بعد أحد عشر عاماً على وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، تسعى الأطراف الفلسطينية إلى جعل منزله القريب من شاطئ غزة رمزاً لوحدة الفلسطينيين الذين قسمتهم الصراعات على السلطة وخذلتهم اتفاقات السلام مع إسرائيل وابتعاد حلم نشوء الدولة.
وسلمت حركة حماس الثلاثاء المنزل الذي يعج بالذكريات والصور والكتب والملفات إلى منظمة التحرير الفلسطينية التي تعتزم تحويله إلى متحف، لتكون الحقبة التاريخية التي قاد خلالها عرفات الفلسطينيين حاملاً «سلاح الثائر» ثم «غصن الزيتون»، بحسب تعبيره، في متناول كل الزوار في المستقبل. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير زكريا الآغا خلال عملية التسليم والتسلم لوكالة فرانس برس «هذا هو بيت الأمة وبيت الشعب والمكان الذي كان يعيش فيه عرفات رمز الشعب»، مضيفاً «نأمل أن تلي هذه الخطوة التي قامت بها حماس خطوات أخرى كثيرة لإنهاء الانقسام، لأن أبوعمار كان رمز الوحدة الوطنية ويتفق عليه الجميع».
وسيطرت حماس على قطاع غزة في صيف 2007 بعد اقتتال دام مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. في أبريل 2014، توصلت حركتا فتح وحماس إلى اتفاق لإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة توافق وطني، لكن عقبات عديدة لاتزال تعترض عمل الحكومة وتسليم المعابر إلى السلطة في قطاع غزة.
وقال القيادي في حماس غازي حمد «هذه فرحة كبيرة، ونأمل أن يشكل هذا البيت الصغير بحجمه مدخلاً حقيقياً للوحدة وتجاوز الانقسام، لأن أبوعمار كان يمثل المظلة الوطنية التي تجمع الجميع واستطاع أن يبقي الجبهة الفلسطينية الداخلية متماسكة».
وقال المتحدث باسم فتح فايز أبوعيطة «كان أبوعمار رمزاً، وبيته يختصر مرحلة تاريخية هي الأهم في كفاحه وحفاظه على الثوابت الوطنية وحقوق شعبه»، مشدداً على أن عرفات «لم يهب العدو». وأقيمت فعاليات عديدة في قطاع غزة في ذكرى وفاة عرفات.