سان دوني، بلدية فرنسية محاذية للعاصمة باريس، يصل عدد سكانها إلى نحو 109 آلاف، نالت شهرة واسعة بعد مداهمة الشرطة شقة فيها تحصن بها مسلحون متهمون بالضلوع في هجمات باريس، اعتقل 7 منهم بينما قتل اثنان أحدهما امرأة فجرت نفسها والآخر هو عبد الحميد أباعود المتهم بكونه الرأس المدبرة لتلك الهجمات. شمالاً، تعد سان دوني من البلديات الأكثر اكتظاظاً في فرنسا، ومعقلاً للحزب الاشتراكي. تصل مساحتها إلى نحو 12.36 كيلومتر مربع.
وصل عدد سكان سان دوني عام 1861 إلى 22 ألفاً، وبحسب إحصاء رسمي صدر عام 2015 بلغ عددهم نحو 109 آلاف. تذكر مواقع فرنسية أن نسبة المهاجرين فيها تصل إلى نحو 30% من السكان، أما البطالة فبلغت عام 2014 نحو 22%.
لم تكن لسان دوني شهرة كبيرة قبل القرون الوسطى، على الرغم من وجود آثار قليلة تعود لنحو 5 آلاف سنة قبل الميلاد.
موقعها الإستراتيجي كبوابة شمالية لباريس جعلها هدفاً دائماً للحملات العسكرية، خاصة تلك التي كانت تقودها طوائف دينية، بالإضافة إلى قوات إنجليزية. فقد شهدت القرون الوسطى معارك دموية استمرت عشرات السنين، دفعت المكلفين بحماية المدينة إلى حفر خنادق محيطة بها لمنع خصومها من اقتحامها.
وابتداء من 1410 للميلاد، حوصرت سان دوني من طرف البورغونيين والأرمانياس ثم استولى عليها الإنجليز لفترة من الزمن، مما دفع السكان للجوء إلى باريس، وذلك قبل أن تسترجع لاحقاً.
عام 1567، وخلال عقود الحروب الدينية بين الطوائف المختلفة، سيطر عليها بروتستانت الهوغونوت، مما أدى إلى إتلاف عدد من المآثر والمعابد الدينية المخالفة للعقيدة البروتستانتية.
حملت البلدية اسم فرانسياد مع بداية الثورة الفرنسية، وإثر افتتاح قناة سان دوني عام 1824 وإنشاء خط السكك الحديدية عام 1844، بدأت المنطقة مشوارها نحو عالم التصنيع، حيث أسست عدة مصانع تقليدية وأخرى للصناعات الكيميائية.
واستمر التطور الاقتصادي في البلدية خلال القرن العشرين، مما جعلها محجاً للمهاجرين من دول مختلفة، بينها دول المغرب العربي، حيث رأى فيها المهاجرون ملاذاً اقتصادياً. كما أن قربها من العاصمة باريس جعلها حلاً لتخفيف الثقل السكاني على العاصمة.
نالت سان دوني شهرة واسعة بعد الهجمات التي عاشتها باريس في 13 نوفمبر الحالي، وخلفت مقتل نحو 129 شخصاً، وجرح 352.
وشهدت البلدية الأربعاء الماضي عملية مداهمة القوات الأمنية لشقة تحصنت بها مجموعة من المسلحين المشتبه في ضلوعهم في هجمات باريس، قتل على إثرها مهاجمان، بينما اعتقل 7 آخرون.
إحدى القتلى امرأة فجرت حزامها الناسف، وتدعى حسناء آيت بولحسن، بينما تعود الجثة الثانية لعبد الحميد أباعود الذي وصف بأنه العقل المدبر لهجمات باريس.
أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية لاحقاً تنفيذ 118 عملية دهم في اليوم نفسه، أسفرت عن اعتقال 25 شخصاً وحجز 34 قطعة سلاح. وبذلك ارتفع عدد المداهمات التي نفذتها الشرطة منذ الهجمات وحتى يوم 18 نوفمبر الحالي إلى 414 عملية دهم، تم خلالها إيقاف 60 شخصاً وحجز 75 قطعة سلاح، بينما بلغ عدد حالات الإقامة الجبرية التي تم تنفيذها 118 حالة.