عواصم - (وكالات): عاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس إلى مدينة عدن جنوب البلاد من مقر إقامته في السعودية، لقيادة الهجوم الذي بدأته القوات الموالية للشرعية أمس الأول بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة الرياض، لتحرير محافظة تعز من المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
وبدأت قوات المقاومة الشعبية عملية واسعة لاستعادة كامل محافظة تعز جنوب غرب البلاد من الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق صالح. وأدت المعارك إلى مقتل قرابة 60 مسلحاً من الطرفين.
وأفاد مصدر رئاسي يمني بأن هادي وصل أمس إلى عدن التي كان قد أعلنها عاصمة مؤقتة إثر سيطرة المتمردين على صنعاء في سبتمبر 2014، وبدأ الإشراف على العمليات العسكرية.
وتسعى القوات الموالية للرئيس الشرعي، بدعم من التحالف، إلى طرد الحوثيين وحلفائهم من تعز، وهو ما يشكل مفتاحاً للتقدم نحو مناطق وسط وشمال البلاد التي يسيطر عليها الحوثيون، بما فيها العاصمة صنعاء.
وقال المصدر إن هادي الذي يرافقه وزير الخارجية رياض ياسين، انتقل بعد هبوط طائرته في مطار عدن، إلى قصر المعاشيق الرئاسي «لإدارة شؤون البلاد» و«للإشراف المباشر على العملية العسكرية».
وتأتي عودة هادي بعد أيام من زيارة قام بها نائبه ورئيس وزرائه خالد بحاح إلى جزيرة سقطرى الواقعة على بعد 350 كلم من السواحل اليمنية، معلناً منها «عودة الحكومة بكامل أعضائها إلى أرض الوطن لممارسة مهامها». وهي المرة الثانية يعود هادي إلى اليمن منذ خروجه من عدن في مارس الماضي، بعد تقدم الحوثيين وحلفائهم نحو المدينة الساحلية. وعاد هادي إلى عدن في سبتمبر الماضي، بعد تمكن قواته مدعومة من قوات التحالف العربي، من استعادة المدينة في يوليو الماضي. وشهدت تعز خلال الأشهر الماضية معارك ضاربة بين القوات الموالية للشرعية من جهة، والحوثيين وحلفائهم من جهة أخرى. ولاتزال المدينة تحت سيطرة قوات دعم الشرعية، إلا أن المتمردين يطوقونها ويقومون بقصفها دورياً. وأشارت مصادر عسكرية إلى أن القوات الموالية للشرعية تقدمت باتجاه تعز، وسيطرت على قرية الوازعية جنوب غرب تعز.
وجنوباً، تقدمت القوات الموالية للشرعية نحو مدينة الراهدة، ثاني كبرى مدن محافظة تعز، بعد معارك عنيفة قرب الشريجة. وكانت القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بالتحالف، انتشرت أمس في مديرية ذباب، تحضيراً لهجوم محتمل على مدينة المخا ومينائها على البحر الأحمر. وقال المصدر العسكري إن هذه القوات «على بعد 30 كلم من المخا». وأدت المعارك في مناطق مختلفة من تعز إلى مقتل 26 مسلحاً من المتمردين وحلفائهم. وبدأ التحالف العربي بقيادة السعودية شن ضربات جوية ضد الحوثيين والقوات الموالية لصالح منذ مارس الماضي، ووفر لقوات دعم الشرعية دعماً ميدانياً.
وكانت القوات الموالية للرئيس الشرعي استعادت في يوليو الماضي بدعم من التحالف، مدينة عدن الساحلية التي كانت أجزاء منها بيد الحوثيين وقوات صالح، إضافة إلى 4 محافظات جنوبية هي لحج والضالع وأبين وشبوة. وتواجه الأمم المتحدة تحديات في إطلاق مباحثات السلام التي أعلن أمينها العام بان كي مون أن مبعوثه إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يعتزم تنظيمها على الأرجح في سويسرا الشهر الحالي.
وفي حين كان من المتوقع أن تعقد المباحثات منتصف الشهر، لم يتحدد أي موعد لها بعد. وتحذر الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في اليمن هو من الأسوأ في العالم، وأن الملايين من سكانه يواجهون خطر المجاعة.