عواصم - (وكالات): كثفت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية غاراتها لدعم القوات الموالية لشرعية الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي وقصفت مواقع المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في وقت انتقدت فيه الإمارات «خذلان» حزب الإصلاح الإسلامي «الإخوان المسلمين في اليمن» في محافظة تعز جنوب غرب البلاد.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن «عمليات تحرير تعز تتقدم إيجاباً وخاصة من الجبهة الشرقية، ولولا تخاذل الإصلاح «الإخوان المسلمين» لكان التحرير اكتمل، الأدلة والشواهد عديدة»، وذلك في تغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر».
وأضاف الوزير الذي تعد بلاده من أبرز دول التحالف «تحية تقدير للمقاومين التابعين للاشتراكي والتيار السلفي، شجاعتهم ودعم التحالف العربي سيحرر تعز الصامدة، أما تخاذل الإصلاح «الإخوان» فهو مخزٍ».
وتابع «الإصلاح «الإخوان» همهم السلطة والحكم في اليمن، وتخاذلهم في تحرير تعز سمة لتيار انتهازي تعوّد على المؤامرات، موقفهم الآن في تعز موثق»، مؤكداً أن «تعز الصامدة ستتحرر بفضل رب العالمين والمقاومة الشجاعة والشريفة ودعم التحالف العربي». ويحظى حزب الإصلاح المقرب من جماعة الإخوان التي تصنفها الإمارات منظمة «إرهابية»، بنفوذ في تعز ثالث كبرى مدن اليمن، ويقيم فيها قرابة 700 ألف شخص وسط ظروف إنسانية صعبة. من ناحية أخرى، تتسارع وتيرة المعارك في مختلف الجبهات في اليمن، خاصة في تعز التي تعتبر الورقة الرابحة التي ستفرض واقعاً مختلفاً على طاولة مباحثات جنيف، المزمع عقدها في الـ27 الشهر الحالي.
وأكد المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري في تعز، العقيد الركن منصور الحساني، أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية سيطرا على مناطق مهمة جنوب المدينة، وبدآ هجوماً للسيطرة على مدينة الراهدة، ثاني كبرى مدن المحافظة. كما سيطرت المقاومة على مديرية القبيطة، بما فيها الجبل الأحمر المطل على ماوية والراهدة.
من جهته قال قائد قاعدة العند الجوية اليمنية اللواء فضل حسن إن طيران التحالف «شن سلسلة غارات على ضواحي مدينة الراهدة»، ثاني كبرى محافظة تعز جنوب غرب البلاد، مستهدفاً «مركبتين للحوثيين وقوات صالح، بالإضافة إلى نقطة تفتيش».
وأضاف حسن الذي يتولى قيادة العملية العسكرية التي بدأتها قوات دعم الشرعية بدعم من التحالف الأسبوع الماضي لطرد الحوثيين وحلفائهم من تعز، أن الغارات تزامنت مع قيام القوات «بقصف تجمعات ومواقع الحوثيين وقوات صالح في ضواحي الراهدة بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون». وأشار إلى أن الغارات وعمليات القصف أدت لسقوط «قتلى وجرحى» في صفوف الحوثيين والقوات الموالية لصالح، دون تقديم حصيلة لذلك. وتعد استعادة محافظة تعز الواقعة جنوب غرب البلاد والمطلة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مدخلاً لتأمين جنوب البلاد والتقدم نحو استعادة مناطق في الوسط والشمال، بحسب محللين.
وبدأت القوات الموالية للشرعية بدعم من التحالف، هجوماً واسعاً الاثنين الماضي لاستعادة كامل المحافظة التي يسيطر الحوثيون وقوات صالح على مناطق منها، ويحاصرون مركزها مدينة تعز منذ أشهر.
وأكد اللواء حسن أن «معركة تحرير وفك الحصار عن تعز لا تراجع فيها، والقوات الموالية للشرعية تواصل تقدمها».
وكانت مصادر عسكرية أفادت بأن تقدم القوات الموالية في تعز بطيء بسبب الألغام المضادة للأفراد والدبابات التي زرعها الحوثيون لإعاقة عمليات التقدم باتجاه مناطق سيطرتهم. إلا أن مسؤولين أشاروا إلى أن أحد أسباب صعوبة العمليات العسكرية في تعز، هو «خذلان» تعرضت له القوات الموالية، من حزب الإصلاح المقرب من الإخوان المسلمين. وحزب الإصلاح كان أحد أبرز مكونات «المقاومة الشعبية» التي تقاتل بجانب قوات دعم الشرعية الموالية لهادي، وتضم مزيجاً من الإسلاميين ورجال القبائل والعسكريين السابقين ومقاتلين من الحراك الجنوبي.