مدريد - خالد يوسف:
المطعم الأيرلندي في الواجهة، الكازينو الخاص برقص الفلامنغو الذي بجانبه، مقهى الستار باكس في الركن، إشارة مرور بلا سيارات، كلها أضحت خالية، كل ما يتعلق بمنطقة كوثكو أصبح خالياً لمدة ساعة، «يوم ثلاثاء بتحذيرات من وجود قنبلة»، كوثكو محطة المترو التي تسبق النزول لمحطة سانتياغو بيرنابيو، التي تمهد للترقب قبل المواجهات الكبرى، المحطة التي تعرف التفكير العميق أثناء مشوار العودة للمنزل في حالة الهزيمة، المحطة التي قرر فيها جمهور الريال المتواجد في العربة أن مورينيو لن يمكنه الاستمرار قائداً للدفة، أو المحطة التي تعرف الاحتفالات وتوزع الابتسامات الطازجة بعد كل فوز، لقد أضحت مغلقة لمدة ساعة، خط 10 الخاص بمترو مدريد أصبح أكثر بطئاً، بسبب إجراءات الأمان الصامتة منذ أحداث تشارلي إيبدو في يناير الماضي، الكلاسيكو القادم للمرة الأولى منذ فترة طويلة يصبح في الخلفية وراء بارانويا ما بعد أحداث باريس.
كوثكو أضحت نموذجاً للمزاج العام الذي يحيط بمدريد قبل مواجهة الليلة، التفكير في الـ 400 مليون مشاهد حول العالم، تأمين منطقة الـVIP في الملعب، هو أكثر أهمية من عودة ميسي أو راكيتيش، ما إذا كان الرهان على نافاس ورباعي خط الظهر المدريدي ممكناً، البارانويا هي الصوت الأعلى، تغيير الحكم دافيد بوربالان لمساعده في اللحظة الأخيرة بسبب إصابة الأخير، منع أمن البيرنابيو لأي علم كاتالوني برفقة أي مشجع «وهو أمر لا يجرمه القانون أو الدستور الإسباني»، الواقعة التي تكاد تتسبب في مشاجرات جانبية في المدرجات في كل مرة يتم رفعه فيها خلال السنوات العشر الماضية.
الانفصال، الشعار القومي، أحداث باريس، استقبال بيكيه بصافرات الاستهجان، شتم شاكيرا هي البارانويا التي طغت للمرة الأولى منذ فترة طويلة على غوغاء شخص مثل توماس رونثيرو، مدير تحرير صحيفة، والبهلوان الصحافي الرسمي لريال مدريد، الكلاسيكو يتم صنعه كل عام لكي يصرخ رونثيرو كطفل في العاشرة في برنامج الباباراتسي الكروي في قناة لا سيكستا «الشيرينجيتو دي لوس خوجونيس»، كل كلاسيكو في العالم يحتاج توماس رونثيرو الخاص به، عود الكبريت المتهور القابل لإشعال ما حوله.
هذا الأخير يبدو متفائلاً، ينتظر نصف فرصة للانقضاض على هدفه الجديد، رافا بينيتز، رونثيرو مهد للبارانويا الخاصة به قبل مواجهة السبت، واضعاً بينيتز بنوايا ثعبانية خبيثة، مفصحاً أن المدرب الإسباني وعد مشجعاً مدريدياً أثناء تواجدهما لمشاهدة مباراة الريال لكرة السلة مساء الأربعاء بأن «الحصول على لقبين أمر حتمي هذا الموسم»، هكذا يتم صنع صنع كباش الفداء في ريال مدريد في حال الإخفاق على نحو أوتوماتيكي، هكذا يتم صنع الحوارات التي سيتبادلها المشجعون بين محطتي البيرنابيو وكوثكو، بعد زوال تهديد القنبلة، ورمي بيكيه بالطماطم، وتمزيق فكرة كاتالونيا المستقلة، ولو لمدة ساعتين، بينيتيز سيكون محل الاحتفال أو سيتم سحب الثقة منه شعبياً، كما هو الحال بعد كل كلاسيكو خلال الخمس دقائق الأخيرة لمغادرة البيرنابيو.