دبي - (أ ف ب): استحوذ أمن المطارات في العالم على اهتمام زوار معرض دبي للطيران 2015 الذي اختتم امس، بعد تزايد الشكوك بأن سقوط الطائرة الروسية في سيناء نهاية الشهر الماضي قد يكون سببه قنبلة على متنها.
وشهد المعرض الذي ينظم كل سنتين بمشاركة كبار الصانعين والشركات، هدوءاً لجهة الصفقات الكبرى خاصة لجهة شركات الطيران الخليجية التي تقدمت في 2013 بطلبات بمليارات الدولارات تكفي حاجتها لسنوات قادمة.
في ضوء ذلك، تركز الاهتمام على أمن المطارات مع تزايد الهواجس حول دقة وحرفية إجراءات التفتيش في بعض المطارات، إثر تلميح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بعد حادث تحطم الطائرة الروسية التي أقلعت من مطار شرم الشيخ المصري، بأن لدى بعض الدول مشكلات في التدريب وتحفيز العاملين في مجال ضمان أمن مطاراتها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة طيران الإمارات الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم إن القسم الأمني في الشركة «دائماً على اتصال مع الإخوان في المطارات الأخرى، إذا كان ثمة معلومة أو شيء» يجدر التنبه له.
وأكد أن الشركة، وهي الناقل الجوي الأكبر في الشرق الأوسط وتشغل رحلات لقرابة 140 وجهة عالمياً، تركز الآن على «الأمن والسلامة».
وأعرب الشيخ أحمد عن ثقته بالإجراءات الأمنية المتخذة في مطار دبي الذي يعد محور عمليات الشركة، والمطار الأكثر نشاطاً في العالم لجهة عدد المسافرين الأجانب.
وأوضح أن المسؤولين في المطار «يولون (...) اهتمامات كبيرة بالنسبة لتأمين الموقع»، ويراقبون بشكل دقيق «ما يدخل إلى المطار وما يخرج منه».
ويعتبر رئيس شركة طيران الإمارات تيم كلارك أن احتمال وجود قنبلة على متن الطائرة، حدث كفيل بـ «تغيير قواعد اللعبة» في مجال النقل الجوي.
وقال كلارك في تصريحات صحافية في المعرض «نحن في صدد إعادة تقييم إجراءاتنا المتعلقة بالأمن وإدارة الحقائب والنفاذ الى طائراتنا».
وأضاف «لدينا 22 مدينة في أفريقيا، العديد منها في غرب أفريقيا. الهند، باكستان، وغيرهما، علينا إعادة التقييم في كل هذه الأماكن للتأكد من أننا نوفر أقصى درجات الأمن».
وأوضح أنه «ثمة العديد من المطارات في العالم حيث قد يمكن للبعض، إذا ما أرادوا تنفيذ أعمال سيئة، القيام بذلك».
وباتت مطارات خليجية عدة، خاصة دبي وأبو ظبي والدوحة، محور النقل الجوي للشركات الثلاث الكبرى في المنطقة، وهي طيران الإمارات وطيران الاتحاد «مقرها أبو ظبي»، والخطوط الجوية القطرية. وتعتمد الشركات الثلاث مطارات بلدانها كمحطة ربط بين الشرق والغرب.
وعمدت الإمارات والخطوط القطرية الى تعديل مسار رحلاتهما لتفادي العبور فوق شبه جزيرة سيناء التي تشهد منذ أشهر نشاطاً متطرفاً متزايداً.
وإزاء الوضع الأمني المضطرب في دول عدة في الشرق الأوسط، يرى محللون أن القلق من استهداف الطائرات المدنية هو أمر مشروع، علماً بأن غالبية شركات الطيران تتفادى منذ أعوام التحليق فوق الأراضي السورية.