احتضنت المنامة اليوم الخميس, أعمال الاجتماع السابع عشر للوزراء المعنيين بشؤون البلدياتفي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة سعادة الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي وزيرشؤون البلديات والتخطيط العمراني في مملكة البحرين.

وقد ناقش الاجتماع ما تمإنجازه في مجال تطوير المرافق الخدمية على الطرق السريعة، والاطلاع على ما جاء فياعتماد المجلس الأعلى في دورته السابقة بمملكة البحرين في ديسمبر 2012 بشأن اعتمادالدليل الاسترشادي لمعايير تطوير المرافق الخدمية على الطرق السريعة.

كما اطلع الوزراء على ما تم انجازه في مجال قواعد المعلومات البلدية، ومجال تجميل المدن،وبحث ما تم إنجازه في مجال التخطيط العمراني وخطة العمل المعدة خلال الورشةالمشتركة مع برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية 2013 والميزانية المقترحة،وبحث ما تم انجازه في مجال تفعيل العمل بجائزة مجلس التعاون للعمل البلدي.

وناقش الاجتماع أعمال الفريق المختص في تطوير البيئة الحضرية، فيما يتعلق بالانتهاءمن إعداد الدليل الاسترشادي لإدارة النفايات البلدية الصلبة، والتطرق الى تنظيممؤتمر العمل البلدي الثامن 2014 في دولة الامارات العربية المتحدة، اضافة الى بحثمستجدات كود البناء الخليجي بالتنسيق مع هيئة التقييس الخليجية والمكتب الفني لكودالبناء في دولة قطر.

ومن جانبه, صرح الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي وزير شؤون البلديات والتخطيط العمران، ان من اهم التوصيات المتمخضة عن جلسات اليوم اعداد خطة عمل للاستراتيجية العمرانية التي تم اقرارها وطرحها للنقاش بالتفصيل، مؤكدا ان اهميةهذه الاستراتيجية تكمن في تمكين دول مجلس التعاون من مواكبة التطور الكبير الحاصلبالتنمية العمرانية في المنطقة والعالم.

وأعرب الوزير الكعبي في تصريحات صحافيةعلى هامش ترأسه لأعمال الاجتماع السابع عشر للوزراء المعنيين بشؤون البلديات في دولمجلس التعاون، عن أمله في ان يتم اقرار الاستراتيجية العمرانية الخليجية الموحدةبصيغتها النهائية خلال العام المقبل 2014، بما يخدم الارتقاء بمستوى العمل البلديالخليجي المشترك وتعزيز التنمية العمرانية بشكل مستدام وصديق للبيئة.

واضاف الوزير الكعبي بالقول: "لقد حددنا محاور رئيسية في استراتيجية العمل البلدي الموحد،ويترك لكل دولة بمجلس التعاون ان تعمل بتفاصيل الاستراتيجية بما يواكب ظروف واوضاعكل دولة.. نحن نضع الإطار العام للإستراتيجية ويترك لكل دولة تطبيقها وفق معطياتهاالخاصة".

وأكد الوزير الكعبي إلتزام جميع دول مجلس التعاون بتطبيق الإستراتيجيةالعمرانية بما تشمله من تطوير للمرافق على الطرق وكود البناء الموحد والمعاييرالتخطيطية والهيكلة العمرانية والإشتراطات التنظيمية، وذلك بالإتساق مع الدليلالاسترشادي الذي يساعد الدول على المضي قدما بتنفيذ ما جاء بالاستراتيجية.

ولفت الوزير الكعبي الى تطرق الاجتماع الخليجي الى التنمية الحضرية والتي تعد من اهمالمواضيع المطروحة واشار إلى انه تم تكليف الفريق الفني بإجراء دراسة مستفيضةللتوصل الى رؤية خليجية شاملة في مجال تطوير التنمية الحضرية.

واشار الوزيرالكعبي الى مناقشة موضوع جائزة دول مجلس التعاون للعمل البلدي كمقترح بحريني، معرباعن امله في ان يتم اقرار اللائحة في المستقبل المنظور.

كما تطرق الاجتماع، وفقاللوزير الكعبي، الى مسألة المباني المستدامة، خاصة وان هناك توجه عالمي بشأن تطويرمواصفات البناء ومراعاة المعايير البيئية مثل الإضاءة المثلى للطاقة المتجددةوكيفية إدارة النفايات المنزلية والصرف الصحي والمباني الخضراء. مؤكدا ان كودالبناء الخليجي الجديد سيسهم بشكل كبير في دعم التنمية العمرانية انسجاما معالتطورات العالمية في مجال المباني المستدامة.

من جانبه، أكد صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز آل سعود وزير الشؤون البلدية والقروية فيالمملكة العربية السعودية، ان اجتماع المنامة اليوم هو تكملة لمسيرة العمل الخليجيالمشترك بما يخدم توحيد العمل البلدي بين دول مجلس التعاون والارتقاء بمستوىالخدمات البلدية والتخطيط العمراني.

وأشاد الأمير منصور بمستوى العمل الجماعيالمتقدم بين دول مجلس التعاون فيما يتعلق بالعمل البلدي والعمراني، وخير دليل على ذلك التطور الكبير الذي شهدته دول الخليج في مجالات البناء والعمران والخدماتالبلدية لخدمة جميع المواطنين.

ولفت الى ان جميع المواضيع المطروحة على طاولةالنقاش اليوم هي قابلة للتنفيذ في المستقبل القريب بفضل وجود توافقات خليجية علىالكثير من البنود ونقاط البحث في مجال العمل البلدي والتنمية العمرانية للنهوضبجودة البنى التحتية في دول الخليج العربية.
ونوه الى ان اهمية هذا الاجتماعتكمن كذلك في الاستفادة من الخبرات الخليجية والسعي لتوحيد قواعد بيانات العملالبلدي بين دول مجلس التعاون، بما يعود بالمنفعة الكبيرة على جميع الدول الأعضاءبمجلس التعاون.
ومن جهته أشار مدير عام بلدية المحرق السيد صالح بن ابراهيم الفضالة بأن اجتماع هذه الكوكبة من الخبرات والكفاءات في القطاع البلدي يعكس بلا شك روح الفريق الواحد التي تدل على حرص الجميع على التواصل والتعاضد وتقديم كل ما يساهم في تعزيز الاخوة والزماله في العمل البلدي، مبينا حرص اصحاب السمو والمعالي والسعادة على اثراء التجربة الخليجية وتقديم عصارة فكرهم من اجل تطوير القطاع البلدي.
وقال الفضالة : إن التناغم في طرح الافكار والمرئيات الذي ساد على الجو العام للاجتماع يؤدي الى الخروج لنتائج تفوق التوقعات وتلبي حاجة العمل البلدي الى روافد حيوية تغذي مسيرته باستمرار لتضمن اعلى جودة للمخرجات البلدية.
وافاد بأنه تمت مناقشة مواضيع مهمة كمعايير تجميل العواصم والمدن والتخطيط العمراني الاستراتيجي وهي من الاولويات لتحديد الرؤى المستقبلية للعمل البلدي في الدول الخليجية، موضحا بأن الاهتمام بالكوادر البشرية من خلال ورش العمل المتخصصة والحلقات النقاشية والزيارات الميدانية وتكوين قاعدة البيانات في الامانة العامة تصب في تحقيق اهداف العمل البلدي وتلبي الطموحات التي تسعى لها الدول الخليجية.
من جانب آخر شكر مدير عام بلدية الدوحة المهندس محمد أحمد السيد مملكة البحرين على استضافة الاجتماع السابع عشر لأصحاب السمو ومعالي الوزراء والمسئولين بشؤون البلديات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجهود كل من وزير شؤون البلديات والتخطيط العمراني الدكتور جمعة الكعبي ووكيل الوزارة الدكتور نبيل أبوالفتح في التنظيم لهذا الاجتماع الحافل.
وذكر المهندس محمد السيد بأن عقد هذه الاجتماعات بشكل دوري تؤدي الى نضج المخرجات في كل مرة حيث ان البرامج والمشاريع والانشطة التي يتم مناقشتها تعتبر جزء من المسئولية التي تؤديها وزارات البلديات في دول مجلس التعاون لذلك تبرز اهمية تعزيز التعاون بين الدول المشاركة وتضافر الجهود واستمرارية التواصل لدعم مسيرة العمل البلدي والارتقاء به الى آفاق جديدة تضمن للعاملين به ممارسة العمل بأعلى المستويات.
واوضح بأن وجود نخبة من ابناء الخليج يمثل دعم ومساندة متميزة لنجاح العمل الخليجي البلدي المشترك في كافة جوانبه، مشيرا الى وجود العديد من المواضيع التي تستحق المناقشة على طاولة الاجتماع وتفتح مجالات المنافسة لتوظيف التقنية الحديثة كون العمل البلدي قطاع خدمي في حاجة الى جهود مستمرة وتفكير ابداعي من اجل تطوير الامكانيات والبرامج لتحقيق طموحات الشعوب الخليجية للمواطنين والمقيمين على اراضيها.