أكد تقرير بحثي نشره مؤخراً بنك أوف أميريكا ميريل لينش تحت عنوان: «رصد أسواق منطقة مينا والأسواق الواعدة – تنامي جاذبية دراسة الأسواق الواعدة: التركيز على الجودة»، أن جاذبية أسواق الأسهم الخليجية أخذت تتنامى في أعقاب موجة البيع واسعة النطاق التي شهدتها تلك الأسواق منذ فصل الصيف المنصرم.
وقال رئيس دائرة أبحاث أسواق أسهم منطقة مينا والأسواق الواعدة في البنك هوتان يزهري: «تتوافر فرص واسعة النطاق لشراء الأسهم في تلك الأسواق إلا أن حسن اختيارها لايزال أمراً في غاية الأهمية».
وتابع «نحن لانزال متمسكين بانحيازنا للأسواق التي تتمتع دولها باقتصاد كلي قوي وتقييمات سعرية جذابة لأسهمها التي توفر أرباحاً بشكل مستمر و/ أو تشهد نمواً متفوقاً للأرباح».
وأوضح: «بصفته سوقنا المفضل الذي يوفر أفضل التقييمات السعرية للأسهم في دول مجلس التعاون الخليجي، يوفر سوق الإمارات آفاق نمو مميزة على المدى البعيد وزخم نمو قوي للأرباح».
ومن المرجح أن يتحسن أداء الاقتصاد الكلي لدول مجلس التعاون الخليجي إذا استمر انخفاض أسعار النفط لمدة طويلة. ومن المتوقع أن تشهد تلك الاقتصادات عجوزات مزدوجة وأن يضعف نمو إجمالي نواتجها المحلية وقطاعاتها غير النفطية بسبب انتهاج الدول المعنية لسياسات مالية أكثر حكمة. وفي المقابل، لايزال استمرار انخفاض أسعار النفط والتهديدات الجيوسياسية الإقليمية لمدة طويلة، يشكل أبرز المخاطر التي تتعرض لها اقتصادات دول المنطقة.
وفي حال تحققت المخاطر الخارجية وعَزَفَ المستثمرون عن تحمل المخاطر العالمية فقد يقل الاقبال على سوق دبي ويتسبب في أزمة ائتمانية. وتستفيد مصر من ناحيتها بشكل دوري من انخفاض أسعار النفط وسوف تظل تستقطب المنح الخليجية السخية نظراً لأهميتها الجيوسياسية. وتتمثل طريقة معالجة هذا الوضع في مواصلة تنفيذ بنود أجندة الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية واستقطاب تمويلات خارجية.
من ناحيته، قال المحلل الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جان - ميشيل صليبا: «نعتقد أن اقتصاد الإمارات سيشهد هبوطاً هادئاً هذا العام بدليل تباطؤ سرعة تقلبات المؤشرات شديدة التذبذب». ويعتبر التأثير المباشر قريب الأمد لانخفاض أسعار النفط ، أضعف وطأةً على اقتصاد الإمارات العربية المتحدة من تأثيره على سائر دول مجلس التعاون الخليجي.
إلا أن التأثير غير المباشر عبر انخفاض السيولة الإقليمية والمحلية والقطاع العقاري والقطاع الخارجي والمديونية، سيكون أقوى إذا ظلت أسعار النفط منخفضة لمدة طويلة.