توصل فريق من الباحثين الفرنسيين برئاسة الدكتور شتين سيلفا رئيس قسم المخ والأعصاب في مستشفى تولوز الفرنسية، والدكتور باتريس بيران المتخصص في الأشعة بالرنين المغناطيسي، إلى أن درجة الاتصال بين منطقتين في المخ تساعد على التنبؤ بعودة مريض «الكوما» إلى استرداد وعيه خلال شهور.
وكان الباحثون قد أجروا أبحاثهم على 30 مريضاً في حالة كوما عن طريق الاعتماد على أشعة الرنين المغناطيسي على مخ المريض لمعرفة النشاط الكهربائي في المخ، والتي توضح عملية الوعي في الخلايا العصبية، وذلك في المنطقة الخلفية للمخ وقشرة الدماغ «الخلفية المركزية»، وهذه المنطقة هي المسؤولة عن فقد الوعي ونشاطها ينخفض أثناء النوم أو في أثناء التخدير. وقد لاحظ الفريق فقدان الاتصال بين قشرة الدماغ «الخلفية المركزية» والجزء الأمامي في المخ، أي القشرة المتعلقة بالجبهة المتوسطة التي تشير إلى الدوار، ما يربط الاتصال بين هاتين المنطقتين في استعادة الوعي الإنساني.
ويرى الباحثون أن حالة الإفاقة تكون بطيئة وتمر بمراحل وعي متغيرة، منها الحالة الخاملة أو حالة الوعي البسيطة. ففي حالة الوعي الخاملة نجد المريض يستيقظ وينام ويفتح عينيه بطريقة مفاجئة ولا يعطي أي إشارة تدل على وعيه لمن حوله. أما حالة الوعي الضعيف فتظهر إشارات الوعي ببعض ألفاظ وتتبعها نظرات، وهذه الإشارات تساعد الأطباء على استكمال العلاج.
وقد أجريت دراسة حديثة على 60 مريضاً لتحليل مدى ارتباط الخلايا العصبية، وذلك لتنشيط هذا الترابط لدى المريض الذي لديه استعداد لإعادة الوعي مرة أخرى.