كتب – فهد بوشعر:
يخوض منتخبنا الوطني لكرة اليد للرجال لقاءه المصيري اليوم في الدور نصف النهائي للتصفيات الأولمبية الآسيوية ( ريو 2016 ) المقامة حالياً في العاصمة القطرية الدوحة حيث سيتقابل مع نظيره الإيراني في تمام الساعة 4:00 من عصر اليوم على صالة الدحيل في الخطوة قبل الأخيرة من أجل الصعود للمباراة النهائية لملاقاة الفائز من منتخبي قطر وكوريا .
وكان منتخبنا الوطني قد تأهل للدور نصف النهائي بعد تصدره فرق مجموعته بجدارة بفوزه في 4 لقاءات كان آخرها الفوز على كوريا الجنوبية في مباراة أقل ما يقال عنها بأنها مباراة مجنونة بالدرجة الأولى تقاسم فيها المنتخبين التقدم في الشوطين حيث تفوق المنتخب الكوري في شوط المباراة الأول بفارق 8 أهداف ووصلت إلى 10 مع بداية الشوط الثاني لكن عزيمة الرجال والقوة والإصرار في رجال منتخبنا الوطني حولت النتيجة في نهاية المباراة من تأخر بفارق 8 و10 أهداف لتفوق بفارق هدف أمام منتخب مثل المنتخب الكوري المعروف عنه القتال وعدم اليأس.
ويأتي تعديل النتيجة والتفوق على المنتخب الكوري بفضل القراءة الجيدة من مدرب منتخبنا الوطني ماجيك خصوصاً في العملية الدفاعية بعد أن كان مصراً في شوط المباراة الأول على اتباع الطريقة الدفاعية المتقدمة 3-2-1 و 4-2 أمام المنتخب الكوري المعروف بسرعة التحرك بدون كرة واستخدام الأرجل أكثر من اليد في اللعبة لإحداث الخلخلة في دفاع الخصم ليسهل الاختراقات على المرمى ويسهل عليه إيصال الكرة للاعب الدائرة المميز في المنتخب الكوري.
تحول الخطة الدفاعية لمنتخبنا الوطني من المتقدمة إلى التقليدية 6-0 المتقدمة قليلاً واعتماد الدفاع المتقدم 5-0-1 عند النقص العددي للمنتخب الكوري كان نقطة التحول في النتيجة حيث ضيق منتخبنا الوطني المساحات على المنتخب الكوري في هذا الشوط وأبعد الخطر عن مرمانا فاضطر لمنتخب الكوري للتسديد من خارج خط التسعة أمتار كثيراً الأمر الذي أراح حارس منتخبنا الوطني محمد عبدالحسين الذي كان له الأثر الكبير في تحويل النتيجة بتصدياته لكرات المارد الكوري.
منتخبنا اليوم مطالب بالفوز ولا شيء غير الفوز على المنتخب الإيراني لضمان لعب المباراة النهائية أمام الفائز من منتخبي قطر وكوريا في الجهة المقابلة كما ينبغي على لاعبي الأحمر اليوم عدم التفكير في شيء يدعى المباراة النهائية والتركيز على لقائهم في الملعب أمام المنتخب الإيراني وعدم التفكير وتشتيت تفكيرهم في أي شيء آخر.
ومن المتوقع أن يبدأ منتخبنا الوطني لقاءه أمام المنتخب الإيراني كما بدأ البطولة منذ بدايتها بالدفاع المتقدم المتغير بين «4-2» و «3-2-1» للضغط على لاعبي المنتخب الإيراني حيث من المتوقع أن تكون الخطة الدفاعية المتقدمة مجدية بشكل كبير أمام المنتخب الإيراني صاحب البنية الكبيرة والثقل في التحرك بعكس المنتخب الكوري حيث إن الدفاع المتقدم من المتوقع أن يوقع لاعبو المنتخب الإيراني في الكثير من الأخطاء الهجومية التي بالإمكان استغلالها في الهجوم السريع في ظل وجود مهدي سعد وحسن السماهيجي.
الدفاع المتقدم والهجوم الخاطف سلاح الأحمر
سيعتمد السلوفيني ماجيك مدرب منتخبنا الوطني على جميع أسلحته في مواجهة المنتخب الإيراني مساء اليوم وذلك باعتماد الدفاع المتقدم بالدرجة الأولى بنوعيه 4-2 و 3-2-1 أمام صناديد المنتخب الإيراني المعروفين بالقوة الجسمانية والضخامة البدنية مقابل فارق الحجم والجسم أمام لاعبي منتخبنا الوطني.
وتشير القراءة العامة للبطولة بأن المنتخب الإيراني قد تطور كثيرا في الفترة الأخيرة من الناحية الفنية خصوصا تلك الفترة التي تولى فيها مدرب منتخبنا الوطني ماجيك تدريبه قبل أن يعود من جديد لتدريب أحمر اليد البحريني حيث تبين القراءة بأن المنتخب الإيراني يعتمد بالدرجة الأولى على قوته الجسمانية في الشقين الدفاعي والهجومي أمام أي فريق لمجاراته وماجيك يعتبر خبيراً في التعامل مع هذا المنتخب كونه يعتبر المدرب الأخير له في التصفيات الآسيوية الأخيرة وبطولة العالم.
ومن المتوقع أن يعتمد السلوفيني ماجيك في هذا اللقاء على إرهاق المنتخب الإيراني واستهلاك لياقته البدنية في شوط المباراة الأول باعتماده على الدفاع المتقدم بالدرجة الأولى واعتماد الهجوم الخاطف السريع «فاست بريك» في حال قطع دفاعاتنا للهجوم الإيراني معتمداً بالدرجة الأولى على انطلاق الجناحين مهدي سعد وحسن السماهيجي بالإضافة إلى العقل المدبر للهجمات البحرينية حسين الصياد أما في حال تسجيل المنتخب الإيراني للأهداف فسيعتمد ماجيك على لعب كرة الإرسال السريعة والتي تعرف في لغة كرة اليد الدارجة «السنتر السريع» لإرباك الدفاع الإيراني واستغلال ثقل حركته في الارتداد للدفاع ومباغته بالهجمات قبل أن ينظم صفوفه ويتمركز كل لاعب بالشكل الصحيح.
وفي حال الهجمات المنظمة لمنتخبنا الوطني على المرمى الإيراني من المتوقع أن يلعب منتخبنا بالطريقة المعتادة في الهجوم 3 – 3 باعتماد التقاطعات وسلسلة الكرة من الجناح إلى الجناح تمهيداً لخلخلة الدفاع الإيراني لإيصال الكرة للاعب الدائرة سواء كان علي عيد أو محمد ميرزا لمقابلة الحارس الإيراني وفي حال تماسك الدفاع الإيراني أمام هجوم منتخبنا الوطني من المؤكد أن يلجأ ماجيك لعملية الضرب من مركز الساعد الخلفي سواء الأيمن أو الأيسر بوجود كلا من جاسم السلاطنة كساعد أيسر وصادق علي كساعد أيمن ومهدي مدن الذي يلعب في المركزين.
أما مركزي الجناح الأيمن والأيسر فمازالا معطلين بالنسبة للمدرب ماجيك منذ انطلاق التصفيات وبعد انتهاء الجولة الرابعة عدا في الانطلاق السريع للهجمات المرتدة لكن من المتوقع أن يكون للجناحين في مباراة نصف النهائي أمام ايران دور كبير لفتح المسافات والفراغات في الدفاع الإيراني حيث من المتوقع أن يضغط ماجيك بالجناحين كثيراً بدءاً من الزاوية البعيدة لإجبار الدفاع الإيراني لفتح المسافة بشكل أكبر على الدائرة لخلق الفرص أمام الضاربين البحرينيين للتسديد البعيد خصوصاً مع النقص العددي في المنتخب الإيراني إن وجد كما سيعمد لذلك من أجل وجود الفراغات للاختراق على الدائرة والانفراد بحارس المرمى الإيراني.
التنظيم الدفاعي سر التفوق
يجب على مدرب منتخبنا الوطني اليوم التركيز بشكل كبير على التنظيم الدفاعي أمام المنتخب الإيراني لأنه سيكون مفتاح الفوز الأول كما بينت كرة اليد الحديثة بأن الفوز في أي مباراة لا يكون بالهجوم فقط بل الدفاع هو أساس الفوز والتفوق كون التنظيم الدفاعي يتيح الفرصة لحارس المرمى للتعامل بأريحية تامة مع كرات الخصم كون التنظيم الدفاعي يفقد كرات الخصم الدقة بنسبة كبيرة لتصل لحار المرمى سهلة في أغلب الأحيان بدليل مباراة منتخبنا الوطني والمنتخب الكوري في ختام الدور التمهيدي بعد أن أعاد ماجيك تنظيم الدفاع تغير حال الكرات الكورية وتمكن محمد عبدالحسين من التصدي للكرات الحاسمة التي رجحت كفة منتخبنا لاعتلاء الصدارة.