دبي - (العربية نت): تقع المنطقة الآمنة التي يرغب في إقامتها الأتراك شمال سوريا بين مدينة عين العرب «كوباني» وعفرين، مروراً بجرابلس الواقعة بريف حلب. وبدأ الحديث عنها منذ شهر يوليو الماضي، عندما اتفقت أمريكا وتركيا على الخطوط العريضة للمنطقة الآمنة على طول الحدود السورية التركية، وفي حال تم تطبيقها بشكل صحيح فسيعطي هذا مجالاً أوسع للطيران الأمريكي في هجومه ضد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي. وتقضي الخطة بإبعاد «داعش» خارج مساحة بطول 68 ميلاً على طول الحدود، و40 ميلاً في عمق الأراضي السورية، غرب نهر الفرات نحو ريف حلب الذي سيقع عندها تحت سيطرة المعارضة السورية. وأكدت مصادر أن تركيا لن تقوم بعمليات برية لإيجاد هذه المنطقة، بل ستقوم بعمليات دعم جوي ومدفعي مكثف لقوات المعارضة من أجل السيطرة على الأراضي المطلوبة لإقامة هذه المنطقة الآمنة.
من جهتها، أفادت مصادر تركية بإمكانية دخول فرنسا على الخط، وأن محادثات تجري لاستخدامها قواعد تركيا الجوية، في حين تقوم الولايات المتحدة بإرسال المزيد من الطائرات إلى قاعدة إنجرليك العسكرية.
فيما ذكرت أنباء أخرى، أن تركيا ستلتزم بحماية المنطقة الآمنة ومنع أي منظمات من الاقتراب منها بما فيها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي تعتبره الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني، وستقوم قوات المعارضة المعتدلة بتأمين المنطقة على الأرض. واتخذت أنقرة قرارها الحازم بإقامة المنطقة الآمنة خلال أسبوع منذ ما قبل انعقاد قمة العشرين، التي استضافتها تركيا الأسبوع الماضي. وطلبت أمريكا حينها التريث إلى ما بعد القمة، لكن أحداث باريس جعلت الأمور تتخذ منحى جديداً. وصرحت أنقرة أن القوات التركية لن تدخل الأراضي السورية، لكنها ستقوم بعمليات دعم جوي ومدفعي مكثف لقوات المعارضة السورية من أجل السيطرة على طول المنطقة الممتد من جرابلس، وصولاً إلى أعزاز، لخلق منطقة آمنة من «داعش». من جهة أخرى، قال مسؤولون أتراك إن تركيا سوف تلتزم بأمن المنطقة بشكل واضح، وتمنع تقدم التنظيم، أو أي منظمات إرهابية أخرى إليها، في إشارة غير مباشرة إلى قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تعتبره أنقرة الذراع السورية لتنظيم حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. أما الفراغ الناجم عن انسحاب «داعش» من تلك المناطق، فمن المفترض أن تملأه قوات المعارضة، وتحديداً الفصائل التركمانية وحركة أحرار الشام والجبهة الشامية.
وقد تم أول تعاون بين الأتراك والمعارضة ممثلة بالجبهة الشامية قبل يومين، حيث تمكنت الجبهة الشامية من السيطرة على قرية دلحة الاستراتيجية في ريف حلب الشمالي «ذو موقع إستراتيجي تمتد مسافة 7 كيلو متر على الشريط الحدودي التركي وتشرف على مسافة 15 كيلو متراً على قرى «داعش»».
والأهم عند أنقرة لإقامة تلك المنطقة يتمحور بمصير الأكراد، حيث شددت تركيا على أنه لا دور لأي أحزاب كردية سورية في هذه المنطقة.
ويتواجد الأكراد شمال سوريا تحديداً الحسكة وبعض المناطق في الرقة، إضافة إلى حلب.
وتوضح في النهاية أن هدفهم ربط منطقة تواجدهم بالحسكة مع مناطق تواجدهم في حلب، أما المنطقة الآمنة التي يريد الأتراك إقامتها فهي لمنع الأكراد من إقامة دولتهم، وهذه المنطقة تقبع الآن تحت سيطرة تنظيم «داعش».