قال وزير شؤون الإعلام ومجلسي النواب والشورى عيسى الحمادي إن البحرين فقدت برحيل الكاتب والأديب خالد البسام أحد أهم كتابها وأعمدتها المتميزين، معتبراً الراحل بأنه واحد من الرعيل الأول للعمل الروائي والصحافي بالمملكة، وشارك في تأسيس ورئاسة تحرير العديد من الإصدارات، وساهم بمؤلفاته وأعماله في نهضة وطنه والتعبير عن قضاياه والدفاع عنه.
نعى عيسى الحمادي، في تصريح له أمس، خالد البسام الذي غيبه الموت صباح أمس، مشيراً إلى أن البحرين عامة وأسرة الجماعة الأدبية والصحافية بشكل خاص إذ تنعى ببالغ الحزن والأسى فقيدها الراحل ومصابها الجلل لرفقائه وأصدقائه وتلامذته، فإنها تحتسب عندالله عز وجل سيرته العملية والحياتية الحافلة، خاصة أنه كان واحداً من الذين أثروا بآرائهم ومواقفهم الساحة الثقافية.
وأشاد بحجم العطاء الذي قدمه الراحل، وكان سبباً في تلك المكانة التي احتلتها البحرين على صعيد العمل الثقافي والأدبي والإعلامي في المنطقة. وذكر أن الراحل كانت له مساهماته العديدة في تنمية الاهتمام بالشأن الثقافي عامة داخل المملكة وخارجها، وذلك بالنظر لحجم المؤلفات التي صنفها وتنوعها، وشملت المجالات الثقافية والأدبية والإعلامية والصحافية، فضلاً عن التاريخية التي كان له فيها باع كبير، لاسيما بعد أن ذاع صيتها، وبلغت شهرتها الآفاق، وكانت موضعاً للاحتفاء من قبل الأوساط المتخصصة، حيث حصل كتاباه «خليج الحكايات» عام 1993، و»صدمة الاحتكاك» عام 1998، على شهادة أكثر الكتب انتشاراً في بريطانيا حسب تقييم الصحف العربية في لندن.
وأضاف أن الراحل وبحكم تجربته الثرية الطويلة يمثل نموذجاً وتجربة فريدة تعكس مدى التطور الذي شهدته الحركة الثقافية والأدبية والصحافية بالمملكة، خاصة بالنظر إلى سيرته العطرة وسجله الحافل منذ أن بدأ العمل في ميدان الكتابة الصحافية عام 1981، وفي العديد من الصحف والمجلات في البحرين ومنطقة الخــليج، وصلت لرئاسة تحرير مجلة «هنــا البحرين» الأسبوعية، وإنجازه الرائع والخاص بتاريخ رواد الصحافة البحرينية المتكون من خمسة كتب بتكليف من وزارة الإعلام البحرينية، فضلاً بالطبع عن إسهامه الكبير في مجال العمل الأدبي والتأليف الروائي والقصصي.
يذكر أن الكاتب الراحل كان قد تسلم منتصف الشهر الماضي جائزة دول مجلس التعاون في الإبداع في احتفال كبير أُقيم في العاصمة القطرية «الدوحة»، كما سبق ذلك التكريم تكريم آخر للراحل من قبل مؤسسة خوجة الثقافية في المملكة العربية السعودية عام 2014، وقامت صحيفة «الوسط» البحرينية بتكريمه في شهر نوفمبر عام 2007، على جميع كتبه في التاريخ والكتابة الصحافية.
وأصــدر الراحل مجمــوعة كبــيرة من المؤلفــات في تــاريخ البحرين والخليج والعالم العربي منــها: تلك الأيام، رجــال في جزائر اللؤلؤ، القــوافل، خليج الحكايات، مــرفأ الذكريات، صدمة الاحتكاك، حكايات من البحرين، نسوان زمــان، يا زمان الخليــج، كلنا فداك، ثرثرة فوق دجلة، يوميات المنفي، والنجدي الطيب. وللراحل ثلاثة كتب أدبية هي: بــريد القلب، بســاتين، عــزف على الســطور، كما أصدر أيضاً روايتين الأولى بعنوان «لا يوجد مصور في عنيزة»، و»مدرس ظفار».
وفــاز الراحل بالمــركز الأول في استفتاء كتاب الأعمدة المفضلين في الصحافة البحرينية في يوليو 1999، واختير كعضو لجنة تحكيم جائزة الصحافة العربية في «دبي» عام 2008.