عواصم - (وكالات): وعد قادة دول وحكومات مجموعة العشرين بتشديد السيطرة على الحدود وزيادة تبادل معلومات المخابرات ومكافحة الإرهاب وقطع تمويله في القمة المنعقدة في مدينة انطاليا جنوب تركيا، فيما أطلق زعماء من المجموعة «تحذيرأً من الربط والخلط بين اللجوء والإرهاب».
وتبنى قادة المجموعة إعلاناً خاصاً بعد اعتداءات باريس وعدوا فيه بتحسين تعاونهم للحد «من التنقل المتزايد للإرهابيين الأجانب». وقالوا إن تزايد الإرهاب يقوض السلام والأمن الدوليين ويعرض للخطر جهود تعزيز الاقتصاد العالمي. وأضافوا أنه يجب عدم ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو عرق.
وشددوا على ضرورة العمل معاً من أجل كبح ومنع الأعمال الإرهابية وقطع التمويل عمن يرتكبونها.
وتعهد زعماء المجموعة أيضاً بتبادل المعلومات بشأن العمليات وتشديد السيطرة على الحدود فضلاً عن تعزيز أمن الطيران في أنحاء العالم. وخيم على القمة التي عقدت في منتجع بيليك بإقليم أنطاليا الساحلي في تركيا هجمات الانتحاريين الجمعة الماضي في باريس التي قتل فيها 129 شخصاً والتي أبرزت الخطر الذي يشكله التنظيم المتطرف بعيداً عن معاقله في سوريا والعراق. وأشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ «الموقف الحازم» الذي اتخذه رؤساء دول وحكومات بلدان مجموعة العشرين ضد الإرهاب بعد اعتداءات باريس، في ختام قمتهم بتركيا.
وقال أردوغان في تصريح صحافي لدى اختتام أعمال المنتدى إن «قادة مجموعة العشرين قد اتحدوا واتخذوا موقفاً حازماً في التصدي للإرهاب». وأضاف أن «ربط الإرهاب بدين من شأنه أن يشكل أخطر شتيمة واحتقار للذين يعتنقون هذا الدين ويمارسونه». ورفض أردوغان الذي ترأس قمة المجموعة، وجود أي اختلاف بين الحركات الإرهابية. وقال إن «كل بلد يقوم بالتمييز بين المجموعات في إطار مكافحة الإرهاب يرتكب خطأ فادحاً». وحذر من الخلط بين أزمة الهجرة التي تواجهها أوروبا والخطر الناجم عن الإرهاب العالمي قائلاً إن الخلط بين الأمرين معناه التخلي عن مسؤولية إنسانية.
وقال إن الاتفاق الذي توصل إليه وزراء خارجية في فيينا بشأن انتقال سياسي محتمل في سوريا هو «خطوة للأمام تبعث على التفاؤل» لكن يجب ألا يكون هناك مكان للرئيس بشار الأسد في مستقبل سوريا.
بدوره، حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن على الولايات المتحدة عدم إغلاق الباب أمام اللاجئين خوفاً من اعتداءات إرهابية. وقال أوباما في مؤتمر صحافي إن «الذين يهربون من سوريا هم أكثر المتضررين من الإرهاب، هم الأكثر ضعفاً».
وأضاف أنه «من الضروري جداً ألا نغلق قلوبنا لضحايا عنف كهذا أو أن نمزج بين أزمة اللاجئين وأزمة الإرهاب».
واستبعد أي تغيير في استراتيجية قتال «داعش»، وقال إن وضع قوات أمريكية على الأرض لقتال التنظيم «سيكون خطأ». وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «اتفقنا على اتخاذ خطوات مهمة أخرى لقطع التمويل الذي يعتمد عليه الإرهابيون ومواجهة الفكر المتطرف للدعاية الإرهابية وتوفير حماية أفضل لنا من خطر المقاتلين الأجانب من خلال تبادل معلومات المخابرات ومنعهم من السفر».
وفي وقت سابق، أكد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس وفد المملكة للقمة «ضرورة مضاعفة الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب». وفي الملف اليمني شدد على أن «المملكة حريصة على حل سياسي، وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2216».
وأوضح أنه «بالنسبة للأزمة السورية وما نتج عنها من تدمير وقتل وتهجير للشعب السوري الشقيق فعلى المجتمع الدولي العمل على إيجاد حل عاجل لها وفقاً لمقررات جنيف 1». من ناحية أخرى، دعا قادة الدول والحكومات المشاركة في القمة جميع البلدان إلى المساهمة في إدارة أزمة المهاجرين وذلك في بيان ختامي صدر فور انتهاء أعمال القمة. وأفاد البيان «ندعو جميع الدول إلى المساهمة في معالجة هذه الأزمة ومشاركة العبء الناجم عنها وخصوصاً عبر إعادة توطين اللاجئين وحق الدخول الإنساني والمساعدات الإنسانية».
وتابع «تشكل أهمية أزمة اللاجئين الحالية مصدر قلق عالمي (...) يجب أن تكون هناك استجابة منسقة وشاملة لمعالجة هذه الأزمة وعواقبها على المدى الطويل».
وأضاف «ندعو جميع الدول، في حدود إمكاناتها، لتعزيز المساعدة التي تقدمها إلى المنظمات الدولية من أجل زيادة قدرتها على مساعدة البلدان المعنية بالاستجابة لهذه الأزمة».
ويواجه الاتحاد الأوروبي منذ أشهر تدفقاً للاجئين، خصوصاً من سوريا ويجري مفاوضات مع تركيا التي تستقبل 2.2 مليون من السوريين والدول المجاورة لسوريا لإبقاء اللاجئين في أراضيها مقابل الدعم المالي.
وقد وصل أكثر من 800 ألف مهاجر معظمهم من أفريقيا والشرق الأوسط إلى أوروبا عن طريق البحر منذ بداية العام الحالي انطلق معظمهم من تركيا.
وتبدي العديد من الدول الأوروبية، وخصوصاً الشرقية منها قلقاً إزاء هذا النزوح الجماعي.
وازداد قلقها أيضاً بعد اعتداءات باريس التي خلفت 129 قتيلاً الجمعة الماضي، واكتشاف جواز سفر سوري قرب جثة أحد الانتحاريين.
من ناحية أخرى، قال كاميرون الذي عقد اجتماعاً استمر ساعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الخلافات في الرأي بشأن مستقبل الأسد ضخمة لكنها تضيق فيما يبدو. وأضاف «توجد خلافات كبيرة، ونحن لا نخفي ذلك، إننا نبحثها، لكن من المهم في كل هذه الحالات إجراء حوار مناسب مع أشخاص مثله».
وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن تريد تكثيف الجهود الحالية لمكافحة «داعش» ومنها حملة القصف الجوي وتسليح معارضين سوريين. وسيجتمع أوباما مع حلفاء أوروبيين في نهاية القمة في محاولة لدعم جبهتهم المشتركة.
لكن المسؤولين قالوا إنه لا توجد خطط فورية لأي تحول كبير في الاستراتيجية مثل نشر قوات برية كبيرة. وقالوا إن المعضلة باقية بشأن كيفية حشد التحالف دون جر الولايات المتحدة بدرجة أكبر في حرب سوريا.