عواصم - (وكالات): أقر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف باحتمال أن يكون تحطم الطائرة في سيناء المصرية ومقتل ركابها ناجماً عن «عمل إرهابي». وقال في مقابلة مع صحيفة «روسيسكايا غازيتا» نشرت مقتطفات منها مساء أمس «هناك احتمال وجود عمل إرهابي كسبب لما حدث». وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن بلاده تلقت معلومات من بريطانيا بشأن تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء، يأتي ذلك في حين تواصل الدولتان إجلاء رعاياهما العالقين في مصر، بينما عززت السلطات المصرية الإجراءات الأمنية في شرم الشيخ المنتجع السياحي الشهير على البحر الأحمر، فيما أعلنت رئاسة الجمهورية في مصر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيتوجه إلى السعودية، خلال الساعات القليلة المقبلة، للمشاركة في قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، التي تُعقد في الرياض اليوم، ولقاء خادم الحرمين الشريفين، العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقال بيسكوف إنه لا يستطيع تحديد نوعية هذه المعلومات، ونقلت وكالة سبوتنيك عنه القول «لا أستطيع أن أخبركم بشأن نوعية المعلومات لأني لست مطلعاً عليها، وبطبيعة الحال فنحن نعول على التعاون المشترك مع كافة الدول التي يمكن أن تساعد على التحقيق في هذه المأساة الرهيبة». وكان متحدث باسم الخارجية البريطانية قال لسبوتنيك إن بلاده سلمت موسكو استنتاجها المبني على معلومات استخباراتية بأنه من المرجح أن الطائرة سقطت نتيجة «عمل إرهابي». وكان عضو مصري في فريق التحقيق بحادث تحطم الطائرة قد أكد أن المحققين شبه متأكدين من أن صوت الضوضاء الذي سمع في الثانية الأخيرة من تسجيلات الرحلة كان انفجار قنبلة. ونقلت رويترز عن العضو -الذي طلب عدم نشر اسمه- قوله إن المؤشرات حتى الآن وتحليل الصوت المسجل في الصندوق الأسود يشيران إلى أنه انفجار ناتج عن مواد متفجرة. وترجح بريطانيا والولايات المتحدة فرضية انفجار قنبلة على متن الطائرة التي أقلعت في 31 أكتوبر الماضي من شرم الشيخ إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية قبل أن تسقط بعد 23 دقيقة فقط، في سيناء، ويقتل 224 راكباً كانوا على متنها.
وتتمسك مصر بضرورة انتظار نتائج التحقيق حول الحادث الذي أعلن تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في شمال سيناء مسؤوليته عنه.
من جانب آخر، أكدت وكالة السياحة الروسية أنها أتمت إجلاء أكثر من 23 ألف سائح روسي من مصر.
وأرسلت موسكو 44 طائرة فارغة إلى شرم الشيخ والغردقة لنقل السياح الروس العالقين الذين يقدر عددهم بنحو 78 ألفاً. أما بريطانيا فتواصل خططها لإجلاء رعاياها فباشرت إعادة مواطنيها من مصر وقامت بإجلاء 3500 بريطاني في 17 طائرة في اليومين الماضيين من أصل 20 ألفاً موجودين بمصر. وأفاد مصدر أمني مصري بأن مئات السياح، غالبيتهم من الروس، توجهوا صباح أمس إلى مطار المدينة للعودة إلى بلادهم على متن طائرات أرسلت فارغة من موسكو ولندن.
وأعلنت موسكو أن نحو 25 ألفاً من السياح الروس عادوا إلى بلادهم على أكثر من 100 رحلة.
وإذا ما صح ادعاء «داعش» إسقاطه الطائرة، ستكون هذه أول مرة يتمكن فيها التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق من إسقاط طائرة ركاب.
وتكرر الحكومة المصرية القول إنه من الأفضل عدم استباق التحقيقات وانتظار نتائجها الرسمية.
حتى إن روسيا باتت تميل نحو تأكيد فرضية القنبلة رغم أنها لم تعلن ذلك رسمياً بعد. ولم تكتف موسكو بوقف الرحلات الجوية الروسية إلى شرم الشيخ بل أيضاً إلى القاهرة وكل مصر. وكانت روسيا باتت هدفاً لـ «داعش» بعد أن بدأ الطيران العسكري الروسي مطلع أكتوبر الماضي قصف مواقع التنظيم في سوريا لدعم نظام الرئيس بشار الأسد. وتعتبر القاهرة أن السلطات البريطانية والأمريكية تسرعت في استنتاجاتها واستبقت نتائج التحقيق ما قد يمس كثيراً بالموسم السياحي في مصر.
وتندد وسائل الإعلام المصرية العامة والخاصة بالمعلومات التي «تسربت» من التحقيق إلى وسائل الإعلام الدولية، وتعمد إلى بث تحقيقات من شرم الشيخ تظهر سياحاً يؤكدون أنهم يريدون البقاء في شرم الشيخ وإنهاء إجازاتهم فيها. ووجهت الكارثة الجوية الروسية ضربة قاسية للسياحة المصرية التي كانت تأثرت أصلاً بفترة الفوضى التي عمت البلاد منذ سقوط نظام حسني مبارك مطلع عام 2011.
وعلى غرار عواصم غربية أخرى نصحت باريس رعاياها بعدم التوجه إلى شرم الشيخ في الوقت الحاضر بانتظار نتائج التحقيقات في حادث تحطم الطائرة الروسية.
من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون إن إسرائيل تعتقد أن متطرفين أسقطوا الطائرة الروسية.
وقال المتحدث باسم يعلون إن الوزير أبلغ صحفيين إسرائيليين أن «هناك احتمالاً كبيراً، بناء على فهمنا، أن هذا كان هجوماً إرهابياً». من جانب آخر استعان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالقوات المسلحة لتموين المواطنين بالسلع الغذائية، والمساعدة في مشروع بقيمة مليار جنيه للصرف الصحي في الإسكندرية والبحيرة بعد الأزمة التي شهدتها المحافظتان بسبب الأمطار.