كتبت - نورة عثمان:
اقترح مشاركون ومتحدثون بالمؤتمر الإقليمي العربي الثالث «قوة التطوع: شراكة.. تأثير.. استدامة» الذي استضافته البحرين وأقامته المنظمة الدولية للجهود التطوعية، تأسيس بنك للمعلومات يجمع معلومات عن المتطوعين،وعددهم، وقدراتهم لتكون هناك مصداقية أكثر في العمل، وقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة.
وأكدوا أهمية موضوع المؤتمر انطلاقا من كون التطوع ينطلق من الأفراد لا من الشركات أو المؤسسات بصفتهم يمتلكون الحماس والأفكار
وشددوا على نجاح المؤتمر في غرس بذرة التطوع في الشباب، خاصة مع مشاركة من لهم بصمة في هذا المجال بتجاربهم وأفكارهم كونهم يحفزون الشباب على التطوع.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لجمعية الإحسان الخيرية سمو الشيخ د.عبدالعزيز النعيمي إن مفاهيم مثل التطوع موجودة في مجتمعاتنا إلا أننا نحتاج لتفعيلها.
وأضاف سموه أنه في مجال التطوع تحديداً، لدينا تحدٍّ كبير يتمثل في إيجاد بنك للمعلومات يجمع معلومات عن هؤلاء المتطوعين، كم عددهم؟ ماهي قدراتهم؟ وغيرها من المعلومات، حتى تكون هناك مصداقية أكثر في العمل، وقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة فيه، وإدارته بتظيم أكبر، وتكمن أهمية الفعاليات في أنها تعزز الانسجام بين مختلف جوانب العمل التطوعي.
وحول نظرته لمستقبل العمل التطوعي في البلدان العربية خلال خمس سنوات من الآن، قال سموه إن المستقبل إيجابي جداً، بتفهم الجهات الحكومية والرسمية، وتحقيق المشاركة بينهاوبين القطاع الخاص والمجتمع المدني بطريقة احترافية أخلاقية تخصصية.
ودعا سموه الشباب للعمل التطوعي بتاءات ثلاث وهي حسب إفادته: «تعلم.. بأخذ الشهادة التي لا تكون للجدار إنما سلاح للمتطوع، وتدرب.. لأن العمل في الحياة يحتاج لبدن قوي، ثم تطوع.. في أي فرصة سواء كانت بنهاية الأسبوع، أو مع الجيران، أو مع الأصدقاء، لأنه بالتطوع تبني قائداً».
عمل احترافي
وفي السياق نفسه، قال عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس جمعية البحرين الشبابية، علي شرفي إن العمل التطوعي وصل إلى مرحلة العمل الاحترافي، وهو ما نلمسه بالمجتمع البحريني، من خلال ظهور الجمعيات الشبابية وظهور الأندية والفرق التطوعية، وهناك جمعيات تخصصت في مجال العمل التطوعي لنشر ثقافته ومفهومه، ويعزز هذا الشيء أن الشباب يشكلون 70? من الشعب البحريني، كما يعززه دعم المؤسسات الحكومية مثل وزارة شؤون الشباب والرياضة وتمكين ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ويضاف لها دعم المؤسسات التعليمية، وظهور العمل الطلابي فيها مقارنة بالدول الأخرى، بما يصل بالطالب إلى مرحلة التميز، وكل هذا يدل على أن الشعب البحريني أصبح واعياً للعمل التطوعي... الذي أصبح جزءاً مهماً في حياة الشاب البحريني.
وحول وضع العمل التطوعي في المملكة خلال السنوات الخمس المقبلة، أوضح شرفي أن هناك سياسات وضعها المجلس الأعلى للشباب والرياضة لتطوير الحركة الشبابية والرياضية في البحرين، كما أن هناك استراتيجية قادمة للشباب البحريني للسنوات الخمس القادمة، بالإضافة إلى وجود دراسة وضعناها كجمعيات شبابية، أنه خلال 5 سنوات سنخرج من قوقعة العمل الروتيني إلى عمل احترافي مؤسسي أكثر، يتم فيه دعم الشباب عن طريق البرامج التي تتيح لهم الإبداع ليس فقط في الحراك الثقافي الاجتماعي فقط بل في الحراك السياسي أيضا.
وشجع شرفي الشباب بقوله أنهن توجد للعمل التطوعي لذة، وفيه أمور كثيرة منها الطموح، أتمنى من كل شاب وشابة أن يدخلوا العمل التطوعي، وقبل دخولهم يجب أن يقرأوا مفاهيم العمل التطوعي وفوائده وطرق تنفيذه، وأن يكونوا مقتنعين بدخولهم له، لأننا رأينا الكثير من الشباب الذين دخلوا العمل التطوعي، ولكن لميستمروا فيه لأسباب عدة.
مبادرات تطوعية
من جهتها، أوضحت مؤسس فريق «إنساني» من دولة الكويت آلاء مبارك أن مشاركتها كانت بترشيح من فريق سواعد الكويتي، بهدف نشر فكرة فريق «إنساني» خارج نطاق الكويت.
وأشارت إلى أنها حصلت على فرصة تكوين الشراكات مع أعضاء المبادرات التطوعية، بحيث تقدم كل جهة ما لديها من طاقات وتستعرض مجال عملها، لتلتقي مع جهات أخرى تكمل عملها التطوعي. وأشادت آلاء بأهمية موضوع المؤتمر كون التطوع ينطلق من الأفراد لا من الشركات أو المؤسسات، بصفتهم يمتلكون الحماس والأفكار، وغالب المتطوعين إنما استطاعوا التغيير بفضل تطوعهم الذي يوصلهم لأهدافهم.
وأكدت أن غرس بذرة التطوع في الشباب- في المؤتمر- مع وجود من لهم بصمة في هذا المجال بتجاربهم وأفكارهم أمر مهم، كونهم يحفزون الشباب على التطوع، لا للحصول على المقابل المادي، إنما للحصول على المقابل المعنوي سواء كان شكراً أو ضحكة أو حتى تقديراً تحكيه العيون، ويجعلون الشباب يتساءل لم لا أتطوع أنا؟ ونتمنى أن تبدأ مسيرة تطوع شباب الخليج مع السؤال.
مفاهيم شبابية
بدورها، أكدت المشاركة مريم عبدالكريم أن التطوع من أساسيات حياتي، كوني أمضيت تقريباً أربع سنوات في هذا المجال. وأضافت أن البحرين معروفة بالعمل التطوعي، إلا أنه تراجع في فترة ما، وعاد إلى التصاعد مجدداً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت الشباب يقبلون على التطوع إلا أنهم لا يعرفون كيف يقومون به بالطريقة الصحيحة، مما يؤدي إلى تشتت الجهود وضياعها لأنها تبذل لكن ليس بالشكل الصحيح؛ لذلك فنحن بحاجة لمثل هذه الفعاليات التي يصحح من خلالها الرواد مفاهيم العمل التطوعي عبر مناقشة الشباب وبث الخبرات لهم، فنحن وإن كنا متطوعين، إلا أننا بحاجة لمن له دراية أكاديمية وعملية لتحقيق الاستفادة، التي كان أكبرها تأثيراً بي.