مدريد - (أ ف ب): تتفوق الإجراءات الأمنية المشددة على الصراع التاريخي المرير بين ريال مدريد وغريمه برشلونة عندما يلتقيان اليوم السبت في قمة المرحلة الثانية عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.
وعلى غرار معظم المباريات في غرب القارة العجوز، يقام كلاسيكو الكرة الإسبانية على هاجس التهديدات الأمنية بعد اعتداءات باريس الجمعة الماضي التي راح ضحيتها 132 قتيلاً وتبناها تنظيم «داعش» الإرهابي، من بينها تفجيرات على مداخل «إستاد دو فرانس» حيث كانت تقام مباراة فرنسا وألمانيا الودية.
وبعد سلسلة اجتماعات الخميس الماضي بين ممثلين عن الناديين، الشرطة والحكومتين المحلية والوطنية، بلغ عدد أفراد الأمن الذين سيقومون بحماية المباراة 2400 شخص، فقال وزير الداخلية خورخي فرنانديس دياس: «سيتم تعزيز الأمن بشكل كبير. سيكون عدد أفراد الأمن كبيراً ليس فقط للوصول إلى الملعب، بل في الضواحي ووسائل النقل التي ستجلب المشجعين إلى الملعب».
وأشار دياس أنه حتى يوم الخميس لم تتعرض المباراة: «لأي تهديد محدد».
وبحسب تقارير الصحف المحلية، ستقام حلقة أمنية ثلاثية حول ملعب «سانتياغو برنابيو» في العاصمة مؤلفة من نحو 1200 شرطي مجهزين بالسلاح، الخيول، الكلاب وأجهزة الكشف عن المعادن، على غرار ما حصل في نهائي دوري أبطال أوروبا 2010 الذي استضافه الملعب.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن الحلقة الأمنية تتألف من مصفاة أولى مخصصة للسيطرة على مثيري الشكوك، الثانية للتأكد من الحقائب على سبيل المثال والثالثة لمراقبة الأبواب.
ويتوقع حضور 81 ألف متفرج إلى الملعب الواقع وسط العاصمة لمشاهدة مباراة يتوقع متابعتها من قبل 500 مليون نسمة في مختلف أنحاء العالم.
وعلق قائد برشلونة اندريس اينيستا على الأجواء الرمادية المحيطة بالمباراة: «من المؤسف ألا يتحدث الناس عن الرياضة، كرة القدم، أو الاستعراض، لكنه الواقع الذي نعيشه ولا يمكننا تجاهله».
- صراع الصدارة - ويتواجه الفريقان السبت الساعة 20:15 بتوقيت البحرين، في مواجهة نارية على صدارة الدوري، إذ يملك برشلونة 27 نقطة في المركز الأول بعد فوزه 9 مرات وخسارته مرتين في 11 مباراة، بفارق 3 نقاط عن ريال الذي خسر مباراة أقل لكنه دفع ثمن 3 تعادلات.
ويعد الفريقان الأكثر عراقة في تاريخ الدوري، إذ حصد ريال مدريد اللقب 32 مرة مقابل 23 للفريق الكاتالوني، وهما على مسافة بعيدة من أقرب المطاردين اتلتيكو مدريد (10 ألقاب).
لكن علامة الاستفهام الكبرى تكمن في إمكانية مشاركة نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي الغائب عن الملاعب منذ شهرين بعد تعافيه من الإصابة وعودته إلى التمارين قبل أيام قليلة.
وفضلاً عن ميسي، تعاني تشكيلة المدرب لويس انريكي من إصابة لاعب الوسط الكرواتي ايفان راكيتيتش في ربلة ساقه.
وكان مهاجم برشلونة الأوروغوياني لويس سواريز قد أكد أول من أمس الأربعاء أن ميسي لديه انطباعات جيدة في أفق خوض الكلاسيكو بيد أن حضوره يتوقف على حالته مع اقتراب موعد المباراة.
وتألق سواريز والدولي البرازيلي نيمار دا سيلفا بشكل لافت في غياب ميسي صاحب الكرة الذهبية 4 مرات، وذلك بتسجيل كل منها 10 أهداف وسجلا سوياً الأهداف الـ17 الأخيرة لبرشلونة في الدوري، ولكن على الرغم من العروض الرائعة لقائد السيليساو فإن الأوروغوياني أكد أن الأفضلية في الفريق لم تتغير حيث يبقى «+ليو+ أفضل من أي لاعب بالنظر إلى ما قام به وسيواصل القيام به».
- عودة بنزيما - وفي الطرف المقابل، يأمل ريال مريد استعادة مهاجمه الفرنسي كريم بنزيما، بعد تعرضه لإصابتين الأولى في عضلات فخذه والثانية قضائية إثر ملاحقته قانونياً لمشاركته في فضيحة ابتزاز زميله في المنتخب الفرنسي ماتيو فالبوينا بشريط إباحي.
وقد تكون مباراة السبت ثالث مواجهة فقط هذا الموسم يستهل فيها ريال المباراة بنجومه الثلاثة البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بيل وبنزيما، إذ تأثر ريال ببداية موسم بطيئة لم يكن مقنعاً فيها إلى جانب معاناته من إصابات مختلقة ومشكلات تمركز للاعبي المدرب رافايل بينيتيز.
ويأمل بينيتز الاعتماد على تشكيلة شبه كاملة بعد تعافي الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، المدافع سيرجيو راموس والظهير البرازيلي مارسيلو من إصابات تعرضوا لها قبل أسبوع المباريات الدولية.
وينتظر بينيتز قرار إشراك صانع الألعاب الكولومبي جيمس رودريغيز من عدمه، بعد إكماله 180 دقيقة في مباراتي بلاده الأسبوع الماضي ضمن تصفيات كأس العالم 2018، فيما يتوقع مشاركة الظهير داني كارباخال بدلاً من البرازيلي دانيلو على الجهة اليمنى.
وبرغم استعادة رونالدو شهيته التهديفية وتسجيله 13 مرة في آخر 15 مباراة، إلا أن الدون، الذي تسري تكهنات كبيرة حول تركه الفريق الملكي، فشل بهز الشباك في 9 مباريات هذا الموسم، من بينها مباراتا اتلتيكو مدريد واشبيلية اللتين أهدر ريال فيهما النقاط، ومباراتا دوري الأبطال ضد باريس سان جرمان الفرنسي.