عواصم - (وكالات): أعلنت دول أوروبية والولايات المتحدة تعزيز إجراءات الأمن ورفع مستوى التهديد الأمني المحتمل عقب الهجمات التي تعرضت لها باريس أمس الأول وأودت بحياة 128 شخصاً وأصابت نحو 300 آخرين.
فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أن حكومته ستبقي حالة التأهب الأمني القصوى في البلاد.
ويقف مستوى التهديد الإرهابي في بريطانيا عند مستوى «حاد»، ويعد ثاني أعلى مستوى، مما يعني أن وقوع هجوم مسلح أمر مرجح للغاية.
وعلى صعيد متصل، قال مطار غاتويك في لندن إنه أخلى أحد مبانيه كإجراء احترازي.وقامت وزارة الخارجية في وقت سابق بتحديث توجيهاتها المتعلقة بالسفر للرعايا البريطانيين في فرنسا، وحثتهم على «توخي الحذر في الأماكن العامة واتباع نصيحة السلطات المحلية».
وتسير خدمات قطارات يوروستار بين لندن وباريس بشكل عادي، رغم مخاوف أولية من احتمال إغلاق الحدود الفرنسية عقب الاعتداءات.
من جهته، قال دميتري روجوزين نائب رئيس الوزراء الروسي إن هيئات الدفاع بدأت تطبيق إجراءات أمنية إضافية لمكافحة الإرهاب.
كما أعلنت الداخلية حالة التأهب القصوى في صفوف قوى الأمن في كل أرجاء روسيا، وأوضحت مصادر أنه تم تركيز الإجراءات الأمنية على التجمعات الشعبية كالمسارح والملاعب ومناطق الترفيه ومحطات القطارات والحافلات، مشيرة إلى أن حالة التأهب القصوى لا تعني حالة الطوارئ، وإنما تعني رفع الاستعداد الأمني.
وأعلن مدير وكالة النقل الجوي أن الحكومة تبحث فرض قيود على الرحلات بين موسكو وباريس، دون تعليق هذه الرحلات.
وفي ألمانيا، أعلنت المستشارة أنجيلا ميركل أنها دعت لعقد اجتماع أزمة وزاري، متعهدة «ببذل كل ما في وسعها» لمساعدة فرنسا في «المعركة ضد هؤلاء الإرهابيين».
وأعلنت وزارة الداخلية في برلين أن «ألمانيا لاتزال في مرمى نيران الإرهاب الدولي»، كما شددت الشرطة الإجراءات الأمنية أمام مقر السفارة الفرنسية، ودفعت بدوريات إضافية لرجال الأمن في الشوارع والمنشآت العامة.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي إن بلاده تشدد إجراءات الأمن، وإنه لا ينبغي التهوين من احتمال وقوع هجمات فتاكة أخرى.
ورفعت الداخلية الإيطالية مستوى التأهب الأمني في البلاد عقب تفجيرات باريس، وقال الوزير أنجيلينو ألفانو إنه «تم تشديد التدابير الأمنية في كافة أرجاء الأراضي الإيطالية، ورفع مستوى التأهب الأمني إلى أقصى درجاته».
أما رئيس الوزراء الهولندي مارك روته فقال إن بلاده ستعزز الأمن على حدودها وفي مطاراتها، مضيفاً أن الهولنديين «في حالة حرب» مع تنظيم الدولة «داعش».
وأضاف أنه ستتم مراقبة حركة المرور من فرنسا وإليها بما في ذلك المطارات ومحطات السكك الحديدية، مشيراً إلى أن جميع أجهزة الأمن على درجة عالية من التأهب.وفي بلجيكا، طلب رئيس الوزراء شارل ميشال من مواطنيه تفادي زيارة باريس. وقال متحدث باسم ميشال إن بلجيكا فرضت قيوداً على الوصول براً وبحراً وعبر القطارات من فرنسا، مضيفاً أن الحكومة ستعقد اجتماعاً لبحث الإجراءات للرد على أعمال العنف في جارتها الجنوبية، مشدداً على عدم إغلاق الحدود، ولكنها ستصعد عمليات المراجعة الفورية للمسافرين القادمين من فرنسا.
وقالت الحكومة الفنلندية إنها عززت إجراءات التفتيش الحدودية في مطار هلسنكي والموانئ، وإن الشرطة في حالة تأهب عقب هجمات باريس. وقال رئيس الوزراء يوها سيبيلا «علينا ألا نفسح المجال للخوف والتعصب».
وفي الولايات المتحدة أعلنت إدارات الشرطة في عدة مدن تعزيز إجراءات الأمن، وقالت وكالات إنفاذ القانون والنقل إنها في حالة تأهب كبيرة.
ونشرت قيادة مكافحة الإرهاب في مدينة نيويورك ضباطاً ووحدات خاصة للحراسة في عدد من المناطق وفي محيط القنصلية الفرنسية وسط مانهاتن، وقالت إدارة الشرطة إنها أرسلت فرقاً إلى مناطق مزدحمة في كل أنحاء المدينة من أجل طمأنة الناس.
وقال رئيس بلدية نيويورك إن المدينة في حالة تأهب دائم ومتأهبة لأي هجمات محتملة، كما اتخذت شرطة ولاية ماساتشوستس إجراءات أمنية مشابهة، والحال نفسها في مدينة شيكاغو.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الأمن الداخلي الأمريكي أن مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة الأمن الوطني يراقبان الوضع عن كثب، وأنه ليست هناك تهديدات جدية في الولايات المتحدة. كما أعلنت شركة أمريكان إيرلاينز أنها أجلت رحلاتها إلى العاصمة الفرنسية.