توقع الرئيس التنفيذي في «كاندرايم» انطون برندر أن يواصل إجمالي الناتج المحلي في الأسواق العالمية تراجعه خلال العام المقبل وذلك امتداداً للتراجعات التي حدثت خلال العام الحالي، موضحاً أن رغبة أعضاء أوبك في الضغط على إنتاج النفط الأمريكي أدت بدورها إلى انخفاض أسعار النفط بشكل حاد.
ونظمت الشركة الكويتية للاستثمار ندوة تحت عنوان: «التوقعات الاقتصادية والاستثمارية للعام 2016»، بالتعاون مع شركة كاندرايم «Candriam Investors Groups»، استضافت من خلالها كلا من الرئيس التنفيذي في «كاندرايم»، وكبير الاقتصاديين فلورنس بيساني.
وقال برندر: «بعد الأزمة المالية العالمية اعتمدت العديد من الدول على الائتمان المحلي في دعمها للطلب المحلي، مما دفع نحو نمو الائتمان بشكل أكبر من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي، والحال ينطبق على الأسواق الناشئة مثل البرازيل وتركيا وروسيا والصين باستثناء الهند. مما أدى بدوره إلى ارتفاع الدين العام بنسبة أعلى من معدلات إجمالي الناتج المحلي، وبشكل خاص في الصين». إلى ذلك، أكد مدير صناديق الأسهم العالمية في الشركة الكويتية للاستثمار خالد الدهيم حرص الشركة على تنظيم هذا الحدث بشكل سنوي بالتعاون مع شركـة Candriam Investors Group»»، وهو من بنوك أوروبا الرائدة، للكشف عن التوقعات الاقتصادية والاستثمارية للعام المقبل التي من شأنها أن تساهم في تحديد بوصلة المستثمرين في قراراتهم الاستثمارية للسنة القادمة في ظل تطورات التي شهدتها أسواق العالم والمنطقة خلال العام الجاري.
وفيما يخص العملات فقال برندر: «خلال العام الجاري شهدت أغلب عملات الأسواق الناشئة انخفاضاً أمام الدولار الأمريكي، فيما شكلت في بعض الأسواق الناشئة، هذه التراجعات، مخاطر مالية عالية».
وواصل «وفي الوقت الذي شهدت معدلات الدين ارتفاعات في الأسواق الناشئة، تراجعت مستويات الدين الخاصة بالقطاع الخاص في الأسواق الناشئة بالمقارنة مع إجمالي الناتج المحلي، فيما استقر الدين العام في السوق الأمريكي والكندي والأسترالي ومنطقة اليورو واليابان وبريطانيا».
وأشار إلى أن تخمة المدخرات لم تنته بعد في الوقت الذي سيواجه العالم قريباً تراجعات حادة في المقترضين. أما بالنسبة لأبرز التحديات الناتجة عن الأسواق الناشئة فستأتي من الصين والبرازيل على وجه الخصوص. في ظل تأثر الاقتصاد البرازيلي بشكل كبير من انخفاض أسعار السلع بشكل حاد، الذي سيؤدي بدوره إلى انخفاض وتيرة التعافي. وعن السوق الصيني قال: «معدلات نمو الاقتصاد الصيني يبدو التباطؤ عليها واضحاً، في ظل محدودية التوسع الائتماني. بينما الحاجة إلى إعادة التوازن للاقتصاد ستلقي بظلالها على النمو الاقتصادي لأعوام».
وعن واقع أسواق دول مجلس التعاون الخليجي والنفط قال: إن «رغبة أعضاء أوبك في الضغط على إنتاج النفط الأمريكي قد أدت بدورها إلى انخفاض أسعار النفط بشكل حاد».
وفي السيناريو الخاص بسعر برميل النفط عند 55 دولاراً، يتوقع انخفاض الإنتاج الأمريكي بشكل حاد في العام 2016 ومعاودته للارتفاع بشكل بسيط في العام 2017، وكذلك بانخفاضه بمعدل النصف بالنسبة لدول أوبك. أما عند سيناريو 35 دولاراً للبرميل، فيتوقع انخفاض الإنتاج الأمريكي إلى قرابة نصف الإنتاج في العام 2015.
إلى ذلك، قالت بيساني: «على الرغم من النتائج الضعيفة للاقتصاد الأمريكي في الربع الثالث من 2015، إلا أن الاقتصاد سيستمر في النمو خلال العام المقبل، في ظل المؤشرات الإيجابية لسوق العقار السكني على الرغم من أن سهولة الائتمان لم تعد إلى حالتها الطبيعية بعد».
وأضافت: «يتوقع أن يستمر المشهد الاستثماري في أمريكا باتجاه النمو المعتدل، فيما ستكبح قوة الدولار الأمريكي مقابل عملات العالم من قوة الصادرات الأميركية، إلا أن ذلك لن يؤثر على القوة الاستهلاكية للسوق الأمريكي التي ستبقى بدورها قوية، ليسجل الاقتصاد الأمريكي معدلات نمو في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 2.4% خلال العام الجاري و2016.
أما بالنسبة لمنطقة اليورو، توقعت بيساني أن تنطلق عجلة النمو مدعومة بالاستهلاك، وبالتالي سنشهد بعض التحسن بسوق العمل، فيما يتوقع أن تسجل منطقة اليورو نمو في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 1.9% العام المقبل 2016.