الكويت وتركيا تعلقان رحلات جوية إلى بيروت
فصائل معارضة تستعيد بلدتين من المتطرفين شمال سوريا


عواصم - (وكالات): أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا أن «الرياض ستستضيف منتصف ديسمبر المقبل مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية بشقيها السياسي والمسلح بهدف توحيد مواقفها وذلك تمهيداً للمفاوضات المرتقبة بينها وبين النظام»، بينما تشن روسيا غارات هي الأعنف شرق سوريا ضد تنظيم الدولة «داعش» منذ بدء النزاع قبل نحو 5 سنوات، وتزامن ذلك مع تغيير لبنان مسار بعض رحلاته الجوية لتفادي تمارين موسكو العسكرية في البحر المتوسط، في الوقت الذي استعادت فيه فصائل معارضة بينها ميليشيا تركمانية بلدتين من تنظيم الدولة أقصى شمال سوريا قرب الحدود التركية، واستهدفت العملية قريتي دلحة وحرجلة في ريف محافظة حلب الشمالية بدعم من طائرات التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة.
وقال دي ميستورا في مقابلة مع صحيفة «الحياة» اللندنية إنه «من دون معارضة موحدة ومتماسكة سيكون من الصعب عقد اجتماع فعال في جنيف بين المعارضة والحكومة، وهو أمر طالما سبب مشكلة».
وأضاف «طالما أن المعارضة لا يمكنها أن تكون سياسية وحسب، بل أيضاً المعارضة المسلحة، لذا، السعودية هي مكان جيد جداً لمشاركة العديد من أطراف المعارضة في الرياض. وهم تبرعوا باستضافة الاجتماع».
وأوضح المبعوث الدولي أن اجتماع الرياض سيعقد «منتصف ديسمبر المقبل» بحسب المقترح السعودي.
وشدد دي ميستورا على أهمية الاجتماع لأنه «يجب أن يكون هناك منبر مشترك للمعارضة لأنه سيكون على أطراف المعارضة التعامل، إما مباشرة أو من خلالنا في غرف مختلفة، مع موقف الحكومة الذي هو شديد الثبات والانضباط».
من جهته سيتولى الأردن، بحسب المبعوث الدولي، إعداد قائمة بالفصائل المعارضة التي تعتبر معتدلة وبالتالي يمكنها المشاركة في هذه المحادثات، مشيراً إلى أن هذه القائمة يجب أن ينتهي إعدادها بحلول نهاية العام. وأضاف أنه ما إن ينتهي تشكيل وفد المعارضة يمكن تطبيق وقف لإطلاق النار في سوريا يشمل المناطق الخاضعة لسيطرة الطرفين، أي النظام والمعارضة المعتدلة، ولكنه لن يشمل المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون. ويعتزم مجلس الأمن إصدار قرار يرسل بموجبه مراقبين للتحقق من مدى احترام الطرفين لوقف إطلاق النار لدى تطبيقه.
وأعرب دي ميستورا عن خشيته من أن تفوت الدول المعنية بالنزاع في سوريا الفرصة التي سنحت في فيينا مؤخراً حين اتفقت على خريطة طريق لحل النزاع، وأن تقلب الطاولة مما سيعيد الأزمة السورية إلى المربع الأول.
وقال إن «أكبر خوف لي» هو أنه بعدما تحقق ما كان بعيد المنال أي أن «تجتمع الدول المتورطة والتي لها تأثير وتجلس أخيراً على الطاولة، أن تقرر أن تكسر الطاولة وتعود إلى عاداتها القديمة التي تعني 5 سنوات أخرى من النزاع حيث لن يبقى سوريا، هذا أكبر خوف لي».
من ناحية أخرى، تشن روسيا غارات هي الأعنف شرق سوريا ضد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي منذ بدء النزاع قبل نحو 5 سنوات، وتزامن ذلك مع تغيير لبنان مسار بعض رحلاته الجوية لتفادي تمارين موسكو العسكرية في البحر المتوسط.
واستهدفت الطائرات الحربية الروسية والسورية محافظة دير الزور شرق البلاد غداة مقتل 36 شخصاً وإصابة العشرات جراء 70 غارة جوية شنتها تلك الطائرات على مناطق عدة في المحافظة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن «يواصل الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري شن غارات مكثفة في محافظة دير الزور وتتركز على حقل التيم النفطي جنوب دير الزور مستهدفة الصهاريج النفطية».
وتعهدت كل من موسكو وواشنطن في الأيام الأخيرة تكثيف استهدافها صهاريج النفط في مناطق سيطرة «داعش». وتشكل عائدات تهريب النفط أحد أبرز مصادر التمويل للتنظيم.
وطال القصف الجوي أحياء عدة في مدينة دير الزور وأطرافها ومدن البوكمال والميادين وبلدات وقرى أخرى في المحافظة، بالإضافة إلى ثلاثة حقول نفطية.
ومنذ 2013 يسيطر «داعش» على الجزء الأكبر من محافظة دير الزور وعلى حقول النفط الرئيسية فيها وهي الأكبر في البلاد من حيث كمية الإنتاج.
ويسعى التنظيم منذ أكثر من عام لوضع يده على كامل مدينة دير الزور، مركز المحافظة، فضلاً عن مطار دير الزور العسكري.
وتستمر الاشتباكات بين قوات النظام والمتطرفين في محيط المطار العسكري «الذي شهد هجوماً عنيفاً من قبل التنظيم في محاولة لاقتحامه»، وفق المرصد.
وتشن روسيا منذ 30 سبتمبر الماضي غارات جوية في سوريا تقول إنها تستهدف التنظيم المتطرف و»مجموعات إرهابية» أخرى. وتكثف موسكو حملتها الجوية هذه منذ تعهد الرئيس فلاديمير بوتين معاقبة المسؤولين عن تفجير الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية الشهر الماضي ما أسفر عن مقتل 224 شخصاً على متنها.
وبالإضافة إلى الغارات الجوية المكثفة، استهدفت روسيا محافظات سورية عدة بصواريخ عابرة للقارات أطلقتها من بحر قزوين، وفق ما أعلن وزير الدفاع الروسي. وهي المرة الثانية التي تلجأ فيها موسكو إلى تلك الصواريخ الإستراتيجية منذ بدء حملتها في سوريا.
وبحسب موسكو فإن تلك الصواريخ الإستراتيجية أسفرت عن مقتل 600 مقاتل.
وفي تطور آخر، عمد لبنان إلى تعديل مسار رحلات جوية من وإلى مطار بيروت باتجاه الجنوب بعد طلب من روسيا لتجنب المنطقة التي تجري فيها تمارين عسكرية في المتوسط لمدة 3 أيام.
وقال وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر «طلبت روسيا من السلطات اللبنانية ألا تحلق الطائرات المنطلقة من مطار بيروت نحو الغرب فوق منطقة محددة في المياه الإقليمية في البحر الأبيض المتوسط بسبب المناورات البحرية التي تجريها روسيا في 21 و22 و23 الشهر الحالي».
وأكد مصدر رفيع في مطار بيروت تعديل مسار الرحلات المغادرة أو القادمة من بيروت باتجاه جنوب لبنان. وأفادت إدارة طيران الشرق الأوسط بأن «بعض الرحلات الجوية المتجهة إلى دول الخليج العربي والشرق الأوسط ستستغرق وقتاً أطول بسبب سلوكها مسارات جوية جديدة».
وأعلنت الخطوط الجوية الكويتية على موقعها على إنستغرام تعليق رحلتين إلى بيروت كـ»إجراء أمني احترازي (...) بناء على معلومات أمنية بوجود حظر على بعض المسارات الجوية المؤدية» إلى هناك.
وأشارت وكالة دوغان التركية إلى إلغاء الخطوط الجوية التركية رحلتين إلى بيروت «لأسباب أمنية».