الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات التي تتمثل في ظروف صعبة وأزمات وعثرات وقسوة أشخاص وتنكر أصدقاء وكيد أعداء.
وإنه لمن المحزن جداً أن تجد من يستسلم لتلك التحديات ويتهاوى وتخور قواه ويسقط في منتصف الطريق، فهذه الصورة المظلمة التي يرسمها البعض ويستسلم لها بلحظة تفكير صادقة ونظرة فاحصة ستنقلب الصورة ذاتها ألواناً وسعادة وبهجة وأملاً إذا ما نظرنا إليها من زاوية أخرى.
تلك الصعاب والمعوقات هي في ظاهرها تبدو أموراً سيئة، ولكن إذا نظرنا لها على أنها تجارب تتعلم منها الكثير وتصقل شخصيتك بخبرات تؤهلك لمواجهة الحياة ومقاومة صدماتها، فالإنسان يتعلم من الصعوبات والفشل أكثر من النجاح. وإذا بحثت جيداً في التاريخ ستجد أن وراء كل شخص عظيم كانت هناك حياة قاسية ومعوقات وتحديات كانت كفيلة بأن توقفه وتقتل طموحه ولكنه نظر إليها من زاوية أخرى واتخذ من تحديات الحياة سلماً للوصول إلى ما يريد.
علينا أن نعلم جيداً أنه «لولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى» بمعنى أنه لو لم نتذوق مرارة قسوة الحياة والصعاب لم نشعر بلذة النجاح والسعادة، فلو كان طريق السعادة والنجاح سالكاً ممهداً لما كان له قيمة ولما كان هناك دافع يحفزنا للوصول.
ومن نظرة دينية، جاء ديننا الحنيف مدعماً لذلك، فتجد أن الله عز وجل ذكر في محكم كتابه يقول «إن مع العسر يسراً» ليطمئن كل مبتلى ويبعث السكينة والأمل في نفوسنا من قلب المعاناة، فاليسر ليس بعد العسر إنما معه ومصاحب له، فتلك المصاعب لم توجد لتدوم وإنما جاءت لتعطيك رسائل معينة ودروساً وخبرات بل ولتحجب عنك مصائب أخرى أكبر.
قال جل في علاه «عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم» فالصعاب التي تراها مصيبة إنما هي في الحقيقة خير لك.
فنخلص من ذلك أن المصائب والصعاب بالعقل والمنطق والدين إنما هي وقود نجاحك وسعادتك، ولولاها لما وجد الحافز للنجاح، فغير نظرتك وعندما ترى معوقات وصعاباً تيقن بأن هذا منح لك للتقدم خطوة للأمام فاستغللها خير استغلال واتخذها وسيلة للوصول لما تريد.
ريهام فتحي عبدالرحمن
عضو فريق البحرين للإعلام التطوعي