كوالالمبور - حسن الحفني:
شكلت ماليزيا وجهة مثالية مفضلة لجذب السياح من دول مجلس التعاون الخليجي، والذين ارتفعت أعدادهم إلى 202,880 سائحاً خليجياً في 2014، منهم 113,921 سعودياً، 34,534 عمانياً، 20,853 كويتياً، 19,772 إماراتياً، و7,007 قطريين، و6,793 بحرينياً، فيما بلغ العدد الإجمالي من غرب آسيا 354 ألف سائح بزيادة 9% عن العام السابق، ومن مصر 26,222 سائحاً.
وخلال النصف الأول من العام 2015 بلغ عدد السياح الخليجيين المسافرين إلى ماليزيا 40.4 ألف سائح من السعودية، و13.3 ألف من عمان، و5.48 آلاف من الإمارات، و12.5 مليون سائح من مختلف أنحاء العالم.
كما تأتي ماليزيا في المركز العاشر عالمياً كأفضل المقاصد التعليمية وفقاً لمنظمة اليونسكو، تحتضن أكثر من 135 ألف طالب أجنبي، منهم 300 طالب بحريني، ومن خلال 600 معهد وجامعة حكومية وخاصة تقدم 6 آلاف دورة دراسية وبرامج معتمدة من وكالة المؤهلات الماليزية، من بينها 5 جامعات أبحاث، و3 فروع لجامعات عالمية ضمن أفضل 100 جامعة على مستوى العالم.
وتعد ماليزيا وجهة مفضلة لخدمات الرعاية الصحية من خلال 145 مستشفى حكومياً و253 مستشفى خاصة مجهزة بأفضل الخدمات في جميع التخصصات، ما مكنها من استقطاب أكثر من 882 ألف مسافر للرعاية الصحية الشاملة عام 2014، من بينهم 500 سائح بحريني و50 ألف سائح خليجي، وحصدت جائزة السياحة الطبية من مجلة السفر الطبية الدولية «IMTJ» لعام 2015 بلندن.
وارتفع عدد السياح القادمين إلى ماليزيا من 10 ملايين سائح العام 2000 إلى 27.4 مليون سائح في عام 2014 بإيرادات حجمها 22 مليار دولار، ويتوقع ارتفاع أعدادهم إلى 29.4 مليون بنهاية العام 2015 لتصبح في المرتبة الثانية آسيوياً بعد الصين، وضمن أكبر 10 دول جذباً للسياحة على مستوى العالم أي بمعدل سائح لكل مواطن، فيما تخطط لاستقطاب 36 مليون سائح بحلول عام 2020.
وجاءت في المرتبة الأولى عالمياً في السياحة الإسلامية «الحلال» لدول منظمة التعاون الإسلامي لعام 2015، وفقاً لمؤشر «ماستركـارد- كرسنتريتينـــج» للسياحــــة الإسلامية وللعام الخامس على التوالي.
يذكر أن ماليزيا، تعتبر جوهرة الشرق الأقصى وإحدى أكبر الدول المتقدمة اقتصادياً وتنموياً في جنوب شرق آسيا والعالم الإسلامي، وتمثل بتاريخها العريق محطة لتلاقي مختلف الثقافات والحضارات والأعراق، ويعيش سكانها البالغ عددهم 30.6 مليون نسمة حسب تقديرات عام 2015 على مساحة 330.3 ألف كم2، في إطار من الود والتسامح والسلام.
وبالنظر إلى موقعها الاستراتيجي في القارة الآسيوية، وتركيبتها السكانية الغنية، ونسيجها الثقافي والديني والحضاري المتنوع، وتميزها بإمكانات وثروات طبيعية سياحية هائلة ومتنوعة من سياحة تاريخية وأثرية وعلاجية وتعليمية وبحرية وتحفيزية، وتنوعها البيئي، رسخت ماليزيا من مكانتها الرائدة على خارطة السياحة العالمية، وأطلق عليها «آسيا الحقيقية».
وتتميز ماليزيا بالعديد من عوامل ومقومات الجذب السياحي التي جعلتها وجهة مفضلة للسياح من البحرين ودول الخليج العربي، أبرزها الموقع الاستراتيجي المتميز على جنوب شرق آسيا يتمتع بالهدوء وجمال الطبيعة، والتنوع الجغرافي والبيولوجي، وتوافر جميع مقومات السياحة في ظل تكون اتحاد ماليزيا من شبه جزيرة ماليزيا المكونة من 13 ولاية وثلاث مناطق فيدرالية وولايتي صباح وسراواك في بورنيو، لكل منها لها سماتها المميزة، ما بين النهضة العمرانية الحديثة وناطحات السحاب، والغابات الاستوائية المطيرة ومراكز التسوق.
كما تتميز ماليزيا بالاستقرار السياسي والأمني، وتوافر العديد من القواسم المشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي، في ظل نظام حكم ملكي دستوري فيدرالي، وعلاقات تاريخية قائمة على التعاون، وتستمد مقومات قوتها من روابط ثقافية وحضارية ودينية واجتماعية منذ دخول الإسلام في القرن السابع الهجري وتعزيز علاقاتها الدولية منذ استقلالها عام 1957 وتشكيل ماليزيا الاتحادية عام 1963.
وفيما يتعلق بالطقس، فتميز بالاعتدال طوال العام نظراً لوقوع البلاد ما بين واحد إلى سبع درجات شمال خط الاستواء، وتراوح درجة الحرارة بين 21 إلى 32 درجة مئوية، وتكون المرتفعات أكثر برودة، ويتراوح سقوط الأمطار من 2000 ملم إلى 2500 ملم سنوياً.
ويتم تقديم خدمات سياحية متنوعة، وبأسعار تنافسية، حيث احتلت العاصمة الماليزية كوالالمبور المرتبة الثامنة عالمياً من حيث انخفاض تكاليف السفر والسياحة والتنقل والإقامة والطعام ووسائل الترفيه وفقاً لدراسة مؤسسة «تريبنديكس» الأمريكية لعام 2014.
وتهتم وزارة الثقافة والسياحة وهيئة السياحة الماليزية، بتوفير العديد من التسهيلات لتطوير الحركة السياحية، واعتبار العام 2015 هو عام المهرجانات، وترويج 2632 مركزاً من أهم المواقع والمعالم السياحية المعتمدة والموصى بها على موقع هيئة السياحة الماليزية لمختلف أنواع السياحة.
وتحتضن ماليزيا 217 مستشفى ومركزاً صحياً، و136 منشأة تعليمية، و200 بيئية، و140 زراعية ورحلات بحرية بعدد 27، و72 مركزاً للغوص، و127 ملاعب جولف، و259 نادياً صحياً، فضلاً عن تجارب الإقامة واكتشاف تجربة الحياة الماليزية التقليدية والقروية في (40) موقعاً، و243 مركزاً للتسوق، و1171 مطعماً من أشهر المطاعم التي تقدم المأكولات الماليزية والعربية والآسيوية.
كما تتميز ماليزيا ببنية تحتية حديثة ومتكاملة من شبكات كهرباء واتصالات ومواصلات جوية وبرية وبحرية، في ظل رفاهية الطيران على الخطوط الجوية الماليزية بجودة فائقة وأسعار تنافسية، وشبكة واسعة تخدم 50 ألف مسافر على 350 رحلة إلى أكثر من 60 وجهة يومياً.
وبدأت الشركة عملياتها من دبي إلى كوالالمبور في أغسطس 2013 بصورة يومية، وبمعدل 3934 مقعداً أسبوعياً، إلى جانب الرحلات الجوية المباشرة مع دول مجلس التعاون عبر الخطوط الخليجية.
وحازت الشركة على أكثر من 100 جائزة إقليمية ودولية خلال العقد الماضي. كما تضم ماليزيا 6 مطارات دولية، أبرزها مطار كوالالمبور بخدماته اللوجستية والترفيهية والتجارية والتسويقية الممتعة، وشبكة القطارات السريعة، إلى جانب 14 مطاراً محلياً ومهبطاً للطائرات، فضلاً عن تميزها بشبكة آمنة ومترابطة للطرق السريعة والداخلية، والخطوط الرئيسة للقطارات من تايلاند شمالاً إلى سنغافورة جنوباً، وتوافر خدمات الرحلات البحرية الداخلية والدولية.
وفي ضوء هذه العوامل الجاذبة، تمثل ماليزيا وجهة مثلى لاستقطاب السياحة البحرينية والخليجية والعربية، في ضوء تنوع منتجاتها وخدماتها، وتمتعها بموروث طبيعي واجتماعي وحضاري جعلها مقصداً للسياحة العائلية الراقية بمختلف أنواعها.
ولدى كوالالمبور، ناطحات السحاب، أهمها برجا بتروناس التوأم من 88 طابقاً على ارتفاع 452 متراً بينهما جسر معلق، ومنارة كوالالمبور بارتفاع 421 متراً، وعلى بعد 25 كم جنوب كوالالمبور، تقع بوتراجايا العاصمة الإدارية الجديدة للدولة، وتمثل نموذجاً في التخطيط والحفاظ على البيئة، وتوصف بأنها «مدينة الحدائق الذكية».
ولديها مراكز تسوق حديثة وتقليدية لبيع مختلف أنواع البضائع بدءاً من السلع التقليدية إلى أحدث الأجهزة الإلكترونية، والعلامات التجارية العالمية، وتتوفر خيارات متميزة لمن يفضلون التسوق في كرنفال ماليزيا الموحدة للتخفيضات الكبرى ما بين شهري يونيو وسبتمبر سنوياً، وفرص الاستفادة طوال العام من مراكز عرض السلع والمنتجات المعفاة من الرسوم الجمركية.
أما السياحة الرياضية، فتوفر ماليزيا خيارات متميزة للمغامرين في متابعة سباق الجائزة الكبرى للفورمولا1 في حلبة سيبانج الدولية، وبطولة العالم للقوارب الآلية، ورياضة الجولف، وتسلق الصخور وركوب الأمواج والسيارات والدراجات، واستضافت كوالالمبور «سباق السيارات في قلب المدينة» لأول مرة في تاريخها، بعد مدن موناكو وماكاو وسنغافورة، وذلك في أغسطس 2015.
وتزهو ماليزيا بالعجائب الطبيعية وأروع جزر قارة آسيا وشواطئها على سواحلها الممتدة على طول 4800 كم، وفرص استكشاف عوالم الحياة المرجانية البحرية، وتشجيع الرياضات المائية والرحلات البحرية في الموانئ والبحار والأنهار والبحيرات، وأفضل مقاصد الغوص، إلى جانب تمتعها بالمدن الترفيهية للألعاب المائية، مثل منتجع صنواي لاجون وسط الغابات المطيرة والشلالات، ويضم 80 مجالاً ترفيهياً.
وتضم الأراضي الماليزية عدداً كبيراً من الكهوف الأثرية في أحضان الغابات ويرجع تاريخها إلى 40000 سنة، من أهمها كهوف باتو في سيلانجور، وتم إدراج العديد من المواقع الماليزية على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، ومن أبرزها: الحديقة الوطنية في غونونغ مولو ومتنزه كينابالو في عام 2000، موقع ملاكا وجورج تاون عام 2008، وموقع التراث الأثري في وادي لينجونج عام 2012.