إنه هو قلبك المغامر الفارد شراع سفينته دوماً، المرتحل في بحور الخفايا والأسرار وما تخفيه عن المدرك والمحسوس، وما تخفيه عن العين والأيدي، لأنه لن يكف عن متابعة رحلة حجه في توق للأبدية، في شوق وحنين يغمر حناياه ويزداد يوماً بعد يوم فلا يوجد شيء يغنيه ولا يغويه في هذا العالم، إنه رحال لا يهدأ ولا يرتاح.
إنه يبحث ويغامر ويخاطر باحثاً مستعداً للتخلي عن أي شيء في سبيل أن يجد الطريق إلى بيته العتيق، الصدر الحنون، والسر المكنون. إنه يريد فعلاً أن يعي حقيقة ما هو حقاً موجود، وماهية وسر الوجود؟ وإن اخترت الرأس لك سكناً فما أختاره سوى أن يعيش حياة في ضعف في شك لا يولد إلا بسبب وجود توق داخل نفسك عميق، توق لها حتى تحمي نفسها، حتى تدافع عن نفسها وتكون في مأمن وأمان. هو ساكن الرأس لا يقوى على الهجرة إلى ربوع القلب حيث تهدر العواصف والرياح عاتية قوية إذ لا يعرف ساكن القلب إلى أين المصير وما الوجهة التي يبتغيها القلب، لا يعرف إلى أين سيأخذه قلبه وما سوف تكشفه له خوافي الأيام والدهور؟
إنك لن تغامر في الهجرة إلى ربوع قلبك لتبدأ الرحلة إلا إذا كنت جاهزاً للترحال في الخطر والمجهول، على دروب ينعدم في رحابها شيء مثل الأمان والضمان. إنك لن تجد الحب ما لم تبحر بلا خريطة حين يأخذك التيار إلى بحار عميقة.

علي العرادي
أخصائي تنمية بشرية