتنا بها على المستوى الفنى بدلا من ان تطلق على الساحة الاعلامية بهذه العمومية».
وقال إن بلاده لم تجد القدر الكافي الذي كانت تأمله من تعاون الدول الأخرى في مواجهة الإرهاب، كما انتقد عدم إبلاغ بلاده بما يتردد من معلومات بشأن أسباب سقوط الطائرة، وهل كان ناجماً عن عمل إرهابي.
وفضلت روسيا أولاً التعاطي بحذر مع فرضية الاعتداء معتبرة أنها تستند إلى «تكهنات»، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عاد وأمر بناء على توصية من أجهزة الاستخبارات، بتعليق جميع رحلات الطيران المدني الروسي باتجاه مصر.
وأصدر الكرملين بياناً عن فحوى محادثة هاتفية بين بوتين والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جاء فيه أن الرئيسين أعربا عن «الأمل في أن تتأمن في المستقبل القريب الظروف لعودة حركة النقل الجوي بين البلدين إلى طبيعتها». ويوجد 80 ألف روسي حالياً في مصر لكن ليست هناك خطة طارئة لإجلائهم. وهؤلاء السياح موجودون خصوصاً في شرم الشيخ والغردقة على البحر الأحمر.
وسيعود السياح الروس لبلادهم دون امتعتهم على غرار نظرائهم البريطانيين. وستشحن الأمتعة بشكل منفصل إلى روسيا. من جانبها، أعلنت الوكالة الفيدرالية الروسية المكلفة بالنقل الجوي أن موسكو سترسل 44 طائرة فارغة إلى مصر لنقل السياح الموجودين هناك.
هذا الأرجاء دفع السلطات المصرية للحد من عدد الرحلات المغادرة لمطار شرم الشيخ بعد أن أعلنت أنها تفتقر إلى المساحة لتخزين هذا العدد الكبير من الأمتعة.
من جانبها، طلبت واشنطن من «بعض» مطارات الشرق الأوسط تعزيز الإجراءات الأمنية بالنسبة للرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة كاجراء «احتياطي» بعد تحطم الطائرة.
وقال وزير الأمن الداخلي الأمريكي جاي جونسون إنه مع تقدم التحقيق «سنجري تقييماً بشكل دائم» لهذه الإجراءات «وسنقرر ما إذا كانت تغييرات إضافية لازمة».
وإذا صح ادعاء «داعش» إسقاطه الطائرة، ستكون هذه أول مرة يتمكن فيها التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق من إسقاط طائرة ركاب.