كشف الطبيب الحاصل على البورد الأمريكي في السكري والغدد الصماء د. وئام حسين أن «البحرين تحتل المرتبة الـ 12 عالمياً من حيث نسبة الإصابة بمرض السكري، وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي للسكري»، مشيراً إلى أن «نسبة المصابين بالمرض في البحرين بين 20 عاماً و79 عاماً تصل إلى 21.9%».
وقال إنه «بإمكان الشخص تجنب العديد من المضاعفات إن تمكن من معالجتها قبل وقوعها»، داعياً إلى «اتباع إستراتيجيات صحية منها زيارة طبيب مختص بالغدد الصماء والسكري، وإجراء الفحوص الخاصة بشكل منتظم لرصد العلاج الملائم».
وقال إن «أبرز مضاعفات السكري أنه يتسبب في فقدان البصر، والإصابة بالفشل الكلوي، والغسيل الكلوي، والبتر، وأمراض القلب، ومشاكل بالجلد، ومشاكل بالهضم، والعجز الجنسي وآلام في الأسنان واللثة».
ورأى أن «الفحص فرصة ملائمة أيضاً للكشف عن أي حالات أخرى، مثل ضغط الدم، والعين، وأمراض الكلى والقلب، والتي غالباً لا تشملها فحوصات السكري».
وشدد على «ضرورة إجراء فحص سنوي للعينين، وزيارة طبيب الأسنان، وإجراء فحص للقدمين واكتشاف البثور أو الجروح والكدمات وعلاجها لدى طبيب مختص».
وبحسب د. حسين، فإن «السكري تسبب في وفاة 4.9 مليون شخص في عام 2014، بمعدل حالة وفاة واحدة كل 7 ثوان»، موضحاً أن «50? من حالات الوفاة تحت سن 60 سنة».
وفي رد على سؤال حول أعراض الإصابة بالمرض، أفاد د. حسين بأنها «تشمل العطش الشديد، وكثرة التبول، وفقدان الوزن، والشعور بالجوع، وضبابية الرؤية، والعصبية والتوتر، والوخز أو التخدر في اليدين والقدمين، والتهابات اللثة وإصابات الجلد والمثانة، والشعور بالتعب من أقل مجهود».
وأوضح أن «اعتلال الشبكية السكري السبب الرئيس للعمى بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 عاماً و74 عاماً»، موضحاً أن «21? من مرضى السكري من النوع الثاني يعانون من اعتلال الشبكية السكري».
وتطرق د. حسين للحديث عن التأثير السلبي للسكري على القلب، موضحاً أن «أمراض القلب والأوعية الدموية إحدى المضاعفات الطويلة الأجل التي يحتمل أن تنتج عن مرض السكري، حيث تسمح الأوعية الدموية والشرايين بجريان الدم في الجسم وإمداده بالأوكسجين والغذاء الذي يحتاجه، وفي حالة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، تتشكل رواسب دهنية في بطانة الأوعية الدموية والشرايين».
وتابع د. حسين «تشكل الرواسب الدهنية جلطات، كما تضيق أيضاً الشرايين والأوعية الدموية التي يمكن أن تنسد تماماً بواسطة الجلطات، وينتج عن ذلك حرمان بعض أجزاء الجسم من الأوكسجين والغذاء الضروريين، وعلى سبيل المثال، إذا انسد أحد الشرايين المؤدية إلى القلب، يمكن أن يسبب ذلك حدوث نوبة قلبية، وإذا حدث ذلك في أحد الشرايين المؤدية إلى الدماغ قد يسبب سكتة دماغية، ويعرف التضييق أو الانسداد في الساقين، وأحيانا في الذراعين، باعتلال الدورة الدموية الطرفية ويمكن أن يزيد نسبة الإصابة بالغرغرينا ومن ثم البتر».
وفيما يتعلق بالكلى، أوضح د. حسين أن «أمراض الكلى تعتبر إحدى المضاعفات الطويلة الأجل التي يحتمل أن تنتج عن مرض السكري، وأمراض الكلى هي بداية فشل الكليتين، حيث تحتوي كل كلية على مليون من الأوعية الدموية الدقيقة تسمى الكليونات، ويسمى تلف الكلى الناجم عن مرض السكري الاعتلال الكلوي السكري».
وذكر أن «الاعتلال العصبي هو أحد مضاعفات السكري طويلة الأجل، ومن المعروف أن ارتفاع مستويات السكري في الدم يجعل الأعصاب غير قادرة على نقل الإشارات، ويتلف الأوعية الدموية التي تحمل الأوكسجين والغذاء إلى الأعصاب».
وتحدث د. حسين عن عناية مريض السكري بقدميه، موضحاً أن «السكري يشكل خطراً على القدمين ويؤدي لصعوبة التئام القروح والجروح، ويعد مرض السكري السبب الأكثر شيوعاً لبتر الأطراف، ومن هنا لابد من فحص القدمين يومياً، ومعالجة البثور والجروح والكدمات، والمحافظة على القدمين نظيفتين وجافتين، ونغسلهما كل يوم بالماء الفاتر، كما ينصح بتجفيف المساحات ما بين الأصابع للوقاية من الإصابة بالعدوى الفطرية، وينصح بترطيبهما بالكريمات، كما ينصح بارتداء الجوارب النظيفة والجافة المصنوعة من الألياف مثل القطن أو الصوف، والتي تمتص العرق، ولابد من الحذر عند تقليم الأظافر، والمتابعة المستمرة مع الطبيب المعالج، وارتداء الأحذية المريحة والواسعة».
وفي رد على سؤال حول طرق العلاج الحديثة بالنسبة للسكري، قال د. حسين «أحدث مجموعة من الأدوية هي على شكل أقراص وتعمل من خلال تصفية السكري من الدم إلى البول وهذا سيؤدي إلى انخفاض السكري في الدم، ومن المتوقع أن تكون هذه المجموعات متوفرة نهاية العام أو بداية 2016»، موضحاً أن «هناك مجموعة أخرى من الأدوية التي هي قيد الاستخدام في السوق تكون على شكل حقن يومية من هرمون GLP1 الذي يختلف عن الأنسولين ويحفز البنكرياس لإفراز المزيد من الأنسولين، ولها ميزة فقدان الوزن، والآن هذه المجموعة قد طورت هذه الحقن لتستخدم مرة واحدة في الأسبوع، وهناك عمل في مجال البحوث لتطوير حقنة تستخدم مرة واحدة في الشهر»، لافتاً إلى أن «وسائل الطب الحديث الأخرى مازالت تجري بحوث لعمل أقراص قد تعمل لمدة أسبوع، ولكن هذا العمل لا زال يحتاج إلى سنوات من البحث».
أما بالنسبة لزرع خلايا البنكرياس، فهناك تقدم في الأبحاث الخاصة بذلك، لكن المشكلة في الحصول على متبرع للبنكرياس، ويجرى تطوير الأدوية حتى لا يرفضها الجسم بعد إجراء الزراعة، والأمر قد يحتاج سنوات.