كشفت دراسة علمية بجامعة البحرين، بعنوان «التوازن بين العمل والأسرة وعلاقته بالتوافق الزواجي لدى عينة من المعلمات السعوديات» أن التوافق الزواجي يؤثر في جميع وظائف ومكونات الأسرة لاسيما عمل المرأة، ويعمل على تخفيف الآثار السلبية على الأسرة الناجمة عن عمل المرأة.
وأكدت نتائج الدراسة، التي أعدها الطالب في برنامج ماجسيتر علم النفس الإرشادي محمد العيد، أن التوافق الزواجي يعزز من قدرة المرأة على إيجاد التوازن البناء بين عملها وبين وظائفها في الأسرة.
وعرَّف الباحث التوافق الزواجي أنه قدرة المعلمات السعوديات المتزوجات على تغيير السلوك والعادات في مواجهة المواقف الجديدة، والذي يقاس بالدرجة التي تحصل عليها الزوجة على مقياس التوافق الزواجي في الدراسة الحالية.
واقتصرت حدود الدراسة على المعلمات السعوديات في مدينة الخبر بالسعودية خلال الفصل الدراسي الأول من العام المدرسي 2014-2015.
واختار الباحث عينة عشوائية تكونت من 200 معلمة من المعلمات بالمدينة.
وقال إن دخول المرأة السعودية إلى سوق العمل له العديد من الإيجابيات، إلا أنه في الوقت نفسه له العديد من الانعكاسات السلبية.
وأضاف لعل أهم مشكلة تكمن في طبيعة العمل المزدوج للمرأة العاملة داخل المنزل وخارجه في السعودية، وما يترتب عليه من نتائج مختلفة، فالمرأة السعودية العاملة، حتى وقتنا الحاضر، ما زالت تمارس عملاً مزدوجاً، فلم يترافق عمل المرأة خارج المنزل مع تخفيف الأعباء المنزلية عنها.
ورأى أنَّ الأهمية النظرية للدراسة تتجلى في توضيح مقدار المعاناة لدى المعلمات، ومقدار الجهد الذي يبذلنه في عملية الموازنة بين العمل والأسرة، ووضع تصور عن طبيعة التوازن بين العمل والأسرة لدى النساء المتزوجات العاملات.
وأوضحت الدراسة أن المعلمة مع زيادة خبرتها تصبح قادرة على معرفة الطرق والاستراتيجيات التي تساعدها في إيجاد التوازن الأمثل بين أسرتها وعملها وبالتالي اتباعها.
وأفصحت عن أن الأزواج في بداية حياتهم الزوجية يتعرضون إلى العديد من المواقف التي تؤثر سلباً في علاقتهم الزوجية بسبب قلة خبرتهم، وهو الأمر الذي يجعل المعلمة غير قادرة على إيجاد التوازن المطلوب بين عملها وأسرتها.
وأوصت الأطروحة بضرورة توفير البيئة الملائمة للمرأة العاملة بحيث تستطيع أن توازن بين عملها والأسرة مما يؤثر إيجاباً في توافقها الزواجي، داعية إلى تقديم برامج إرشادية للمرأة العاملة تركز على كيفية إيجاد هذا التوازن.