سبق وأن حررت موضوعاً ذكرت فيه: إن ما نؤمن به اليوم تجاه جملة من الأمور الحياتية قد نغير رأينا تجاهها في وقت لاحق، إلا الإيمان بوحدانية الله يظل راسخاً وموقراً في قلب المؤمن الذي يرى الله من خلال كثير من الآيات الدالة بصورة قطعية على وجوده سبحانه وتعالى.. لتظل قلوبنا المطمئنة مؤمنة بوجود الخالق حتى نعاد إلى عالم الغيب والشهادة حيث يتضح للمسلم ما كان مخفياً عليه.. الإيمان بالله وحده والتوكل عليه في كل أمورنا كفيلان بأن يحققا لنا الكثير من الراحة والطمأنينة النفسية التي يفتقدها المشرك الذي يظل صدره ضيقاً حرجاً فكأنه يصعد في السماء انطلاقاً من قوله سبحانه وتعالى: «من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً فكأنما يصعد في السماء».
لنقوم سلوكنا
إن الإيمان بالله وحده والعمل بأوامره ونواهيه يكون سبباً في تقويم سلوكنا وأخلاقياتنا وفي تعاملنا مع الناس كافة إلخ.. فلنعد للعبارة السالفة التي قلت فيها: إن ما نؤمن به اليوم قد نغير رأينا تجاهه في وقت آخر.. لم أكن في يوم من الأيام مؤمناً بمن يعتقد أن الطعام المجاني الناتج عن عزومة وغيرها ألذ كثيراً من الطعام الذي يحظر في المنزل.. مع أن الإنسان السليم في بدنه وفي صحته يرى أن اللذة تكمن حتى في تناول الخبز اليابس، ويكون لسانه دائماً رطباً بذكر الله وبنعمه الكثيرة علينا معشر البشر، (بس هات من يراها).
طعام الأكابر.. غير
في يوم من الأيام طرق باب منزلي سائق أحد الشخصيات الكبيرة، وكان حاملاً معه أصنافاً من الطعام الجاهز، كان من بينها صنف عجيب من سمك الصافي (لمدغبي) أي السمين الذي لم أر مثله من قبل من حيث الحجم والطول والعرض واللون، بما في ذلك الرز العجيب وغيره من الحلويات المشهية التي تسيل اللعاب بمجرد النظر إليها.. ولن تصدقوا لو قلت: لم أتذوق في حياتي ألذ من هذا الطعام.
وإنني إذ أشكر هذه الشخصية لتيقني أن طعام الأكابر يختلف عن طعام عامة الناس، فما يوجد على موائدهم مختلف تماماً في مواصفاته عما هو موجود في السوق.. مع شكري الجزيل لهذا الطعام اللذيذ والمختلف فعلاً.
أحمد محمد الأنصاري