كتبت - فاطمة عبدالله خليل:
«غرس حب القراءة في نفوس الصغار هو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا» من هنا أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مشروعه الأكبر «تحدي القراءة العربي» الذي يستهدف تشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر الالتزام بقراءة خمسين كتاباً لكل مشارك وفق معايير وضوابط محددة لكل فئة.
وتستهدف المبادرة طلبة المدارس من الصف الأول الابتدائي وحتى الصف الثاني عشر في كافة الدول العربية، بل وتمتد لدول العالم المختلفة لاحتواء الجاليات والناطقين باللغة العربية. ويأتي في مقدمة أهداف المبادرة تنمية مهارات التعلم الذاتي والتفكير التحليلي الناقد وتوسيع المدارك، إلى جانب تعزيز الحس الوطني والعروبة والشعور بالانتماء إلى أمة عربية واحدة.
وقالت أمين عام المشروع نجلاء الشامسي، في تصريح خاص إلى «الوطن»، إن منظومات ومؤسسات كثيرة داخل دولة الإمارات تأخذ على عاتقها فكرة الريادة، وكلمة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ملهمتهم عندما يقول «نريد أن نترك أينما ذهبنا في الوطن العربي أثراً طيباً للإماراتيين نذكر فيه»، مؤكدة ما للمشروع من أهمية وفاعلية ستلمسها المجتمعات العربية بعد استمرار القراءة لأعوام وأعوام، إذ «نكون قد أصبحنا كما كنا وحدة ثقافية واحدة» حسب تعبيرها.
وأضافت الشامسي أنه وكما ترى القيادات السياسية في دولة الإمارات لا بد أن لا نفقد الأمل في أن نكون أفضل وأن نكون أحسن وأن نتقدم للأمام مهما كان الواقع، قد يرهقنا نفسياً وعقلياً بعض الأحيان لكثرة الاضطرابات والحوادث ولكن لا بد لنا من الحياة، والحياة تتطلب منا بأساً شديداً، وهذا ما يترجمه وضعنا أحلامنا وفق خطة نقوم نحن وليس غيرنا بتطبيقها وقيادتها، وإن شاء الله مهما كان الواقع مؤلماً لا بد أن يكون الغد أفضل وهذا بقرار منا.
وحول أهداف المشروع أشارت إلى أنه يركز على غرس حب القراءة، وهذا هدف كبير تدخل تحت مظلته كل المهارات الحياتية سواء كان تأهيل الأجيال القادمة للقيادة والتفكير الناقد والكتابة والفن والإبداع والرسم.
وأكدت أن كل ذلك يأتي بعد أن نتمهن القراءة.. بمعنى أن تكون عادة مؤصلة نقوم بممارستها يومياً كما نمارس الصلاة والوضوء، أيضاً نمارس القراءة؛ معللة أنه بعد القراءة ستحصد المجتمعات العربية مستقبلاً مشرقاً تأتي فيه كل الأحلام وكل ما تهدف إليه خصوصاً ما يهدف إليه التربويون من الأجيال القادمة.
وأضافت الشامسي أن المشروع يسعى أيضاً لاشتراك مليون قارئ.. للمشاركة في القراءة الحرة، فليسعد كل مشارك ولينطلق خياله ويلبي رغباته العقلية في أي مجال يحب أو تتجه ميوله نحوه، متطلعة للخروج من البرنامج بنتائج مذهلة عبرت عنها بقولها «سنخرج من بيوتنا العربية طلاباً قرأوا خمسين كتاباً وأصبحوا مكتبة متنقلة».
وأشاد المدير العام لمكتب رابطة العالم الإسلامي في الدنمارك عبدالله الرشيد بالمشروع، مضيفاً أن «المبادرة قائمة فعلاً على التحدي لأن من أعظم التحديات التي تواجه أمتنا كيف تغرس المبادئ في نفوس الطلاب والطالبات، ومن أعظم هذه المبادئ والقيم كيف تغرس لغة القرآن فيهم، فعندما تقوم المبادرة بوضع الوسائل التي تحقق هذه الأهداف فأنا أعتبرها قمة الإنجاز ومن أعظم المهام المناطة للأخوة المنظمين في لجنة تحدي القراءة العربي».
وحول تركيز المبادرة على شباب المستقبل الواعد، أشار الرشيد إلى أن الشاب في الدين الإسلامي له مكانة كبيرة في الدين الإسلامي وعند الرسول «ص» ولذلك يخص في كثير من الأدلة من الكتاب والسنة، كيف يكون يافعاً أو قوياً، قوياً ليس في جسده بل حتى في فكره وعلمه.
وأضاف أن هذه المبادرة ستفعل دور الشاب خاصة في ظل ما تتمتع به من وضوح في الرؤية وآلية عمل دقيقة وهو ما يرى أن الإنسان يستطيع أن يحقق من خلالهما أهدافه، وأضاف أن العمل سيكون قوياً والمسابقة ستحرز أعداداً كبيرة من المشاركات بشكل متصاعد تدريجياً، وأعرب عن تفاؤله بأن يكون للمبادرة وقع في نفوس الشباب.
وأكدت مسؤولة البرامج والأنشطة بمدرسة أحمد بن ماجد الخاصة، منسقة مشروع تحدي القراءة العربي في سلطنة عمان شريفة الرواحي ما تتفرد به المبادرة من مفاهيم جديدة تتمثل في حث الطلاب للقراءة في كل الأوقات دون حدود أو زمن، وأنها من المسابقات الرائدة والرائجة التي حظت بصيتٍ عالٍ وانتشارٍ فائقٍ على مستوى الوطن العربي والخارجي، وأنها تتمتع بأهمية تربوية ثقافية وأدبية وعلمية لما تحققه من دفع الطلاب إلى البحث والتواصل من أجل نيل قدر لا حدود له من المعرفة، حيث يتدافع الطلاب بصورة جادة وحيوية في تفعيل القراءة العربي بنهجها الجديد وحماسها الذي سما إلى أعلى المراتب.
وأضافت الرواحي أن المبادرة اهتمت بزيادة الوعي الثقافي، وحرصت على تنمية الفكر الناقد البناء للطلاب، كما درجت على تنمية مهارات التحليل الأدبي للمقروء، وعمقت قيمة الجوانب الفكرية الممزوجة بالحس العاطفي حيث تنادى لها جميع الطلاب أفراداً وجماعات، وعملت على زيادة المفاهيم اللغوية بجميع أنماطها، واهتمت بتنمية القدارت التعبيرية التي دفعت بالطلاب لتطوير الأسلوب الأدبي الكتابي وعززت الحس الوطني والعربي والخارجي، ومن أعظم ما قدمت هي ربط اللغة العربية بالقيم الإيمانية والعقيدة السمحة.