كتبت - زهراء حبيب:
أسقطت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة أمس، الجنسية البحرينية عن مدانين تدربا على تصنيع الأسلحة والمتفجرات واستعمالها في معسكرات الحشد الشعبي بالعراق، وأحدهما مقيم في إيران وعضو فيما يسمى «حزب الله البحريني»، بينما سجنتهما 10 سنوات وأمرت بمصادرة المضبوطات، حسبما أعلن المحامي العام رئيس نيابة الجرائم الإرهابية أحمد الحمادي.
واستندت النيابة العامة في التدليل على ثبوت التهم بحقهما، إلى الأدلة القولية ومنها إقرارات الأول وشهود الإثبات، بينما تداولت القضية بجلسات المحكمة بحضور محامي المتهمين، ومكنتهم من الدفاع وإبداء الدفوع القانونية، ووفرت لهم جميع الضمانات القانونية.
وثبت لدى المحكمة أن المدان الأول تدرب في غضون فبراير 2015 على تصنيع الأسلحة والمفرقعات واستعمالها تنفيذاً لأغراض إرهابية، واشتراك الثاني -بطريق الاتفاق والتحريض والمساعدة- على تدريب الأول على تصنيع الأسلحة واستعمالها.
ووردت معلومات من مصادر سرية أن بعض العناصر المتورطة بالأعمال الإرهابية والهاربة خارج البلاد، تجند شباباً وتدربهم عسكرياً على استخدام الأسلحة وتصنيع المتفجرات لتنفيذ تفجيرات في البحرين.
ويتولى الثاني -المقيم في إيران- مهمة تجنيد الشباب وإرسالهم إلى معسكرات في العراق تابعة للحشد الشعبي، لتدريبهم على صناعة السلاح واستعماله، وهو عضو بما يسمى «حزب الله البحريني»، الذي نفذ عدة عمليات إرهابية ضد رجال الأمن، وصدر بحقه حكم في أحد القضايا، ومازالت هناك قضايا مرفوعة ضده منظورة أمام المحاكم. ويتكفل المدان الثاني بتمويل الشباب الملتحق بالمعسكرات بالمبالغ المالية اللازمة، وفي فبراير 2015 تواصل مع الأول -طالب جامعي في إحدى الدول العربية- بتخصص تربية رياضية ومتورط بقضية تجمهر، وتواصل معه عبر «البلاك بيري» وطلب منه التدريب العسكري في العراق، وكان ينتحل اسم «مهدي» في البرنامج، وطلب الطالب منه فرصة للتفكير، وبعد فترة جاء الرد بالموافقة.
وأرسل الثاني للأول حوالة مالية من البحرين باسم والده على أحد محلات الصرافة بقيمة 280 ديناراً، وخلال 4 أيام سافر إلى النجف، والتقى بعدد من معارفه بالعراق.
واعترف الأول «الطالب» أنه تلقى إضافة عبر «البلاك بيري» من الثاني، وتبادلا أطراف الحديث وأخبره بأنه بحريني مقيم في إيران وعرض عليه التدريب في أحد المعسكرات بالعراق لتنفيذ أعمال إرهابية وتفجيرات ضد رجال الشرطة في البحرين، على أن يتكفل بمصاريف سفره وإقامته هناك، فطلب منه مهلة للتفكير، وبعد 3 أسابيع تحدث مع المدان الثاني وأبدى موافقته على السفر للعراق.
وتدرب الأول على استخدام الأسلحة والمتفجرات وكيفية تصنيعها، وتلقى دروساً نظرية وعملية عن مواد الاشتعال والعبوات المتفجرة والمخروطية والتلفزيونية ومواد C4 وTNT ومضادات الدروع، وطرق التفجير عن بعد، وكيفية استهداف المدرعات.
وتدرب على استخدام سلاح الكلاشنكوف وأسلحة أخرى، وعند رجوعه إلى البحرين بتاريخ 27 مارس 2015 ضبطت بحوزته مجموعة من المضبوطات.
وأكدت المحكمة في حيثيات الحكم أنها تطمئن إلى اعترافات الأول وأنها صدرت منه عن إرادة طواعية، وخلا من شائبة الإكراه، وأنه جاء صادقاً ومطابقاً للحقيقة والواقع، لذلك فإنها اتخذت منه دليلاً بحقه وبحق الثاني.
عقدت الجلسة برئاسة القاضي علي الظهراني، وعضوية القاضيين الشيخ حمد بن سلمان آل خليفة ومحمد عزت، وأمانة سر أحمد سليمان.