باريس - طه عماني:
على غير العادة، أقبلت قمة قمم كرة القدم على القارة العجوز في أجواءٍ ملطخة بالحزن والرهبة جراء الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة باريس مساء يوم الـ13 من نوفمبر الماضي والتي كانت على صلة وثيقة بعالم كرة القدم. ملعب «سان دوني» أو «ستاد دو فرانس» كان مُهدداً بشكل مباشر بتلك الأعمال الإرهابية التي كادت تودي بحياة الكثيرين ممن زحفوا لمتابعة ودية فرنسا أمام ألمانيا لولا الألطاف الإلهية وفطنة أحد حراس الملعب.
الحديث عن كلاسيكو 21 نوفمبر دون التطرق للأوضاع الأمنية المحيطة باللقاء أصبح أمراً مستحيلاً، فأجهزة المخابرات سواءً في إسبانيا أو في الدول المجاورة تضرب أخماساً لأسداس بخصوص كيفية الاستعداد لمُباراة من هذا الحجم وسط تهديدات إرهابية كبيرة، لكن المسؤولين يعلمون جيداً أن إجراء اللقاء وعدم تأجيله أمر حيوي لإعادة شيء من الطمأنينة للجماهير ولتوجيه ضربة قوية للإرهابيين المُخربين.
تلك الأوضاع جعلتني أطلق على المباراة اسم «كلاسيكو تحدي الخوف»، فرئيس الليغا «خافيير تيباس»، على سبيل المثال لا الحصر، اعترف أن الخطر سيكون محدقاً باللقاء، لكنه أكد أن جماهير كرة القدم ستكون أول من يرفع شعار التحدي في وجه الإرهاب ويثبت أن الخوف لن ينال منها ولن يمنعها من التوجه كنهاية كل أسبوع للمدرجات لمتابعة رياضة خلقت لتوحيد النفوس وإبعادها ولو لساعة ونصف عن الخلافات الدينية والسياسية التي أطفحت كيل المواطن العادي الباحث عن العيش في سلام.
لا تتفاجؤوا إن رأيتم جماهير ريال مدريد وبرشلونة تهتف بصوت واحد على غير عادتها، فما شوهد منذ يوم الجمعة الماضي في الشوارع الأوروبية كان مبهرًا بحق، وما الصورة التي أعطانا إياها ملعب ويمبلي الذي هتف عن بكرة أبيه بالسلام الفرنسي «لا مارسييز» في ودية منتخب الأسود الثلاثة أمام منتخب الديكة سوى غيض من فيض...ربما قد يرى البعض أن اتحاد جمهور الغريمين الإسبانيين ضرب من الخيال، لكنني لا أشك في أن أولى متغيرات «قمة الاختلافات» ستكون في المدرجات قبل أن تكون في أرضية الميدان.
لكن الكلاسيكو المقبل سيعرف متغيرات أخرى ستجعلنا ندخل في صلب الموضوع ونتحدث عن الجانب الرياضي للمباراة. فما هي الاختلافات الرياضية التي يجب أن ننتظرها من مباراة كهذه؟!