كشف الرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء الشيخ نواف بن إبراهيم آل خليفة عن أن ذروة الحمل الكهربائي، ارتفع إلى مستويات قياسية في منطقة الخليج، وفي البحرين، ارتفعت الذروة خلال صيف هذا العام إلى 3441 ميجاوات، أي بنسبة نمو بلغت 9.2% عن العام الماضي.
وأكد الشيخ نواف بن إبراهيم آل خليفة، خلال افتتاح ورشة الترشيد الكهربائي والمائي الخليجي الثامنة أمس تحت عنوان «الترشيد لمستقبل أفضل»، والتي نظمتها هيئة الكهرباء والماء، أن التحديات التي تواجهها دول مجلس التعاون في مجال الترشيد الكهربائي مازالت كبيرة، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي تتهاوى فيه أسعار النفط عالمياً، مازال استهلاك الكهرباء يشهد نمواً عالياً حيث تشير آخر الإحصائيات إلى ارتفاع الاستهلاك العام بنسب تتجاوز 7%.
وقال إنه «في جانب المياه، فإننا مازلنا نعتبر من الدول ذات المعدلات العالية في استهلاك الفرد من المياه، على الرغم من أن مناطقنا تعد الأكثر جفافاً وندرة في الموارد المائية، لذلك فقد أصبح من الملح لدولنا انتهاج سياسات عاجلة لإصلاح التعرفة الكهربائية والمائية وربطها بسياسات الترشيد في المنطقة».
ونوه باهتمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي وتوجيهاتهم للحد من الإنفاق والهدر في مجال الطاقة الكهربائية والثروة المائية، من خلال الاستثمار المنظم في مجالي الطاقات المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة وتحسين الموارد المائية وترشيدها.
وأضاف أن دول المجلس اتخذت خلال السنوات القليلة الماضية العديد من الخطوات المهمة في هذا المجال، سواء في المجال التشريعي والرقابي، أو على صعيد البنية التحتية والاقتصادية، مؤكداً أهمية الدور الذي تقوم به لجنة الترشيد الكهربائي والمائي وخدمات المشتركين في هذا المجال، حيث نجحت مؤخراً في الحصول على موافقة أعضاء لجنة التعاون الكهربائي والمائي بدول مجلس التعاون الخليجي، لتدشين الحملة الخليجية للترشيد في الدول الأعضاء، تحت شعار «اقتصد لتدوم».
وأشار إلى أن خطوات البحرين تسارعت في مجال الترشيد الكهربائي والمائي خلال السنتين الماضيتين، فمع بداية العام 2013م، تم تطبيق لائحة العزل الحراري الإلزامية على جميع المباني في البحرين، ومع بداية هذا العام، انتهت هيئة الكهرباء والماء من التنسيق مع الجهات المعنية، من الإعداد لمشروع حظر تصنيع واستيراد مصابيح «التنجستن» المتوهجة، كما تم خلال شهر أغسطس الماضي اعتماد المواصفات والمعايير الإلزامية وبطاقات الكفاءة لأجهزة التكييف التي يتم استيرادها أو تصنيعها في البحرين وفي جانب ترشيد المياه، وتم خلال هذا العام تعميم نظام التمديدات المائية ليصبح إلزامياً على جميع المباني في المملكة، لافتاً إلى أن جميع هذه المبادرات قد تم إعدادها وفقاً لرؤية خليجية موحدة.
وأوضح أن دول مجلس التعاون الخليجي حققت إنجازات تنموية كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية وفرض ذلك تحديات جمة أمامنا،حيث تطلب استثمارات ضخمة في مجال البنية التحتية ومنها الاستثمارات في مجال الطاقة الكهربائية.
وأضاف الشيخ نواف بن إبراهيم آل خليفة أن حكومات المنطقة تسعى حالياً إلى مواجهة هذه التحديات من خلال ثلاثة محاور رئيسة تشمل تعزيز وتكامل البنية التحتية لقطاعي الكهرباء والماء، والبحث عن مصادر بديلة للطاقة، والترشيد ولعل تجمعنا الخليجي هذا يصب في هذا المحور الهام، حيث ينظر إلى الترشيد باعتباره أحد المصادر الرخيصة لتوليد الطاقة.
بدوره، أكد رئيس فرق الترشيد الكهربائي والمائي بدول مجلس التعاون عبدالعزيز الحمادي، في كلمته خلال الافتتاح، أهمية تلك الورشة ودورها في التوعية بضرورة توفير استهلاك الكهرباء والماء، مضيفاً أن إقامة هذه الورشة هو دليل على التزام دول مجلس التعاون بأهمية العناية القصوى بثروات البلاد ومواردها باعتبارها ركيزة أساسية للتنمية المستدامة.