قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن الثقافة طريقة تتلاقى بها الشعوب والحضارات ولغة يمكنها أن تقرب المسافات مع الآخر، مؤكدة أن متحف البحرين الوطني مستمر بدوره الحضاري وعمله في إثراء المشهد الثقافي البحريني. واستضاف المتحف مساء أمس الكاتب والباحث وليام بيكرلتقديم محاضرة تحت عنوان “كل قائد هو فنان”، بحضور الشيخة مي، والسفير الأميركي وليام روباك، إضافة إلى تواجد عدد من المهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين والإعلاميين.
بدوره توجه السفير الأميريكي بالشكر للشيخة مي لعملها في الارتقاء بالمشهد الثقافي البحريني، مشيداً بدور متحف البحرين الوطني في العمل على تعزيز التبادل الثقافي والفكري ما بين شعب البحرين والشعوب والحضارات الأخرى.
وبدأ د.وليام بيكر محاضرته التي تمحورت حول كتابه “كل قائد هو فنان”، بالتعبير عن إعجابه بمستوى الفن والفنانين البحرينيين وثراء الحراك الثقافي البحريني، قائلاً إنه جاء إلى البحرين بعد أن تمت دعوته بسبب ما وصله من أخبار حول الفن والمشاريع الثقافية في البحرين والتي تقوم على إنجازها الشيخة مي، مؤكداً أهمية الثقافة والفن في صناعة التغيير الإيجابي والارتقاء بالمجتمعات حول العالم وقال: “كل يوم، يمكنني رؤية التغيير الهائل الذي يحدث الفن حول العالم”. وقدم خلال المحاضرة مجموعة من المقابلات التي أجراها خصيصاً لهذه المناسبة مع شخصيات متخصصة بالفنون في مدينة نيويورك، والذين قدموا آراءهم حول سوق الفنون العالمي وعلاقة مجال الفنون بمجال الأعمال.
وحول كتابه “كل قائد هو فنان”، أشار بيكر إلى أنه يتناول التشابه “الكبير” ما بين القادة ورواد الأعمال والفنانين، ومن خلال اقتباسات مباشرة من الكتاب أوضح بيكر بعض هذه التشابهات التي أحصى كتابه 7 منها.
وفي حديثه حول الصفات المشتركة ما بين الفنانين والقادة، قال بيكر إنهم يتشاركون في صفة “المشاركة” التي تمنحهم قدرة على الاقتراب أكثر من المحيطين بهم وإشراكم في القضايا التي تلامس اهتماماتهم. أما الصفة الثانية فتتمحور حول روح تقبل الانتقاد التي تميز كلاً من الفنان والقائد، وتتعلق الصفة الثالثة بمراعاتهم للظروف المحيطة بهم وبما يقدمونه من أعمال. أما الصفة الأخيرة فكانت صفة الأصالة التي تتميز بها أعمال كل من الفنانين والقادة. يذكر أن د.وليم بيكر يدير مركز برنارد شوارتز للإعلام والسياسة العامة والتعليم في جامعة فوردهام. وهو أيضاً أستاذ متميز للإدارة في كلية IESE الأعمال، برشلونة، إسبانيا. وله إنجازات عديدة في مجال الإعلام وإدارة المؤسسات الإعلامية كعمله لمدة 21 عاما في إدارة إحدى أهم القنوات التلفزيونية الأميركية المختصة بالفنون، وحاصل على سبع جوائز، ولديه ليسانس، وماجستير ودكتوراه من جامعة كيس ويسترن ريزيرف، وسبعة شهادات دكتوراه فخرية من جامعات أميركية وأوروبية.