أوصت دراسة ميدانية حول المخدرات أعدتها رئيس فرع التوعية المرورية بإدارة الثقافة المرورية النقيب هند الذوادي بضرورة توعية الشباب والمراهقين بخطورة الوقوع في ذلك وآثاره السلبية عليهم، من خلال عقد المحاضرات التوعوية والدينية بالتنسيق مع وزارتي التربية والصحة، وبالعمل على تقبل المجتمع للمتعافين من المخدرات وذلك من خلال معاودة إصدار شهادة حسن سيرة وسلوك تضمن لهم الحصول على وظائف حكومية والانخراط بكل سهولة في الحياة الاجتماعية.
واعتبرت الدراسة، وهي بعنوان:» الدوافع النفسية والاجتماعية المرتبطة بتعاطي المخدرات»، أن المخدرات خطر ليس قاصراً على النفس والمال فحسب، ولكنه وباء يسيطر على الأخلاق فيفسدها، وعلى الكرامة فيسحقها، وعلى الإدارة فيسلبها، وعلى عاطفة الشرف فيزهقها، مؤكدة أن المخدرات خطر اجتماعي حيث يفترس تجار المخدرات الشباب ذخيرة الوطن وعدته، ويجمعون ثروتهم من وراء القضاء على الأبرياء الذين يقعون في حبالهم.
وتسعى الدراسة للتعرف على المتغيرات النفسية والاجتماعية المرتبطة بتعاطي المخدرات لدى الشباب، قسمت الباحثة الدراسة إلى ثلاثة فصول، الفصل الأول تناول الإطار المنهجي للدراسة واستعراض لبعض الدراسات السابقة التي شكلت نتائجها أهمية كبرى للباحثة للوقوف على مناحي جديدة لم تتطرق لها الدراسات، وفي الفصل الثاني تناول المخدرات واُثارها على الفرد والمجتمع، والفصل الثالث فقد اشتمل على نتائج الدراسة الميدانية، والمؤشرات التحليلية لنتائج الدراسة الميدانية.
مشكلة الدراسة
يعد تعاطي المخدرات من الظواهر الوبائية التي تهدد كيان الفرد والمجتمع وهي ظاهرة كفيلة بأن تقوض أركان أمة بأسرها إذا ما انتشرت فيها لأنها أسرع انتشاراً بين الشباب عدة اليوم ومستقبل الغد، وبذلك فهي تشكل خطراً ملحوظاً على أهم مصدر من مصادر التنمية ألا وهو التنمية البشرية فضلاً عما تحمله من خطورة تتعلق بالتنمية الصحية والاقتصادية والاجتماعية، والمجتمعية؛ لأنها ظاهرة وبائية متعددة التأثير والتفعيل وهذا ما جعل بعض العلماء يسمونها بـ «أخطبوط العصر الحالي»، وعصرنا الحالي لا يحتاج إلى مزيد من هذا فقد يكفي ما يلاقيه الأفراد من قلق، واكتئاب، وضغوط متزايدة.
فالمخدرات مشكلة اجتماعية لا يقتصر خطرها على الأفراد المدمنين فحسب بل يمتد ليشمل كافة أفراد المجتمع، وذلك لما ينتج عنها من جرائم تهدد أمن المجتمع واستقرارها، لذا فإنه ينبغي التصدي لهذه المشكلة بشتى الطرق والوسائل. ومما يزيد من خطورة هذه المشكلة أنها أكثر شيوعاً لدى الذكور منها لدى الإناث حيث إنهم يتحملون العبء الأكبر في العمل والإنتاج.
نوع الدراسة ومنهجها
تنتمي الدراسة إلى الدراسات الوصفية، وتستخدم الدراسات الوصفية في دراسة الأوضاع الراهنة من حيث خصائصها، وأشكالها وعلاقتها والعوامل المؤثرة في ذلك. وتهدف الدراسة الوصفية إلى تصوير وتحليل وتقويم خصائص مجموعة معينة أو موقف معين أسبابها أو التحكم فيها، كما تستهدف تقدير مرات تكرار حدوث ظاهرة معينة ومدى ارتباطها بظاهرة أو مجموعة أخرى من الظواهر.
واعتمدت الدراسة على منهج المسحي وهو منهج رئيسي في البحوث والدراسات الوصفية باعتباره جهداً علمياً دقيقاً ومنظماً للحصول على بيانات ومعلومات وأوصاف عن الظاهرة محل الدراسة في وضعها الحالي.
مجتمع الدراسة
ويمثل هذا المجتمع الكلي أوالمجموع الأكبر للمجتمع المستهدف الذي تهدف الباحثة لدراسته ويتم تعميم نتائج الدراسة على كل مفرداته، إلا أنه يصعب الوصول إلى هذا المجتمع المستهدف لضخامته، لذا يتم التركيز على المجتمع الممكن الوصول إليه لجمع البيانات والذي يعتبر جزءاً ممثلاً للجمهور المستهدف ويلبي حاجات الدراسة وأهدافها وتختار فيه العينة الخاصة بالدراسة.والمجتمع المستهدف في الدراسة الحالية هو جميع المدمنين الخاضعين للعلاج في مصحات المدمنين في محافظات المملكة (العاصمة، والمحرق، والشمالية، والوسطى، والجنوبية) بإجمالي عدد السكان (1.234.571)، الذكور(768.414)، والإناث (466.157).
عينة الدراسة
اعتمدت الدراسة على العينة العشوائية البسيطة التي تتميز بأن جميع مفردات المجتمع لديهم فرصة متساوية للاختيار، وهذا يعني أن احتمال اختيار مفردات متساوية لكل منها؛ لأن الاختيار يكون عشوائياً وكذلك يكون اختيار كل مفردة مستقلاً عن الأخرى. وتمثلت عينة الدراسة من الأفراد المدمنين والخاضعين للعلاج وتألفت العينة من (120) مفردة من المدمنين في فترة إجراء الدراسة وهي بمثابة عينة زمنية.
أداة الدراسة
اعتمدت الباحثة على صحيفة الاستبيان وهي مجموعة من الأسئلة، يطلب من المبحوث الإجابة عليها وتحصل الباحثة بواسطتها على المعلومات والبيانات اللازمة، وقد تم تصميم صحيفة الاستبيان التي تضمنت (26) سؤالاً لقياس متغيرات الدراسة، وتم جمع البيانات الخاصة بالدراسة الميدانية في مملكة البحرين في الفترة من 1-20 أغسطس، وقد راعت الباحثة في تصميم صحيفة الاستبيان ما يلي:1. أن يتم تصميم الاستبيان في ضوء الإطار العام للدراسة بحيث تتضمن النقاط الرئيسية للدراسة، مع مراعاة ترتيب النقاط بطريقة منطقية وتوضع الأسئلة المتعلقة بكل نقطة.2. أن تكون التساؤلات الخاصة بالاستبيان واضحة ومباشرة ومحددة بصورة يسهل على المبحوثين الإجابة عليها لضمان دقة المعلومات.3. مراعاة جمع البيانات من المبحوثين عن طريق المقابلة، والحرص على تدعيم صحيفة الاستبيان بمقدمة توضيح الهدف من الدراسة وحرص الباحثة على سرية المعلومات وعدم استخدامها إلا لأغراض البحث العلمي.
نتائج الدراسة
تكونت عينة الدراسة من الذكور بنسبة (100%). وغلبت فئة العمر الأصغر على عينة الدراسة، فقد بلغت نسبة العمر «أقل من 25 سنة» (78%) من العينة، وتلاها العمر «من 25 إلى أقل من35 سنة « نسبة (5%) من العينة، بينما بنسبة (8%) لكل من الفئة العمرية»، من 35 إلى أقل من 45 سنة»، و «من 45 إلى أقل من 55 سنة». وغلبت فئة المؤهل الثانوي على عينة الدراسة، وبلغت نسبتها (46%) من العينة، وما نسبته (17%) منهم من التعليم الإعدادي، وكانت نسبة التعليم الابتدائي (14%)، وبينما بنسبة (10%) لحملة مؤهل الدبلوم، و(5%) للتعليم الجامعي ومستوى يقرأ ويكتب، بينما بنسبة (3%) للمؤهل فوق الجامعي (ماجستير ودكتوراه).
أن أبرز أسباب ترك الدراسة كثرة المشكلات الأسرية حيث جاءت بالمرتبة الأولى وبلغت (33%)، وفي المرتبة الثانية الرغبة بالعمل بنسبة (16%)، وفي المرتبة الثالثة الوقوع ببعض السلوكيات المنحرفة والخاطئة بنسبة (15%) وتلاها بالمرتبة الرابعة عدم الرغبة في التعليم بنسبة (13%)، ومجاراة بعض الأصدقاء بالمرتبة الخامسة بنسبة (10%) وفي المرتبة الخامسة بنسبة (5%) لكل من سوء الحالة المادية وكثرة الرسوب، وأخيراً بالمرتبة السابعة الرغبة في الكسب المادي بنسبة (3%).
أن أبرز مصادر الحصول على المخدرات « عن طريق أحد المروجين» بنسبة (66%%)، وبنسبة (24%) « عن طريق صديق»، و»عن طريق وصفة من العيادة» بنسبة (22%)، وبلغت نسبة (15%) عن طريق « الشراء من الصيدلية»، في حين تساوت نسبة الحصول على المخدرات» من محلات تجارية أو طب شعبي» و»من الأقارب» بنسبة (5%)، بينما الحصول عليها من خلال إحضارها من الدول المجاورة بنسبة (3%).
أن الأفراد أو الجهات التي وجهت متعاطين المخدرات للاستفادة من الخدمات العلاجية، حيث تمثل «الأهل والأقارب» المرتبة الأولى وذلك بنسبة (53%)، وفي المرتبة الثانية «الأصدقاء» بنسبة (35%)، وبينما نسبة (5%) لدى كل من « المستشفى». بينما بنسبة (7%) لم يعط المستجيبون آراءهم على هذا البند.
التوصيات
وأوصت الباحثة في نهاية دراستها توعية الشباب والمراهقين بخطورة الوقوع في ذلك وآثاره السلبية عليهم، من خلال عقد المحاضرات التوعوية والدينية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة، والعمل على تقبل المجتمع للمتعافين من المخدرات وذلك من خلال معاودة إصدار شهادة حسن سيرة وسلوك تضمن لهم الحصول على وظائف حكومية والانخراط بكل سهولة في الحياة الاجتماعية.