عواصم - (وكالات): نقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن السفير الإيراني لدى روسيا قوله أمس إن موسكو بدأت إجراءات تزويد إيران بنظام صواريخ «أس 300» المضادة للصواريخ، والمثيرة للجدل، تزامناً مع عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، الحليفان الرئيسيان لنظام الرئيس بشار الأسد، اجتماعاً في طهران يهدف أولاً إلى إعادة تأكيد دعمهما للنظام.
ونسبت الوكالة للسفير مهدي صانعي قوله «وقعت إيران وروسيا عقداً جديداً وبدأت عملية تسليم نظام «أس 300»».
ووقعت روسيا وإيران عقداً لتزويد طهران بنظام أس 300 للدفاع الجوي في 9 نوفمبر الحالي.
وتعود بداية الصفقة إلى عام 2007، حيث وقع البلدان اتفاقاً بقيمة 800 مليون دولار، تزود بموجبه روسيا طهران بمنظومة الدفاع الجوي المتطورة قبل أن يعلق الرئيس السابق ديمتري ميدفيدف الاتفاق عام 2010 بسبب العقوبات الدولية على طهران، ثم أنهى الرئيس الحالي فلاديمير بوتين تجميد الاتفاق في أبريل الماضي. ولم يرق قرار بوتين للغرب، ورأت واشنطن حينها أن بيع هذه الصواريخ «لا يساعد بأي شكل» على إبرام اتفاق نهائي مع طهران حول برنامجها النووي، في حين أعربت إسرائيل عن مخاوفها من أن «يعزز ذلك عدوانية» طهران. من جهتها، رأت موسكو أن الاتفاق الإطار المبرم في لوزان بين الدول الكبرى وإيران في أبريل الماضي سمح باستئناف تسليم الصواريخ «أس 300» دون انتظار رفع العقوبات لحمل طهران على تغيير موقفها بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
وتُعد صواريخ «أس 300» واحدة من أحدث منظومات الدفاع الجوي الصاروخية بعيدة المدى «أرض جو»، وهي مصممة للتصدي للطائرات القتالية المهاجمة، والصواريخ الهجومية طويلة المدى، مثل صواريخ «كروز» الأمريكية، وجرى تطويرها أيضاً لصد هجمات بالصواريخ البالستية.
من ناحية أخرى، أكدت روسيا وإيران أن «وجهة النظر واحدة» بينهما حيال سوريا، بحسب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إثر لقاء في طهران بين بوتين وخامنئي. وقال بيسكوف إن إيران وروسيا أكدتا «على وجهة نظر واحدة بينهما بمواجهة الطابع غير المقبول لمحاولات خارجية لإملاء فرضيات حول تسوية سياسية في سوريا» وتؤكدان أن أي تغيير في القيادة يجب أن يأتي عبر انتخابات. وأضاف أن الاجتماع الذي استمر أكثر من ساعة ونصف الساعة كان «بناء جداً» كما جرى خلاله «تبادل موسع للآراء بأدق التفاصيل».
ووفقاً للقطات بثتها قناة روسيا 24، قال بوتين في الاجتماع «لا أحد يمكنه، أو يجب أن يفرض من الخارج على الشعب السوري أي شكل من أشكال الحكم لدولته أو القول من ينبغي أن يتولى قيادتها. الشعب السوري فقط هو من يقرر» ذلك. ووصل الرئيس الروسي إلى طهران أمس لمناقشة الأزمة السورية مع القادة الإيرانيين وحضور قمة الدول المنتجة للغاز. من جهة ثانية دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة «جبهة النصرة» إلى فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة إثر الاعتداءات الدموية التي شهدتها دول عدة في الأسابيع الأخيرة. وقال خوجة في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول «خلال الشهر الماضي فوجئ العالم بعدة عمليات إرهابية في تركيا وفي لبنان وفرنسا وآخرها في مالي، راح ضحيتها العديد من المدنيين».
وأضاف أن «الاعتداء الأخير في مالي تبناه تنظيم القاعدة، وفي هذا الإطار أجدد دعوتي لجبهة النصرة أن تعلن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وأدعو الثوار السوريين الشرفاء في هذا التنظيم إلى العودة إلى المظلة الواسعة للثورة السورية وتجنيب البلاد المزيد من الدمار».
وكرر خوجا منذ انتخابه رئيساً للائتلاف السوري، أبرز تشكيلات المعارضة السياسية في الخارج، مطلع العام الحالي دعوته جبهة النصرة إلى قطع علاقاتها بتنظيم القاعدة. لكن تصريحه يأتي في ظل حراك دبلوماسي للتوصل إلى حل سياسي في سوريا بعد نحو 5 سنوات من الحرب وجدال حول الفصائل المسلحة التي من الممكن أن تشارك في أي مفاوضات في المستقبل.
وتضم جبهة النصرة التي انطلقت في يناير 2012، في صفوفها العديد من المقاتلين السوريين إلى جانب الأجانب، ويقودها السوري أبو محمد الجولاني.
وتنتشر جبهة النصرة، التي تعد الذراع السوري لتنظيم القاعدة منذ أبريل 2013، في محافظات سورية عدة. وهي جزء من تحالف «جيش الفتح» الذي يضم فصائل عدة من بينها «حركة أحرار الشام» ويسيطر على محافظة إدلب شمال غرب البلاد.
من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه سيعرض أمام البرلمان خطته بشأن توجيه ضربات جوية على مواقع تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في سوريا على إثر اعتداءات باريس.
وعرض الخطة سيفتح الطريق أمام تصويت في البرلمان في موعد لم يحدد بعد من أجل توسيع الضربات التي تشنها بريطانيا حالياً في العراق إلى سوريا.
وقد أعلن كاميرون في تصريح أدلى به في قصر الإليزيه بعد لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، «أدعم بقوة خطوة الرئيس هولاند لضرب تنظيم الدولة في سوريا، مؤكداً «قناعته بضرورة قيام بريطانيا بذلك أيضاً».