أكد رئيس تحرير صحيفة أنباء اليوم السعودية الإلكترونية فرات البسام أن الـ10 سنوات الأخيرة أكدت أن الإعلام أصبح العنصر الأساسي والمهم في معادلة الاستقرار والحرب الموجهة من الخارج وخاصة تلك التي تريد النيل من المكتسبات الوطنية.
وقال، في ندوة نظمها مجلس عائلة الدوي بحالة بوماهر بالمحرق أمس الأول، حول «أهمية الإعلام في الأحداث»، إن الإعلام يلعب دوراً مهماً في الاستقرار الأمني والاجتماعي، لأن الخطاب الإعلامي المؤسس على رؤية استراتيجية وعلى أفكار متقدمة في الطرح، يعمل على تقوية الإعلام وبالتالي قوة الدولة حتى تتمكن من صد الهجمات الإعلامية الخارجية مهما كانت قوتها.
وتطرق البسام خلال الندوة إلى الأحداث التي شغلت العالم سواء في المنطقة العربية أو غيرها، والتأثير المباشر للدور الإعلامي فيها وفي تأسيس القناعات الشخصية بالنسبة للمتلقين، شهدت الندوة حضوراً كبيراً وتفاعلوا مع المحاضر بالأسئلة والاستفسارات والمداخلات.
وحول التحديات الأمنية والإعلامية التي تواجه المنطقة، تطرق المحاضر البسام إلى ما يعرف بفرقة «خيار السلفادور»وربطه بالواقع المعاش الذي لا يختلف عن واقع الولايات المتحدة الأمريكية في صراعها مع الحركات المتمردة في أمريكا الجنوبية في ثمانينات القرن الماضي.
وأوضح أن مؤسس فرقة «خيار السلفادور» هو جون نيغروبونتي سفير الولايات المتحدة في هندوراس 1981-1985، وكان رأس الحربة في الدعم والإشراف على مرتزقة «الكونترا» في اراغوا الذين كانوا متمركزين في هندوراس، وحينها قتل أكثر من 50 ألفاً من الهندرواسيين، وفي 2004 شغل منصب رئيس الاستخبارات الأمريكية.
وأضاف أن خيار السلفادور نموذج إرهابي من عمليات القتل الجماعي، وتم تشكيل تلك المجموعات من استخبارات الولايات المتحدة، وطبقت لأول مرة في السلفادور، في ذروة المقاومة ضد الدكتاتورية العسكرية، مما أدى إلى مقتل ما يقدر بـ75 ألفاً، وبدأ تطبيق خيار سلفادور بالعراق في 2004، حيث كان القائم عليه هو نفسه السفير الأمريكي لدى العراق جون نيغروبونتي، وكان جنباً إلى جنب مع روبرت ستيفن فورد، الذي عين سفيراً للولايات المتحدة إلى سوريا في يناير 2011، قبل أقل من شهرين على بداية الثورة المسلحة في سورية، وهو ربيب وتلميذ روزفيلت، وستيفن فورد هو مشعل الحرب في لبنان والعراق ومشعل الفتنة في البحرين وسوريا. وتحدث البسام عن أهمية الخطاب الإعلامي في ظل الأحداث التي تواجه المنطقة، وتهيئة الشباب حتى يلعبوا دورهم الإعلامي عبر شبكاتهم الإخبارية الواسعة من خلال وسائط الإعلام الجديد الهاتفي وغيره، لأن الشباب هم الذين بمقدورهم صياغة خطاب يلج لكل المناطق التي لا نستطيع نحن الكبار أن ندخلها بهذه السهولة. ودعا إلى الحذر من مغبة تسييس الإعلام وصبغه بصبغة الطائفية فينحدر بعيداً عن الأهداف السامية التي من أجلها تأسس، والعمل على ضرورة أن يكون الإعلام وطنياً بعيداً أي المؤثرات مهما كان نوعها، حتى لا يصاب المجتمع في أهم أعمدته، لذا إن وطنية الإعلام تمكنه من الدخول لقلوب كل المتلقين بدون استثناء، وتبعده من المخططات الآثمة سواء كان على مستوى الأشخاص أو على مستوى الكيانات السياسية أو غيرها.
وفي ختام الندوة، تحدث البسام عن عدم الاستقرار الفكري وعن استغلال الدين في بعث الرسائل المحرضة على العنف.
وشدد على أن تحويل الإعلام إلى خطابين الأول مسيس والثاني طائفي سيخلق مشكلة كبيرة جداً في المجتمع.
ونوه إلى أن الإعلام ليس مقالاً أو برنامجاً إذاعياً أو تلفزيونياً إنما هو سياق فكري وثقافي كامل الأوجه والأعمدة، مؤكداً بأن الإعلام عليه واجبات كثيرة.
وقال إن الإعلام هو امتدادنا لهذا اليوم بالحضور والمواكبة، وأنه لابد وأن يواكب بل يقود الحراك السياسي والاجتماعي والمعرفي.