عواصم - (وكالات): كشفت منظمة «مواطنة» لحقوق الإنسان أن مستشفيات مدينة تعز جنوب البلاد تعيش وضعاً غاية في الخطورة، داعية ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح إلى رفع الحصار المستمر على المدينة منذ شهر لتجنب تفاقم الوضع أكثر. وطالبت المنظمة -في تقرير لها- مليشيات الحوثيين وقوات صالح بضرورة سرعة الاستجابة لنداءات الاستغاثة العاجلة، ورفع الحظر الذي تفرضه على دخول الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد التشغيلية -خاصة الوقود ومادة الأكسجين- إلى ما تبقى من المستشفيات التي توشك على التوقف، وهو ما يهدد حياة مئات المدنيين في المدينة. وأوضحت المنظمة أن حرمان المدنيين -سواء المرضى أو ضحايا الصراع الجاري- من بقايا الخدمة الطبية المتوافرة في المدينة وتسبب الحصار في انهيارها، يمثل انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان وخرقا واضحا للقانون الإنساني الدولي، وهو ما يرقى إلى مستوى جرائم الحرب.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة عبد الرشيد الفقيه إن الكثير من المستشفيات بمدينة تعز أغلقت خلال الفترة الماضية بسبب منع وصول الوقود والمواد الضرورية لتشغيلها، في حين أقفلت مستشفيات أخرى نتيجة استخدامها كمواقع عسكرية من قبل مليشيات الحوثيين وقوات صالح.
وصرح الفقيه أن بعض المستشفيات التي صمدت حتى الآن لا تستطيع أن تفي إلا بـ10% من الاحتياجات الطبية لفائدة المدنيين من الجرحى والمرضى، في ظل إغلاق الكثير من أقسامها، مشيراً إلى أن أكبر مستشفيين في المدينة يعملان بالحدود الدنيا من طاقتهما الاستيعابية.
وبيّن أن الأطباء يحاولون الصمود في وجه الحصار قدر المستطاع حتى تتم الاستجابة للحد الأدنى من العلاجات والرعاية الطبية التي يحتاجها الجرحى والمواطنون بشكل عام. ورصد فريق للمنظمة أثناء زيارة قام بها إلى المستشفيات في أكتوبر الماضي، شهادات لمسؤولي هذه المستشفيات توثق افتقارها الحاد إلى أهم الاحتياجات، بالإضافة إلى تعرض بعضها للهجمات بالقذائف.
وتزامن هذا التقرير مع إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر قبل أيام أنها تفاوضت على مدى أكثر من شهرين لإدخال إمدادات طبية أساسية -بما فيها أنابيب الأكسيجين- إلى تعز، لكن دون جدوى. من ناحية اخرى، قال سكان إن عددا من المصلين قتلوا وأصيب عدد آخر في انفجار قنبلة اثناء الصلاة في مسجد للحوثيين في منطقة المحويت شمال غرب اليمن. وقع الانفجار في مدينة شبام الواقعة على بعد 40 كيلومتراً من العاصمة صنعاء وتنعم بهدوء نسبي خلال الحرب. واستمر القتال في محافظة الضالع الجنوبية حيث قصف الحوثيون وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح قاعدة عسكرية بصواريخ كاتيوشا في إطار زحفهم نحو عاصمة المحافظة. وقالت مصادر طبية إن مؤيدين للرئيس عبد ربه منصور هادي ردوا بنصب كمائن لسيارات الحوثيين مما أسفر عن مقتل 14 شخصاً.