قالت الأستاذ المشارك في كلية الآداب بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة البحرين د.رقية العلواني إن نتائج الدراسات التي بحثت مشاعر السعادة أظهرت أن 60% من مشاعر السعادة لدى الفرد مرتبطة بأفكاره وسلوكه، وأن 20% من الإحساس بالسعادة تحدده عوامل وراثية، بينما 20% من الإحساس بالسعادة تحدده الظروف الخارجية.
وأوضحت، خلال محاضرة ألقتها بعنوان «سيكولوجية السعادة»، ضمن برنامج تنمية مهارات الحياة الذي تنظمه دائرة التوجيه والإرشاد بعمادة شؤون الطلبة، أن السعادة قرار داخلي بيد الفرد وحده، ويرتبط بمدى رضاه عن حياته، ولا يرتبط بالعوامل الخارجية ولا يشترى بالمال أيضاً، ولا يمنح من أحد كذلك.
وعرفت السعادة الداخلية بوصفها «الرضا عن النفس»، موضحة أن الفرد السعيد هو الذي يستفيد من ماضيه، ويتحمس لحاضره، ويتشوق لمستقبله، ويحب نفسه ولا يستنقص من شأنها، ويكون إيجابياً دائماً، إضافة إلى أنه ينظر إلى المشاكل بأنها مؤقتة وستزول حتماً.
وشبهت نمط الحياة بـ»الفراش»، وقالت إذا أحس الفرد أن فراشه غير مريح يعمل على إعادة ترتيبه، مضيفة إن السعادة مثل الأوكسجين نحتاج لتنفسه، عكس ثاني أكسيد الكربون الذي يمثل التعاسة.
وأشارت إلى أن الفرد يحصل على السعادة عندما يحدد ما هو مهم في حياته، ويخصص مساحة خاصَّة لنفسه يؤدي فيها ما يحبه ويسعده، ويركز على ما هو إيجابي في شخصيته، وفي الآخرين وفي الحياة بشكل عام.
وذكرت أن توافر أمور عدة تقضي على سعادة الشخص بمرور الوقت ومنها: مقارنة الذات بالآخرين، والافتقار إلى الصداقات الوثيقة، والتمسك بحالة الاستياء، والعيش مع أفكار الماضي.
وتأتي المحاضرة ضمن برنامج مهارات الحياة الذي تنظمه دائرة التوجيه والإرشاد بعمادة شؤون الطلبة، بهدف تحقيق التوافق بين الطالب ومحيطه، وتنمية قدرته في السيطرة على البيئة المحيطة به، ومواجهة أزمات الحياة العادية من خلال بيان الجوانب الإيجابية والسلبية.